ما أحوجنا الآن إلي الاقتداء بسنة وأخلاق رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بعد أن احتفلنا بمولده الشريف في هذه الأيام الفارقة في حياة مصر السياسية خاصة بعد سقوط النظام وتنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم بعد الثورة الشعبية العظيمة التي سوف تسجل في تاريخ مصر الحديث. مرحلة فارقة وهامة في حياة المصريين تستوجب تكاتف كل القوي الوطنية والشعبية حتي تعبر مصر هذا النفق وهذه المرحلة بسلام وحتي تعود الحياة المدنية إلي طبيعتها بعد المرحلة الانتقالية التي يتولي قيادتها الجيش الباسل أمور البلاد والحكومة المؤقتة ونحن كلنا ثقة في الله - سبحانه وتعالي - في قدرة الجيش الذي تحمل هذه المسئولية منذ بداية الثورة وحتي الآن وكانت له مواقف مشرفة مع المتظاهرين. نحمد الله - سبحانه وتعالي - علي نجاح الثورة الشعبية التي وصلت إلي أهدافها بدماء شهدائنا من الشباب. هذه الثورة العظيمة التي فاقت كل التقديرات وشهد لها العالم وساندها ووقف بجانبها حتي تتمكن من القضاء علي الفساد الذي استشري في مصر في هذه الحقبة الزمنية. وحتي نتمكن من الحصول علي الحرية بعد حياة مليئة بالاستبداد والذل والفقر والبطالة. وبالرغم من أهمية وصعوبة المرحلة الراهنة التي يسعي فيها الجيش المصري لعودة الاستقرار لبلدنا الحبيب وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة المدنية والانتخابات البرلمانية وعودة الحياة إلي طبيعتها. بالرغم من أهمية هذه المرحلة إلا أنه يجب علي الدولة فتح الملفات ومحاسبة كل رموز الفساد وتقديمهم إلي محاكمات عاجلة ومصادرة أموالهم التي نهبوها وإعادة الأراضي التي في حوزتهم والتي اغتصبوها بدون وجه حق. هذا الانتصار العظيم لثورة الشعب المصري علي الفساد والظلم درس يجب أن نستوعبه جميعا في الفترة القادمة والتي لن يكون فيها مكان لفاسد أو منافق أو ظالم. لأنها فترة تصحيح الأوضاع وعودة الحريات الدينية والسياسية وعدالة التوزيع والاهتمام بكرامة المواطن المصري علي أرضه وعودة الثقة بين الشعب والجهات الرسمية للدولة. نرجو من الله - سبحانه وتعالي - أن تأتي المرحلة القادمة ومصر بخير وسلام وأن يعود هذا البلد الكريم قبلة العلم والسياحة والطلب للعالم أجمع بعد أن هرب منها الجميع حيث قال الله تعالي: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وندعوا الله عز وجل أن يعم الاستقرار والأمن والأمان علي بلدنا وأن تمر هذه الفترة الحاسمة في تاريخ مصر الحديث علي سلام والله الموفق لكل خير.