قرأت حديثا لأحد مصابي ثورة 52 يناير وهو الشاب مصعب الشاعر الذي أمضي في المانيا ما يزيد علي العام يتلقي العلاج ويبدو انه سيظل هناك لوقت طويل فقد اصيب مصعب ب 002 رصاصة في انحاء متفرقة من جسده أدت الي بتر قدمه عن ساقه بينما استقرت 06 رصاصة في الكلي وحدها وبصريح العبارة انا لم اتناول موضوع العزيز مصعب الشاعر بسبب هذا الكم الهائل من الرصاص الذي احتضنه جسده النبيل فهذا ايضا شأن عدة آلاف من مصابي الثورة المصرية ولكن ما لفت انتباهي في كلمات مصعب هو تساؤل وحيرة عندما تعرض عشرات ثم مئات ثم آلاف من شباب هذا الوطن للدهس والضرب والطعان امتنعت سيارات الاسعاف عن تقديم أي عون ولان هذا بأوامر من وزير الصحة الهمام في تلك الايام السيد حاتم الجبلي واذا كانت مثل هكذا اوامر قد صدرت بالفعل من قبل هذا الوزير فكيف بالله عليكم لايزال هذا الرجل حرا طليقا؟! ولماذا لم يشرف في السجن ونعيمه حتي هذه اللحظة وقد يقول احدهم ربما لا تكون الاوامر قد صدرت من الجبلي فأقول هذا بالتأكيد أمر وارد ولكن مسألة محاكمة هذا الرجل أمر لابد منه خصوصا وانه في وقت سابق خرج علينا بقرارات ما انزل الله بها من سلطان.. فهل تذكرون حضراتكم مواعيد علاج الفقراء التي حددها الجبلي والمسموح لهم فيها ان يمرضوا او يتعرضوا للحوادث وساعتها سيكون علاجهم ميسورا ومتوافرا.. اما اذا حدث لهم مكروه لا قدر الله بعد مواعيد العلاج المحددة فعليهم اما ان يرضوا بما قدر الله وان يؤمنوا بالحكمة الخالدة فما هو مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين.. أو عليهم في حالة الاصرار علي تلقي العلاج والذي هو حق كفلته لهم الدولة فعليهم ان يدفعوا لقاء هذه الخدمة وقد حدد السيد السند الوزير الهمام مواعيد من التاسعة صباحا حتي الحادية عشرة صباحا ايضا.. يعني الغلبان العدمان الندمان المواطن البسيط المهمش المطحون المسروق ليس امامه سوي ساعتين فقط لا غير.. ناهيك عن فضايح العلاج علي نفقة الدولة للسادة اعضاء »الحزن« الوطني الديمقراطي الله لا يرجع ايامه وما حدث لمستشفيات مصر من اجل خاطر عيون مستشفي دار الفؤاد وما سمعناه من تطعيمات انفلونزا الخنازير وغيره وعلاج السيدة حرم الوزير علي نفقة الدولة والذي تكلف عنه ملايين من الجنيهات وقيل بعد ذلك انه ردها للدولة.. ان الكلام حول معالي الوزير وسلوكه ايام حكم المخلوع في حاجة الي مراجعة ومحاسبة وعلي وجه الخصوص الكلام الذي جاء علي لسان هذا الشاب المصري النبيل الذي هبط ميدان التحرير باحثا عن فجر جديد لبلاده ومستقبل اكثر اشراقا فإذا به يتلقي اكثر من مائتي رصاصة وهي جريمة لا ينبغي لها ان تمر مرور الكرام اشترك فيها الذين اطلقوا الرصاص والذين تقاعسوا عن العون والذين طنشوا اسعاف المصابين والذين اصدروا هذه الاوامر وفوق ذلك فان المسئول السياسي الاول عما حدث هو الرئيس المنخلع ووزير داخليته أبوقصة جنان وايضا لو صدم كلام ابن الثورة العزيز مصعب الشاعر فإن حاتم الجبلي بدوره مسئول يجب لو صدق هذا الكلام ان نجرجره مع بقية الزملاء والاحباب الذين ينامون علي البورش في طرة لاند وان كنت اتمني من اعماق القلب ان تظهر براءة الرجل ذلك لان لحسني مبارك اسباب وجيهة لضرب شعب مصر وسحقه فهو أراد توريث الدولة وكان ساعده الايمن حبيب العادلي اما انت يا معالي الوزير الدكتور حاتم الجبلي فالمفترض انك ملاك للرحمة وطبيب تداوي آلام المرضي وتشفي عذاباتهم.. أو هكذا هي طبيعة مهنتك. مش كده ولا إيه!!