الذي يحدث هذه الأيام في العديد من قري ومدن سوريا مرعب ومفجع.. فلا طعام، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا غاز، ولا تليفونات.. والجرحي في حي »بابا عمرو« بمدينة حمص، ينزفون حتي الموت، وجثث الشهداء تتعفن تحت ركام البيوت المنهارة وتنهشها الكلاب الضالة، والاحياء المحاصرون داخل المنازل التي اخطأتها القنابل والصواريخ، يتضورون جوعا، ويعانون مر العناء من العطش والبرد القارص.. وبشار الاسد يتمادي في رفض السماح لشاحنات الصليب الاحمر الدولي، المحملة بالاغطية والبطاطين، والمعونات الغذائية والدوائية بالدخول الي الحي المنكوب - رغم وقوفها خارج المدينة منذ اكثر من اسبوع - ويأمر رجاله بإضرام النار في البيوت، بعد اعتقال من فيها من رجال وشبان، واغتصاب نسائهم وبناتهم قبل تشويه اجسادهن!! صديق صحفي سوري وصل الي القاهرة منذ أيام، قال لي أن بشار الأسد ليس وحده في مواجهة الشعب السوري.. ولذلك فهو مستمر في معركته مع الشعب حتي النهاية. فإيران تدعمه بالذخائر والأسلحة المتطورة من خلال جسر جوي يربط طهران بدمشق، وتمده بالمال والخبراء المتخصصين في قمع المتظاهرين وتعذيب المعتقلين، لأنها علي ثقة من ان سقوط نظامه الشيعي الموالي لها يعني حرمانها من فرض سيطرتها علي المشرق العربي!! وروسيا لن تتخلي عنه لأن وجوده علي رأس السلطة في سوريا يضمن لها بقاء قاعدتها البحرية في شرق البحر المتوسط، لتثبت للعالم انها لاتزال دولة عظمي!! والغريب هو هذا الصمت والعجز المريب من جانب الغرب والعرب علي السواء.. والاغرب منه هو ما نشرته الصحف صباح أمس، عن الدعوة التي وجهها »ليبرمان«، وزير خارجية اسرائيل، الي المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف إراقة الدماء في سوريا.. وقوله ان بلاده علي استعداد لتقديم مساعدات انسانية الي سوريا اذا طلب منها ذلك وزعمه ان مشاهد القتل التي تحدث في سوريا لا مثيل لها الا في الافلام السينمائية التي تنتجها هوليوود. اليس غريبا ان يتعاطف »ليبرمان« مع مواطني سوريا وبشار الأسد يقتلهم ويحرقهم!!