الحوار مع الأستاذ.. أقصد الأستاذ هيكل.. شرف كبير لأي صحفي.. وفرصة ممتعة للحديث مع صحفي من الزمن الجميل.. الذين يسعون للحوار مع الأستاذ يدركون أهمية ما يقوله خاصة وقد اشتهر عنه حرصه الشديد علي التدقيق فيما يقوله وهو الذي يحرص علي تضمين كتبه وثائق ومستندات للدلالة علي صدقه. ومازلنا نتهكم علي كل شخص يتفلسف أو يتكبر علي زملاء المهنة فنقول عنه " عاملي فيها هيكل ".. لماذا هيكل بالتحديد.. لأن الأستاذ بني مجده الشخصي علي ثقة بلا حدود في نفسه وشبكة علاقات شخصية ينوء الإنسان عن حملها وهو الذي رفض بإصرار المناصب الحكومية وفضل عليها الاحتفاظ بلقب صحفي فقط.. هو تاريخ طويل أرتبط بثورة يوليو 1952وجمال عبد الناصر.. كان محمد حسنين هيكل يستطيع تولي أي منصب رفيع في عهد عبد الناصر نظرا لصداقتهما القوية ورغم ذلك لم يفعل ولم يسع إلي هذا.. في عهد السادات أراد أن يبعده عن الأهرام فرشحه لمنصب وزير الإعلام ولم يقبل الأستاذ.. هو أراد أن يظل محمد حسنين هيكل الصحفي وفقط.. يلقبونه في الصحافة الانجليزية ب" ملك الصحافة المصرية ".. تاريخ هيكل الصحفي في رأيي لم يبدأ من بناء مؤسسة الأهرام.. المؤسسة الصحفية الأكبر في مصر.. القواعد التي وضعها الأستاذ لا تزال هي السائدة في الأهرام .لكنه بدأ مبكرا في مؤسسة أخبار اليوم التي ينتمي اليها الأستاذ وعمل فيها رئيسا للتحرير قبل أن يؤسس الأهرام الحديثة . نعود إلي "الأستاذ " وحواره الممتع مع الزميل العزيز "الأستاذ" ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار الذي سعي منذ وقت طويل للحوار مع هيكل في هذا الوقت بالتحديد لأن ما سيقوله " الأستاذ" مهم وذو مغزي ومعني الآن.. فهو ما يزال يتربع علي عرش الصحافة المصرية رغم مشاكله مع نظام مبارك والحرب التي شنتها عليه صحافة الحكومة ولم تنجح وقتها في كسر شوكة الأستاذ ! استطاع ياسر رزق انتزاع أراء مهمة وضرورية من الأستاذ.. هي اعترافات بالواقع الذي تمر به مصر في هذه الظروف الحرجة.. تحدث معه في كل شئ وعن كل شئ وأدرك أن حواره تنتظره الملايين من القراء فركز علي الوضع الراهن لعلنا نخرج برأي مفيد وقد كان وقد خرجت شخصيا بآراء مهمة منها علي سبيل المثال لا الحصر " التربص وتمني الفشل للإخوان ضار للوطن قبل ضرره بهم " و" لست من أنصار التسرع برأي في شأن السلفيين.. فالحركات السياسية لا تقاس بفرقعات فردية ".. آلم أقل أن آراء " الأستاذ " هامة وضرورة في هذه المرحلة وحتي لا يسألني أحد لماذا اخترت تحديدا هذين العنوانين فإنني أقول أنني أتابع باستمرار آاراء السياسيين والكتاب تحديدا في مثل هذا الأمر لأن التيار الأسلامي أصبح واقعا ورقما كبيرا في الوضع السياسي المصري في المرحلة المقبلة ويتعرض لهجوم شديد من الكتاب وخاصة أصحاب الأتجاه اللبيرالي ولذا كانت أهمية أن يسأل " الأستاذ" ياسر رزق ويجيب "الأستاذ " هيكل متعه الله بالصحة والعافية .