إبراهيم سعده شارك المترشح الرئاسي المحتمل "ميخائيل بروخوروف" في تظاهرة ضخمة معادية لإعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً للبلاد. أنصار الرئيس السابق قللوا من أهمية التظاهرات المعادية لإعادته، أما المترشح المنافس الملياردير بروخوروف فيؤكد إنها تمثل قطاعات عريضة من الشعب الروسي خاصة قطاع الشباب تصر علي التغيير مع الأصلح، في مواجهة الذين يتمسكون بالإبقاء علي القديم حرصاً منهم علي الاستقرار.. وهؤلاء يتناقص عددهم يوماً بعد يوم. عندما سئل بروخوروف "داندي الملياردير".. كما يدللونه في موسكو عما إذا كان بوتين يستطيع أن يحقق آمال الشعب إذا ما عاد إلي الكرملين، استبعد هذا الاحتمال قائلاً: " أعتقد أنه من الصعب علي من حكم روسيا طوال 12عاماً.. أن يتقدم بأفكار جديدة ومغايرة ينتظرها الشعب. وما يقال عن بوتين يقال نفسه عن الفريق الذي حكم معه وتولت عناصره مناصب عليا خلال تلك السنوات العديدة ". وكما استبعد بروخوروف التغيير والإصلاح علي أيدي من لا يتحمسون لهما، نجده يستبعد أيضاً في حواره الأخير مع مجلة "باري ماتش " أن يسحب بوتين ترشحه للانتخابات الرئاسية في مطلع شهر مارس المقبل. وأضاف قائلاً: " لو أن بوتين قرر الانسحاب فإن التاريخ سيذكره كأحد الحكماء العظام.. لكنني شخصياً لا أتوقع منه هذه الخطوة. فروسيا حديثة العهد بالديمقراطية. وممارستها الطبيعية تتطلب من الحكام والحكومات أن يتعلموا ويقتنعوا بتبادل السلطة مادام ذلك يتم بالقانون وأصوات الناخبين الحقيقيين، لا المزورين أو المجبرين. عندما يأتي اليوم الذي يحكمنا فيه أناس علي استعداد للانسحاب وتسليم الراية لآخرين، فسنعرف آنذاك أننا علي الطريق الصحيح". الطريف أن الصحفي الفرنسي " فرانسوا دو لابار الذي حاور المترشح المحتمل لرئاسة روسيا نقل إليه تشكك البعض في أسباب ترشحه للرئاسة في مواجهة الرئيس المفترض فلاديمير بوتين. فهذا البعض لا يريد أن يصدق أن يغامر ملك استثمار واستغلال كنوز المناجم بما حققه من ثورة هائلة 16 مليار يورو ويخاطر بأمنه وحريته في الوقت نفسه، لا لشيء إلاّ من أجل منافسة ومنازعة "صديقه" صاحب الفضل الأول في كل ما حصل عليه في حكم البلاد الرئاسية.. من خلال معركة انتخابية يري كثيرون أنها محسومة مسبقاً لصالح بوتين! فلا ينسي أحد أن بوتين هو الذي أقنع »داندي الملياردير« بالانخراط في السياسة بدءاً برئاسة أحد الأحزاب المغمورة، وصولاً إلي الترشح في الانتخابات الرئاسية! المعني إذا ما صدقنا ما يردده المراقبون أن الحكاية، من بدايتها لنهايتها، مجرد تمثيلية سخيفة و مملة من فرط تكرارها في معظم الدول البائسة ذات الأنظمة الديكتاتورية القمعية و هاهي دولة عظمي، أو كانت كذلك، تعيد عرضها تحت سمع وبصر العالم كله. فالرئيس الروسي السابق، والعائد، يريد أن يقنع الدنيا بالديمقراطية التي جاء بها للشعب الروسي، وأن عودته للكرملين ليست تحصيل حاصل وإنما من خلال معركة انتخابية شرسة يتنافس فيها مع آخرين أبرزهم ميخائيل بروخوروف ثالث أغني ملياردير في روسيا، ورقم 39 في قائمة أغني مليارديرات الكرة الأرضية!