عام علي الثورة.. 52 يناير جديد نستقبله غدا نتمني ان نبدأ به عهدا جديدا في الحرية والكرامة ولقمة العيش الهنية، طال مخاض الثورة ولكنها بعامها الأول تشرق نسمات الاستقرار معها بعد ان حققت من الايجابيات الكثير وعلي رأس ذلك اسقاط النظام والقضاء علي الفساد وكشفه وتحقيق إرادة الشعب في انتخابات برلمانية حرة لأول مرة منذ أزمان بعيدة. اتمني ونحن نخطو الخطوة الأولي في العام الثاني للثورة ان نضع مصر نصب أعيننا ان يتحقق لها الأمن والأمان الذي تنشده وننشده جميعا، ان تتحد تحت رأي واحد هدفه مصلحتها بعد ان تناحرت كل القوي من أجل البحث عن دور هو وطني في باطنه لو استبعدنا القلة القليلة من اصحاب المصلحة الشخصية او اعداء الوطن الذين لا يريدون له الاستقرار. اختار الشعب بحرية كاملة مجلسه البرلماني معبرا عن إرادة حقيقية صادقة حتي ولو اختلفنا ما بين مؤيد ومعارض أو مختلف مع من أتت بهم الصناديق ونتأهب خلال أيام لانتخاب اعضاء مجلس الشوري الذي قطعا ستكون تجربة انتخابه خلاصة تجربة ما تم في انتخابات مجلس الشعب ثم نستعد من بعدها لنختار من بين أفراد الشعب من يصلح لقيادة البلاد كرئيس ندعو الله ان يعبر عن طموحاتنا وآمالنا وان يرعي الله في مصر وفينا بكل طوائفنا. مسيرة الديمقراطية الحقة التي بدأت علينا ان نحافظ عليها وألا ندع مجالا لأي فرد صغر أو كبر ولا أي فصيل ضعيف أو قوي ان يغتصبها مرة أخري فلن ترجع عقارب الساعة للخلف مطلقا بإرادة الشعب.. الشعب هو الضمانة الحقيقية الذي عليه ان يوقف أي محاولات تعتدي علي حقوقه الثابتة والمشروعة. كل هذه الخطوات التي سرنا فيها وسط أمواج متلاطمة لنعبر بمصر إلي عصر الحرية الكاملة يجب ان تكون الشرارة التي تستقر بعدها مصر فيها يتحقق الاستقرار السياسي وعلينا من الغد ان نبحث عن استقرارها الاقتصادي والسياحي والأمني وكل ما يحافظ علي هذا الوطن الذي وهبنا إياه المولي عز وجل. مصر هي أحد مكانين خصهما المولي عز وجل بالأمان مكةالمكرمة عندما قال سبحانه وتعالي »وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا« الآية 421 البقرة وعندما قال سبحانه في كتابه عن مصر في سورة يوسف بالآية 99 »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين« وذكرها مرات في مواضع أخري هذه النعمة الربانية التي خص الله مصر بها لتذكر في محكم آياته علينا ان نحافظ عليها، ان نساعدها لتنفض عن كاهلها ما عانت منه لعقود من الفساد والدكتاتورية أعمت عيون الكثير منا لنفيق علي ثورة يناير التي يجب ان تعيد مصر لمجدها. مصر كانت قبلة الناس من كل مكان وعلينا ان نعيدها لهذا الدور مرة أخري علينا ان نفتح اذرعنا لنعيد للسياحة عافيتها باعتبارها قاطرة يمكن ان ينطلق منها الاقتصاد القومي إلي آفاق لا حدودية.. علينا ان نعيد الأمان الكامل لكل ربوع مصر حتي نجذب الاستثمارات التي تمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي دون الحاجة إلي القروض والاقتراض التي تخضع مع الأسف لشروط من يقدمونها طالما اننا في حاجة إليها. علينا ان نصلح الصورة وان نحسن وضعنا فيها لنعيد إلي أحضان مصر من خافوا القدوم إليها كزائرين لتاريخها وآثارها أو الاستمتاع بشمسها ودفئها وأمانها. لن يأتي ذلك إلا إذا كنا صفا واحدا وان نبعد عن انفسنا الأنا الواحدة، ان نوقف فورا مطالبنا الشخصية لتعلو مطالب مصر فوقها.. مصر تحتاجنا كما نحتاجها وإذا كنا نريد لها الخير فعلينا ان نعي جيدا قول الحق سبحانه »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين« لنجعله ميثاقا لنا بلدا لا يخاف منه الناس والزائرون بلداً آمنا.