إفلاس سياسي

عصيان مدني.. معاذ الله.. إن أخطر شيء يمكن أن يحدث في مصر هو أن يتوقف المصريون عن تأدية واجباتهم وعملهم، إذا حدث ذلك وهذا ما لا يمكن أن يحدث في مصر أو حتي أي دولة عربية باستثناء فلسطين المحتلة أقول إذا حدث ذلك يكون هذا العصيان هو أكبر كارثة ممكن أن تحل بمصر.
الحقيقة هناك حالات من العصيان المدني علي أشكال بسيطة جدا مثل ما حدث في أيام «سكارجل» ضد «ماجرت تاتشر» وقبل ذلك في إضرابات بريطانية في عهد «إدوارد هيس» هددت الحكومة بأن تطلب من الجيش التدخل لحماية المرافق الحيوية في بريطانيا.
الحقيقة أن أي شخص يظن أنه سياسي في مصر ويلوح بالدعوة للعصيان المدني هو في الحقيقة يعترف بإفلاس فكره السياسي ويعبر عن يأسه من أن في استطاعته إقناع الجماهير بمطالبه.
الحقيقة لولا احترامي الشديد للدكتور محمد البرادعي لشخصه لما انتبهت إلي مثل هذا الهراء الذي يمكن أن يكتب في الصفحة الأولي لجريدة خاصة تريد رفع مبيعاتها ولكنه لا يمكن أن يؤخذ مأخذ الجد.
قال لي وزير سابق أحترم رأيه أكبر احترام عندما أخبرته عن فزعي من كلمة العصيان المدني تأتي من رجل فاضل مثل الدكتور البرادعي قال.. لا أعرف يا محمد.. أنا أيضا أحترم البرادعي ولكن الصواب جانبه في كل ما دعا إليه.. ولكن لا تقلق فلا يمكن أن يحدث عصيان مدني في مصر لأن المصريين ومهما كانت الأوضاع يضعون دائما مصر أولا وثانيا وثالثا وطول تاريخ مصر لم يكن هناك تصرف واحد علي مستوي الشعب يمكن أن يوصف بعدم الشعور بالمسئولية القوية. أنا شاكر لمعالي الوزير كلماته وآسف أشد الأسف علي كلمات الدكتور محمد البرادعي إذا حق فعلا أنه ضم صوته إلي أصوات لا أحترمها تدعو بشكل أو بآخر إلي تحركات هي أولا وأخيرًا ضد المصلحة القومية لمصر.