بعض مذيعات ومذيعي التليفزيون يذكرونني بما كتبه من قبل الأستاذ أنيس منصور في عموده اليومي بالأهرام من أنه منذ سنوات طلب منه أن يقوم مع مجموعة من المثقفين باختيار مذيعات ومذيعين جدد علي درجة من الثقافة العالية.. وتم اختيار مجموعة كانت خلاصة جيدة لكل من تقدم للامتحانات.. ثم فوجئ هو وغيره بعدم ظهور أحد منهم علي شاشة التليفزيون.. وسأل فقيل له إنسي!!.. الواسطة لعبت دورها، وكل مسئول له بنت أو ولد عايز يعينها مذيعة حتي ولو كانت شبه »أم سحلول«.. وأم سحلول هذه كانت امرأة شديدة القبح ترسم كاريكاتوريا في مجلة »البعكوكة« التي كانت تصدر في الأربعينيات والخمسينيات، ويتخذ منها سخرية لكل امرأة متبرجة، وكانت مجلة »البعكوكة« تنفرد بالرسوم الكاريكاتورية والأشعار الناقدة. وفي هذه الأيام ومع ثورة الشباب وبعد أن عذبنا التليفزيون ببعض مذيعاته سنوات نطالب بعملية إحلال وتجديد ومنع من تتجاوز الأربعين من عمرها من تقديم النشرات الإخبارية، وأن يتم اختيار مجموعات شابة مثقفة واعية ولاغطي وجهها بكميات هائلة من الكريمات لتخفي تضاريس وحفر تركتها السنين. وكلما شاهدت مذيعات القنوات العربية وثقافتهن الرفيعة وحسن إلقائهن، وجمال ابتسامتهن في وقار، وسرعة بديهتهن في الحوار وإلقاء السؤال أندم علي إضاعة وقتي أمام التليفزيون المصري ولعل وزير الإعلام الجديد يفعل لنا شيئاً لينقذنا من هذا العذاب اليومي.