واحدة من اثنتين .. اما أن الرئيس السوري بشار الأسد يعيش في عالم آخر غير العالم الذي يعيش فيه الشعب السوري.. واما أن العصابة الحاكمة في دمشق تحبسه في قمقم. وتغلق عليه بابه بالضبة والمفتاح، ولا تسمح له بأن يسمع، أو يري، أو يعرف سوي ما تنقله اليه من أخبار مزيفة.. الدنيا كلها تعرف ان المظاهرات تجتاح سوريا من اقصي شمالها، الي اقصي جنوبها.. ومن اقصي شرقها الي اقصي غربها، وتري قوات الأمن والجيش تفتح نيران مدافعها علي المواطنين العزل، ومدافع الدبابات تدك البيوت والمساجد، ودماء اربعة آلاف شهيد.. بينهم شيوخ ونساء واطفال تختلط بتراب شوارع وحارات جميع المدن السورية، وآلاف الجرحي يسقطون وعشرات الآلاف من الرجال والشباب والاطفال غصت بهم المعتقلات.. لكن.. لكن الرئيس بشار الاسد يدلي بتصريحات لصحيفة »صنداي تليغراف« البريطانية يؤكد فيما أن المشاكل بدأت تتناقص في انحاء سوريا بعدما أعلنت الحكومة عن قيامها بالاصلاحات »!!« وأن الشعب السوري كله يدعم الحكومة الآن ويلتف حولها »!!« وأن قوات الأمن والجيش لا تستهدف سوي الارهابيين والعملاء »!!« ثم يتمادي ويحذر العالم كله من زلزال يحرق الشرق الأوسط بأكمله اذا هاجم الغرب سوريا!! الرئيس السوري يقول ذلك.. ووزير خارجيته وليد المعلم الذي قرر في احدي شطحاته مسح دول اوروبا من علي الخريطة يرد بكل بجاحة ووقاحة علي مبادرة الجامعة العربية، بأن كل شيء في سوريا تمام، وأن الجامعة العربية تستقي معلوماتها عن سوريا من وسائل الإعلام المغرضة التي تشارك في مؤامرة قذرة ضد بلاده »!!« أما الشعب السوري الذي ضرب اروع الامثلة في الاصرار علي استرداد حريته وكرامته، فقد اعلن بمنتهي الصدق والثقة بالنفس انه مستمر في نضاله حتي يسقط الطغاة الذين اعماهم الغرور، واستبد بهم الضلال.