لا أعرف لماذا تنزعج واشنطن من التحقيقات التي تجريها مصر في قضية التمويل الأجنبي غير المشروع لبعض منظمات المجتمع المدني. ألم تحاكم الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد علي قيامه بالتجسس لحساب تل أبيب رغم الصداقة الحميمة والأخوة الشرعية بين البلدين ورغم أيضا انه مواطن أمريكي وأدين في تلك المحاكمة والآن بعد 25 عاما من سجنه يطالب مجلس الحاخامات في إسرائيل بالإفراج عنه .. إذا كانت قد فعلت ذلك مع شخص قام بنقل أسرارها فلماذا تسمح لمواطنيها وعملائها بالتدخل في شأننا الداخلي وتنتهك السيادة المصرية تحت زعم تصدير الديمقراطية وحقوق الإنسان.. من قال لهم اننا في حاجة لديمقراطيتهم أو اننا في حاجة لأموالهم ! هم يفعلون ذلك من باب ذهبي فتحه لهم المخلوع ( الله لا يرجعه) لأنه كان يعتمد عليهم في مساندته لجلوس المحروس علي الكرسي بعده أو كان يظن كما ظن سلفه السادات أن كل أوراق الحل في يد أمريكا وكان السادات يردد هذا القول كثيرا ضد المعارضين لكامب ديفيد ! منذ سنوات طويلة وأنا أكتب عن ملف منظمات المجتمع المدني وكأنني أحرث في البحر فهذا الملف لم يكن مسموحا له أن يُفتَح إلا بأوامر من أجهزة الأمن وكان يستخدم كفزاعة للأمريكان إذا تدخلوا في قضايا مثل التعذيب لكنه علي كل حال كان يتم تمويل الكثير من منظمات المجتمع المدني بعلم الدولة المصرية للأسف الشديد ويجب ضم هذا الملف إلي محاكمة المخلوع (الله لا يسامحه) لأنه يمثل خيانة عظمي للسيادة المصرية وكان بعض أعضاء الوطني المنحل وأصدقاء جيمي يحصلون علي تمويل لجمعيات أنشأوها لتقنين عملية التمويل ! كانت الثقافة المصرية بابا خلفيا لتلقي التمويل وحصلت جمعيات وأشخاص يعرفهم معظم المسرحيين بالاسم علي تمويل أمريكي وللأسف مرة أخري فقد تسابق كثيرون علي هذا التمويل لأن وزارة الثقافة المصرية في عهد فاروق حسني لم تكن تساعدهم ماليا ووجدوا في الدولار الأمريكي خير معين .. بل ان الوزارة كانت تعلم بوجود سيدة هولندية في مصر تتصل بشباب المسرحيين وتعقد جلسات عمل معهم تحت زعم تمويلهم ولم تتحرك الوزارة إلا بعد مطالباتي المستمرة بالكشف عن هذه السيدة فعقدوا اتفاقا معها لتدريب الشباب وأسألوا فاروق حسني ومخزن الأسرار فاروق عبد السلام ! هذا الهجوم الغربي علي الوزيرة فايزة أبو النجا مبعثه إنها فضحتهم وفضحت مخططاتهم .. مبعثه تصريحاتها بأن الحكومة المصرية لن تتواني عن كشف وفضح مخططات ضرب الاستقرار في مصر .. تصوروا منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وصلت إلي جميع محافظات مصر .. لعبت في المنطقة المحظورة وأطلعت علي تمويل منها إلي جمعيات مصغرة لتعمل في أنشطتها مقابل وضع اسم الممول وهكذا تكونت مافيا متجذرة الفروع وحلقة متصلة من خلال جمعية أو منظمة تمول جمعيات أصغر أو أندية ثقافية وهكذا حتي يتلوث الجميع ! السادة الذين يظهرون علي الفضائيات والذين جاء ذكرهم في التحقيقات يعرفهم الناس جيدا فهم الزاعقون ليل نهار بالحريات وهم الذين يظهرون علي فضائيات عميلة وممولة هي الأخري من أموال الأمريكان ويكتبون في صحف مشبوهة نسمع ونعرف منذ سنوات إنها صحف ممولة من الأمريكان تحديدا منذ أن اتبعوا سياسة توجيه الإعلام العربي وأنشأوا قنوات الحرة والعربية وراديو سوا وصحفا ظهرت إلي الوجود بفلوسهم ! لماذا تنزعج هيلاري كلينتون وكاثرين أشتون نائب رئيس المفوضية الأوروبية من التحقيقات المصرية .. أنا متأكد أن التحقيقات سوف تكشف عن الكثير من الخونة الذين باعوا مصر بثمن بخس .. دراهم معدودة ويطلون كل يوم علينا من فضائيات الشؤم العميلة.. أشخاص يدعون الوطنية والغيرة علي مستقبل مصر وهم يطعنونها بالخناجر في الظهر !