على مدار أسبوع ظل إعلام "المقاوم" الأكبر بشار الأسد يحتفل "بتحرير" حى بابا عمرو فى مدينة حمص السورية من معارضى النظام، وقد نجحت قوات بشار فى دخول حى بابا عمرو "وتحريره" بعد حصار شامل له استمر حوالى سبعة وعشرين يومًا متتاليًا، قطعوا عن المواطنين السوريين الكهرباء والماء والطعام والدواء وحليب الأطفال، حتى اضطر المواطنون السوريون إلى استلهام تجربة أشقائهم فى قطاع غزة، الذى حاصره الصهاينة فاضطروا إلى اختراع مشروع "الأنفاق" لتهريب الطعام والدواء والوقود ومستلزمات الحياة، ولكن قوات بشار الأسد التى يقودها شقيقه ماهر كانت أنجح من الصهاينة حيث توصلت إلى الأنفاق وقامت بتدميرها، تمامًا كما يفعل الصهاينة، فبدأ أهالى حى "بابا عمرو" يتساقطون موتى، بعضهم بالبرد القارص وسط سقوط ثلوج ودرجات حرارة تهبط تحت الصفر أحيانًا، وبعضهم بالجوع العطش، غير أن آخرين من الأهالى كانوا "أسعد" حظا، حيث قتلوا "بدون تعذيب طويل" من جراء قصف دبابات "رمز الصمود والمقاومة" بشار الأسد، حيث ظلت مدفعيته ودباباته تقصف الأهالى فى الحى المحاصر طوال سبعة وعشرين يوما حتى سوى جزءا كبيرا منها بالتراب، وكل ذلك من أجل "تحرير" حى بابا عمرو من "أهالى سوريا" المعارضين لبشار وأخيه وأصهاره وعصابته، وبعد أن نجحت قوات "البطل" القومى بشار فى اقتحام حى بابا عمرو حيث بسطت سيطرتها على كامل التراب الوطنى فى الحى، حسب احتفالية إعلام بشار، تذللت مؤسسات الإغاثة الدولية مثل الصليب الأحمر للبطل المغوار من أجل أن يسمح لهم بإرسال قوافل طبية وغذائية للحى المنكوب من أجل إنقاذ ما تبقى من الأهالى من الموت، إلا أن قوات "التحرير" رفضت ذلك، وحتى الآن، بعد خمسة أيام من دخول قوات بشار إلى الحى ما زالت ترفض دخول أى غذاء أو دواء، الأمر الذى جعل العالم مذهولا من تلك الوحشية، التى يتعامل بها الرجل مع الشعب السورى، حتى وصفه أكثر من رئيس دولة أو وزارة علنا بأنه "مجرم" وأن ما يفعله هو جرائم بشعة ضد الإنسانية، بينما يقول محللون مهتمون بالشأن السورى أن بشار يحاول أن يزيل رائحة الموت من طرقات الحى ودفن الجثث إضافة إلى دفن من يشتبه فى أنه معارض له، حيًا أو ميتًا، قبل أن يسمح لأى قوافل إغاثة بالدخول إلى الحى. هذا المشهد الأسطورى، لم يحدث أبدا فى سوريا الأسد إلا ضد الشعب السورى، فعلها أبوه من قبل فى حماة، حيث نصب المدفعية والصواريخ على مداخلها وصب الحمم على أهلها فقتل عشرين ألف مواطن سورى خلال أقل من أسبوع، وها هما نجلاه: بشار وشقيقه ماهر، يحاولان تكرار التجربة مع الشعب السورى فى كامل تراب سوريا، وهو مشهد لم يره العالم ولن يراه، فى الجولان المحتل مثلا، لأن مهمة بشار الأسد وأسرته، ليس تحرير الأراضى السورية المحتلة من قبل الصهاينة، وإنما تحريرها من الشعب السورى المعارض لآل الأسد وعصابتهم. [email protected]