خبر توقيع أمريكا لصفقة طائرات ب 92 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية وخبر صفقة الصواريخ المضادة للصواريخ مع الإمارات العربية المتحدة مقابل 5.3 مليار دولار لاينبغي أن يمرا مرور الكرام.. لا ينبغي ايضا أن نقرأ الخبرين في سياق بعيد عما يدور من تصعيد متبادل للتهديدات بين أمريكا وايران.. أمريكا نجحت في استخدام ورقة إيران - بعد أن انفض مولد صدام - حتي تظل دول الخليج تسير في ظل »ماما أمريكا« وتسبح بحمدها صباح مساء بصفتها حامي حمي كراسي الحكم في المنطقة. لا أكون مبالغا إذا قلت أن دول البترول الغنية تعقد مثل هذه الصفقات مضطرة للتعبير عن تقديرها للحماية الأمريكية، أو بشكل أكثر دقة وصراحة فإن مثل هذه الصفقات هي الضريبة التي تُدفع بشكل مهذب ثمنا لحماية العم سام. الضريبة تصب في خانة تشغيل المصانع الأمريكية بمعدلات عالية، وهو الأمر الذي يعني ضخ دماء في شرايين الاقتصاد الأمريكي وتوفير المزيد من فرص العمل للعاطلين الذين أضيروا من جراء الهزة التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي في الفترة الأخيرة. للأسف فإن هذه الصفقات التي يدفع فيها أخواننا الخليجيون المليارات تتم في الوقت الذي تتقاعس دول البترول عن الوفاء بالالتزامات والتعهدات التي قطعتها علي نفسها لدعم الاقتصاد المصري بعد الثورة، وايضا في الوقت الذي تهدد فيه أمريكا مصر بتخفيض المساعدات الاقتصادية والعسكرية مع المضي قدما في تقديم الدعم اللامحدود لاسرائيل..! المواقف مفضوحة ومكشوفة.. وكمواطن مصري أقول بحسرة أن الكل الآن - عرباً وعجماً - يلعب ضد مصر!!