تأخرت كثيرا في الاشادة بالكتاب »الفخم« الرائع الذي أهداني اياه د. شيرين فوزي عضو مجلس الإدارة السابق للزمالك.. وهو كتاب يحكي بالصور تاريخ النادي والأسماء اللامعة التي وضعت أساس شعبيته وإنجازاته بمناسبة الاحتفال بمئويته.. وهو جهد تطوعي مشكور للدكتور شيرين يؤكد به أن الانتماء في حد ذاته أخلاق وعطاء وليس منفعة وتكالبا علي المناصب وإفسادا لروح الرياضة. ونحن نحتاج من حين لآخر أن يسلط الضوء علي ما يندر من مشاهد جميلة في حياتنا.. وهي من فرط ندرتها تبدو غريبة أمام عموم الناس أو صادقة للبعض.. وفي الأيام الماضية شاهدت فقرات ممتعة من أداء فريق دراويش الاسماعيلي أمام طلائع الجيش وتعجبت ألا ترتقي أجمل كرة في مصر وفي العالم العربي إلي منصات التتويج.. لكن لا يطول التعجب مع الاقتناع الكامل بأننا في بيئة مسمومة لا يرتقي فيها الأفضل بل الأقوي فقط بقانون الغابة.. ولو أن في حياتنا عدلا لأصبح الدراويش الأكثر ألقابا وشعبية. أما عن الندرة الصادمة.. فقد شاهدت وسمعت ما قاله مصطفي بكري عن ابراهيم عيسي خلال برنامج تليفزيوني.. وتخيلت ما يمكن أن يقوله فلان عن علان في ساعات الغضب والاختلاف فتتغير الصورة من النقيض إلي النقيض وتصبح الرموز والأساطير مثل تماثيل »العجوة« نأكلها بعد أن نعرف حقيقتها غير آسفين عليها.. لكن آسفين علي ما ضاع من الوقت في أوهام عاشها الناس مع الفضيلة الكاذبة.