انهزمت دعوة العودة إلي الوراء.. حاولت مرات وخابت واندحرت، حركها الغيظ ورغبة الانتقام.. تجمعت قوي الشر والغدر تريد بمصر سوءا تتمني هلاكها فسقط القتلي وسالت الدماء وتحطمت منشآت الدولة المهمة وملأت جبال الحجارة الشوارع لكن مصر بقيت وكانت المحاولة الجديدة دعوة إلي العصيان المدني تشل حركة الوطن بوقف عجلة الانتاج، أرادوها فوضي، وتدميرا وتخريبا. رتبوا لها مظاهرات تعم المحروسة تسب وتشتم وتلعن لا تراعي خلقا ولا حرمة وتدهس المقدسات، غابت عنهم حقيقة شعب مصر وجوهره الأصيل وداخله الطاهر النظيف الذي يموج حبا بمصر.. بلادي بلادي لك حبي وفؤادي نداء يدحر كل إثم وعدوان.. شعب مصر ينتفض حمما وبركانا يد وقلب واحد عند الملمات فكان العصيان ضد العصيان والتف الجميع حول سلامة الوطن واستقراره وكانت المفاجأة انتظام العمل في جميع المنشآت والمرافق الحيوية.. المصالح تعمل والمصانع تدور وتنخفض نسبة الغياب والعمال بعضهم يزيد ساعات العمل والبعض الغوا إجازة السبت وبعضهم عمل ساعة اضافية في حب مصر عمال السكك الحديدية والمترو والمواني رفعوا راية العمل ونسوا مطالبهم الفئوية والقطارات لا تعرف التوقف.. انتظم الانتاج بالمصانع والتجار والمخابز والمجمعات يتحدون العصيان والمحاكم تنظر القضايا كالمعتاد حتي ميدان التحرير رفض العصيان وفتحت المحال وشركات السياحة أبوابها علي غير المعتاد وتطوع الكثير من العاملين بأجر يوم عمال الغزل والنسيج والمدن الصناعية يتبرعون بملايين الجنيهات لدعم الاقتصاد.. مطار الغردقة يستقبل مئات السياح البورصة تهزم العصيان وتكسب أكثر من 02 مليار جنيه خلال يومين. دعاة العصيان المطالبون المجلس العسكري بنقل السلطة إلي رئيس مجلس الشعب »أي الإخوان« يوجهون أقسي الاتهامات إلي ذات المجلس وأقذع الانتقادات للإخوان المسلمين لرفضهم العصيان.. تناقض وتخبط كم انت رائع يا شعب مصر الذي ارتفع صوته إلي عنان السماء يحذر المحرضين علي العنف الذي هو ضد الثورة التي اكتسبت بريقها وشموخها وعظمتها وانبهار العالم بها من كونها سلمية، واجهت وهي بلا سلاح.. مدرعات الشرطة ورصاص القناصة بصدور عارية وقلوب يملؤها حب الوطن والرغبة الصادقة في حمايته.. يا دعاة العصيان اختلفوا كما شئتم.. جاهروا بآرائكم مهما كانت لكن بعيدا عن العنف والدم والاساءة إلي الآخرين وليسقط العصيان ولتحيا مصر.