علاء عبدالهادى دائما يأتي المصري بما يجعله متفردا، استثنائيا.
لم يكتف المصريون بأن يقولوا لا للعصيان المدني، ولكنهم أرادوا أن يقولوا لا بطريقة جديدة، فقرروا الذهاب الي مقار عملهم يوم السبت الذي هو أصلا يوم إجازة اسبوعية، رغم أن كثيرين منهم قد يلجأون للتزويغ في أيام أخري، ولكنهم أرادوها رسالة، ليس هذا فحسب بل ان بعضهم قرر زيادة ساعات العمل مابين ساعة الي ساعتين حبا في مصر.
أصبح لدي المصريين من الوعي السياسي، ما يستطيعون به التفرقة بين من يريد مصلحتهم ، حتي لو ضل الطريق، وبين من يتاجر باسم الوطنية والثورة، لذلك لم يتقبل رجل الشارع ولا القطاع العريض من العمال دعوات إلحاق الضرر المحقق بالبلاد تحت مسمي العصيان المدني.
رجل الشارع يري أن المشكلة لم تعد في رحيل المجلس العسكري وان أخطأ أو تباطأ فهو في النهاية راحل لا محالة خلال عدة شهور، ولكن الأهم أن تدور العجلة.
أحترم الشرفاء الذين رأوا في العصيان المدني وسيلة سلمية، لانتزاع الحقوق، واحترم أغلبية المصريين الذين رفضوا الأسلوب، الذي يشبه حقنة الهواء التي يعطيها طبيب بلا ضمير لمريض لا يتحمل مرضه.
بقي ان أتحدث عن مخاوف في نفسي بدأت تراودني، فدائما تمر الأحداث التي نعتقد أن البلاد ستغرق فيها في دوامة عنف بسلام، بعدها بأيام قليلة ينقلب المشهد رأسا علي عقب.
اللهم لا تحقق مخاوفي، واجعل مصر في أمان رغم أنف المتربصين.