كان د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد هو أول من قال »الرئيس القادم لمصر لم يظهر بعد« ثم توالت التصريحات المتشابهة من سياسيين آخرين أبرزهم عدد من قيادات الاخوان المسلمين وحزبهم »الحرية والعدالة«. هذه التصريحات لم تطلق متأخرة وإنما قيلت وبصراحة في الأيام والأسابيع الأولي لإعلان عدد من السياسيين عن نيتهم للترشح لانتخابات الرئاسة في مقدمتهم عمرو موسي ود. محمد البرادعي ود. عبدالمنعم أبوالفتوح ود. محمد سليم العوا وحمدين صباحي والمستشار هشام البسطويسي.. وبمرور الأيام اتسمت هذه التصريحات بصبغة اكثر تحديدا تقول أن الرئيس القادم لابد أن يكون توافقيا.. أي يكون مقبولا ومتفقا عليه من جميع القوي السياسية.. لأن طبيعة المرحلة تقتضي ذلك ليسهل علي الرئيس الجديد قيادة سفينة الوطن إلي بر الأمان وإرساء دعائم الجمهورية الثانية علي أسس سليمة. الرئيس التوافقي ضرورة مهمة فعلا في هذه المرحلة.. لكن بقراءة سريعة في الأسماء المطروحة لخوض الانتخابات الرئاسية حتي من قبل انسحاب د. البرادعي أو خوض الفريق أحمد شفيق المعركة متأخرا نجد أنه مع الاحترام الكامل والتقدير لجميع هؤلاء المرشحين لا يوجد بينهم من يمكن التوافق حوله بالمعني المقصود لأسباب تختلف من مرشح لآخر.. بالاضافة إلي تأكيد الاخوان أنهم حتي الآن لا يدعمون أيا من المرشحين الحاليين. ربما يتحقق هذا التوافق في حالة ترشح منصور حسن لهذا المنصب لأن علاقاته طيبة بجميع القوي السياسية والتي يقف منها علي مسافة واحدة بالإضافة لتاريخه المشرف خلال فترة سطوع نجمه في عهد الرئيس الراحل السادات.. وللحديث بقية عن منصور حسن الذي قد لا يعرفه الشباب بالقدر الكافي.