لقد شاء القدر أن يتزامن احتفال الثورة بعيدها الأول مع احتفال مصنع الرجال »الكلية الحربية« بانهاء المرحلة الاولي لشباب الثورة من طلبة الفرقة الاولي وبدء حياتهم العسكرية التي رغبوا في الانضمام إليها بعد قيامهم بثورة 52 يناير 1102. هؤلاء الشباب أعجبوا بجنود وضباط الجيش المصري الذين ساندوا ثورتهم وقدموا لهم جميع انواع الدعم والحب مؤيدين الشعب في ثورته مرددين لنداء الشعب والجيش »ايد واحدة« ومنذ هذه اللحظات الفارقة عاش هؤلاء الشباب في حلم الانضمام للجيش المصري وخاصة الكلية الحربية »مصنع الرجال«. وأثناء مشاهدتي احتفال تخرجهم الأولي وظهورهم في العرض العسكري رأيت في عيونهم عزيمة وارادة الثوار الذين وهبوا حياتهم فداء لمصر حاملين ارواحهم فوق اكفهم يتشابهون في حناجرهم الجهورية مع اقرانهم من شباب التحرير وميادين محافظات مصر المختلفة الذين يحيون الذكري الأولي لثورة 52 يناير من خارج الاسوار وهم يحييونها من داخلها ليثبتوا لثاني مرة للعالم أجمع بأنهم كبروا وتعلموا فصفق العالم من اقصاه لأدناه لحسن تنظيمهم ومحافظتهم علي أهداف الثورة ومبادئها.. وفي هذه اللحظات التاريخية رجعت بذاكرتي عندما اجبت علي سؤال الرئيس عمرالبشير أثناء خدمتي مستشاراً إعلامياً لمصر بالسودان وهو يسألني يا زوول لماذا المصريون يتسامحون مع من يخطيء في حقهم الشخصي ويمزقون مائة حتة جسد من يخطيء في حق وطنهم مصر..! وعلي الفورعدت إلي العرض العسكري وأدركت ان القوات المسلحة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بمصانع الرجال التي تمتلكها عبر كلياتها ومعاهدها وأكاديمياتها ومؤسساتها العسكرية المنتشرة في ربوع مصر حيث تنتج في العام الواحد الكثير من الثروات البشرية التي تمتاز بصفات متفردة في التربية العسكرية ذكرها الرسول الكريم بأنهم خير أجناد الأرض الذين لا يعرفون في حياتهم العسكرية سوي الدفاع وحماية أمن مصر القومي والحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية بالداخل والخارج. ومن هذا المنطلق وبعد مرور عام علي قيام الثورة واكتسابها لمفاهيم عصرية جديدة اتسمت بالسلام والحفاظ علي أمن مصر ابهرت العالم للمرة الثانية واصبح شباب مصر يتصدرون الآن المشهد السياسي العالمي ويحتلون المرتبة الاولي في قائمة صناع الثورات النظيفة مضيفين لاسرار عظمة الشعب المصري سراً جديداً وحديثاً لاسرار الحضارة المصرية التي انفردت ببناء الأهرامات ومعرفة علم التحنيط في العصورالفرعونية المتعاقبة وهي التي سبقت العالم في اقامة أول حكومة وبرلمان سياسي وقام ابناؤها بثورات مماثلة ل 52 يناير منذ أحمد عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول وجمال عبد الناصر. مؤكدين ان اسرار عظمة مصر تكمن في ثروتها البشرية التي أزعجت الاشقاء واقلقت الاعداء والجيران والاصدقاء ويشهد علي ذلك الدول العربية وأوباما واردوغان والدول الغربية والافريقية وخاصة السيد ميلس زيناوي والنتن ياهو..