»المبني الشهير يضم 8 الاف موظف وموظفة في 31 وزارة حكومية مختلفة ويتردد عليه يوميا ما بين 05 الي 001 الف مواطن مما يؤدي الي انسداد مروري مستمر لقلب القاهرة«. 06 عاما ومجمع التحرير يقف شامخا في قلب القاهرة.. ستة عقود وجميع الاوراق الحكومية تمر من خلال المبني العملاق الذي يضم ما يزيد علي 8 الاف موظف وموظفة. واليوم.. مجمع التحرير يقترب من سن المعاش وقد آن الأوان لاحالته الي التعاقد بعد قرار اخلاء المجمع في اطار اعادة تخطيط وسط القاهرة لمواجهة الانسداد المروري والتكدس البشري الذي يتسبب فيه 05 ألف متردد علي المبني يوميا. وبالفعل.. تم اخلاء 22٪ من المبني المكون من 31 طابقا وتأمل محافظة القاهرة ان يكتمل الاخلاء رغم الصعوبات التي تواجه خطة الاخلاء فضلا عن عدم التوصل الي جواب نهائي حول مصير المبني العتيق واستغلاله في المستقبل. يحكي اللواء محمود ياسين نائب المحافظ للمنطقة الغربية، رئيس مجلس ادارة مجمع التحرير، قصة انشاء المجمع قائلا ان الهدف من اقامة مجمع التحرير كان التخفيف عن المواطنين بتقديم خدمات مجمعة في مكان واحد لسرعة انجاز الاوراق الرسمية وإتمام المصالح في اقصر وقت ممكن، بالاضافة إلي ان الدولة كانت تستأجر عقارات عديدة بوسط البلد كمقار للمصالح والهيئات الحكومية تتكبد بسببها مبالغ طائلة، وبالتالي اجتمعت المصلحة الوطنية مع مصلحة الافراد في اقامة المجمع، ويشير إلي ان المجمع اقيم عام 1591 في آخر حكومة لحزب الوفد قبل قيام الثورة، وهو فكرة وتنفيذ المهندس عثمان محرم الذي كان من ابرز وزراء الاشغال، وتكلف انشاؤه مليوني جنيه، علي مساحة 5 الاف متر مربع! ويضيف: ان مجمع التحرير وفقا للهدف من انشائه ليس مجرد موقع حكومي لتقديم الخدمات للجمهور، بل يعتبر مدينة خدمية متكاملة، حيث يكاد يكون اكبر مبني إداري في الشرق الاوسط وأفريقيا، ويتكون المجمع من 31 طابقا بارتفاع 55 مترا ويضم 9031 غرف تمثل 31 وزارة حكومية مختلفة، وبه نقطة اسعاف مجهزة ونقطة شرطة، و671 كاميرا مراقبة تليفزيونية تكفل الحماية الامنية للموظفين والمترددين علي المبني ، بالاضافة إلي وحدة لرفع المياه للادوار العليا ومولد للكهرباء واذاعة داخلية و 01 مصاعد حمولة الواحد منها 51 فردا،وله 4 مداخل بخلاف مخارج الطواريء. ويكمل اللواء محمود ياسين شارحا ان هناك شركات امن ونظافة تقوم علي خدمة المجمع كما ان عمليات الصيانة تتم بطريقة منتظمة من خلال اتحاد الشاغلين ويتحمل مستغلو البوفيهات الستة جزءا من فواتير المياه والكهرباء. بدء الإخلاء وبعد هذه الجولة التعريفية بمجمع التحرير الذي يبدو كالكائن الخرافي الهائل في قلب العاصمة، يقول نائب المحافظ ان فكرة إخلاء المجمع بدأت عام 5002 بعد ان اتضح ان سلبياته اصبحت اكبر من ايجابياته، فعند انشاء المجمع كان عدد سكان مصر 02 مليون نسمة، وعدد سكان القاهرة لا يتجاوز مليون نسمة، بينما الآن يصل عدد السكان إلي 08 مليونا منهم 31 مليونا في العاصمة، مما ادي إلي حدوث اختناقات مرورية شديدة في وسط العاصمة خاصة في ساعات الذروة نتيجة تردد هذا العدد الهائل من المواطنين علي المجمع يوميا، الذي يتراوح ما بين 05 الفا و 001 الف مواطن يوميا، منهم 7828 موظفا. ويكشف اللواء محمود ياسين ان نسبة إخلاء المجمع بلغت 22٪ وتم الإخلاء بالفعل ل 042 حجرة، حيث خرجت مصالح وهيئات حكومية من مبني المجمع مثل مديريات التضامن الاجتماعي، والمديريات التابعة لوزارة الاسكان ووزارة التربية والتعليم التي اخلت حجرات عديدة تمثل التعليم الفني بالكامل، فضلا عن إدارة البعثات التابعة للتعليم العالي، وهيئة نظافة وتجميل القاهرة والاحصاءات المركزية، والتعاون الانتاجي، والاتصالات وغيرها من ناحية اخري، يري الدكتور عبدالله العريان- وكيل كلية التخطيط العمراني جامعة القاهرة- ان قرار اخلاء المجمع جاء متأخرا، ويحقق توصية سابقة نادي بها اساتذة التخطيط العمراني منذ وقت طويل، حيث تحول المجمع إلي »غول« وسط المدينة، يؤثر بالسلب علي المرور والمركبات وانسياب الحركة في وسط المدينة مشيرا إلي دراسة اجرتها كلية التخطيط العمراني حول نقل مجمع التحرير منذ 5 سنوات الا انه لا يدري مصيرها وهل تم الاخذ بها أم لا. ويطالب الا يقتصر النقل علي مجمع التحرير بل يجب ان يشمل ايضا الدواوين والمصالح الحكومية بوسط المدينة لانها مسئولة مباشرة عن تعطل المرور خاصة في ساعات الذروة. ويحذر استاذ التخطيط العمراني من فكرة »نقل« المجمع بالكامل من ميدان التحرير إلي اي موقع آخر، حتي لا تتكرر نفس الازمة بعد 05 سنة، والحل في رأيه »تفتيت« المجمع والتخلي عن فكرة تجميع المصالح والخدمات الحكومية في مكان واحد بعدان ثبت فشلها. وعن استغلال المبني بعد إخلائه يشير د. العريان إلي ان هذه المنطقة من قلب العاصمة منطقة فندقية، وبالتالي يعقد من وجهة نظره ان الاستغلال الامثل للمبني بعد إخلائه في ان يتحول إلي فندق عالمي يدر دخلا كبيرا للدولة.