أمتعنا الاستاذ حسنين هيكل بحواره علي مدار 3 أيام في الأخبار مع خليفته في عالم الصحافة الاستاذ ياسر رزق رئيس تحرير »الاخبار« وكما يقولون فإن عبقرية الاجابات تأتي من عبقرية الاسئلة. وظني أن »الاستاذ« لم يكن ليرضي بغير »استاذ« لكي يجري معه حواراً. كنت ومثلي كثيرون، صائمين - مجبرين - عن الاستمتاع بالقراءة الي أن جاء الحوار لينقذنا من اللغو الصحفي والإعلامي الذي صدّع رؤوسنا، وأرهق أعيننا، وأربك أفكارنا وتسبب في أحيان كثيرة - تارة متعمداً وأخري بجهالة - في إحداث فوضي أو عنف . التهمت الحلقات الثلاث في وقت قياسي، كنت أهرول وراء الكلمات، والعبارات المنحوتة التي ستضاف إلي سجل »الاستاذ«، والافكار المحايدة المتجردة من كل هوي، فلم نعد نقرأ أو نسمع أو نشاهد الا ماهو موجه ومنحاز لقوي أو لأخري تتناحر لكي تفوز بأكبر قطعة من الكعكة. لا أبالغ إذا قلت أن هذا الحوار بمثابة منارة وطوق نجاة - لمن يعي - لكي نخرج من الدوامة ونبتعد عن الامواج المتلاطمة التي نعيش فيها حالياً. فلتقرأه القوي السياسية، وشباب الثورة، واعضاء المجلس العسكري، علهم يتفقون او يتوافقون. الحوار كان مكسباً - للاخبار - »أدبياً« بعودة الاستاذ هيكل علي صفحاتنا كقيمة صحفية وتاريخية.. و»مادياً« بزيادة التوزيع. تحية للاستاذ هيكل وخليفته رزق. حمي الله الأخبار.