لم أكن أتصور أن التمسك بالبقاء علي كرسي الحكم، يمكن أن يدفع الجالس عليه إلي الكذب، والتنكر لكل القيم، والمباديء، والأخلاق وقتل ابناء شعبه، وهدم بيوتهم، واغتصاب نسائهم وبناتهم، وذبح أطفالهم، ونهب وسرقة أموالهم وممتلكاتهم. لم أكن أتصور أن بشار الأسد، الذي ورث عرش سوريا علي طبق من ذهب، يحمل في صدره كل ذلك الغل، والحقد، والكراهية، والدناءة.. ولم يكن يخطر علي بالي أنني سوف أري في يوم من الأيام، أخا عربيا، يقتل أخاه العربي، بكل هذه الضراوة والوحشية، ويمثل بجثته ويتركها ملقاة علي قارعة الطريق، أو تحت ركام البيوت المتهدمة، حتي تتعفن وتأكل منها الكلاب الضالة!! ان ما يحدث الآن من مجارز ومذابح للبشر، وهدم وحرق وقصف في مدن حمص، وحماة، وحلب، وإدلب، والقامشلي، ودرعا ودمشق. فاق كل تصور، وتخطي حد ما يمكن أن يتخيله إنسان.. وما تفعله ميليشيات عصابة بشار الأسد بجثث الشهداء من النساء والأطفال، فاق كل ما فعلته عصابات الجيش الإسرائيلي في كل الغزوات التي قام بها أثناء حروبها مع العرب. استبد الإشمئزاز بجوارحي مساء أمس، وأنا أتابع بعض الصور البشعة التي تنقلها الفضائيات من بين أطلال حي »بابا عمرو« في مدينة حمص المنكوبة. طبيبة شابة، حرصت علي إخفاء معظم وجهها خلف حجاب، خوفا من الكشف عن شخصيتها، تقف بين عشرات الجثث المرصوصة علي الأرض في فناء أحد المستشفيات التي أصابتها صواريخ جيش الأسد.. كان البكاء يخنق كلماتها وهي تقول أن »الشبيحة« كانوا يمزقون ملابس النساء بعد استشهادهن، ويكتبون علي بطونهم عبارات مثل »لا إله إلا بشار«.. و»بشار وبس«.. والعياذ بالله!! منتهي الفجور.. ومنتهي الإجرام!!