ستظل الأندية المصرية وخاصة الشعبية تعاني من أزمات مالية خانقة تعصف بها وتضعها علي حافة الهاوية في ظل أوضاع اقتصادية متردية تعيشها البلاد مادمنا لم نصل إلي حل جذري ينهي مسلسل قلة الموارد المتكرر، الأندية تلهث للوفاء بالتزاماتها بعد أن انكشف ظهرها بغياب رجال الأعمال الذين كانوا يتولون الصرف مقابل الشو «الظهور الإعلامي» وأشياء أخري ولما ذهب كل ذلك بفعل الثورة انصرف رجال الأعمال عن الأندية وضاق أبناؤها بها ولم يعد لها أمل للنهوض والانتعاش المادي سوي بمعجزة في عصر ندرت فيه المعجزات. عدلي القيعي مدير الاستثمار والتسويق للنادي الأهلي قال إن الأزمة المالية عصفت بكل الأندية المصرية بما فيها الأهلي خاصة بعد توقف الدوري نتيجة لأحداث ثورة 25 يناير والتي أضافت بعد التوقف المزيد من الخسائر والأعباء المالية علي الأندية.. أكثر الضربات الاقتصادية إيلاما للإدارة الأهلاوية تأجيل عقد رعاية الفريق الأول والذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي كان من المقرر قبل قيام الثورة تجديده بعائد ضخم ينعش خزينة النادي، إلا أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها البلاد الآن دفعت الإدارة إلي تأجيل الأمر برمته إلي حين تعافي السوق وانتظام المسابقة. وأضاف القيعي أن الأهلي يسعي لتدبير سيولة نقدية تساعده علي تلبية احتياجاته في الفترة المقبلة مثل مشروع «الأهلي ستور» الذي تم افتتاحه. واستطرد أنه متفائل بانتهاء الأزمة المالية في النادي مع بداية الموسم الجديد خاصة بعد حصول الأهلي علي مستحقات البث الفضائي. شيرين فوزي عضو مجلس إدارة الزمالك دافع عن ناديه منفعلا وقال إن الأزمات المالية تحاصر جميع الأندية وليس الزمالك وحده وهي مجرد صورة ذهنية انطبعت عند الجماهير نتيجة ولع المستشار جلال إبراهيم بالتحدث عن الأزمة المالية للزمالك وهو ما أساء للنادي وأضاف أن الزمالك يعتمد في موارده علي إيجارات البوتيكات واشتراكات الأعضاء التي لا تكفي احتياجات الأندية ولذلك يصبح من الصعب أن يفي النادي بعقود جميع اللاعبين. يذكر أن الزمالك كان قد أطلق حملة لجمع التبرعات للنادي الذي يستعد للاحتفال بمئويته تحت مسمي «ناديك يناديك» ولم تسفر الحملة التي استمرت لشهور سوي عن بضعة آلاف من الجنيهات لا تكفي للاعب واحد. وكشف شيرين عن خلاف حاد بين أعضاء مجلس إدارة النادي لتوفير موارد مالية لتسيير الأمور حيث تؤيد الأغلبية والتي يتزعمها رئيس النادي بيع شيكابالا بينما تري الأقلية وعلي رأسهم شيرين نفسه أن يتم الاستغناء عن بعض اللاعبين غير المؤثرين سواء بالبيع أو الإعارة لتوفير موارد مالية يتم بها الحفاظ علي نجوم الفريق وعلي رأسهم شيكابالا. الأستاذ جاسر منير مدير عام نادي الاتحاد السكندري والذي يدير النادي فسر الأزمة التي يمر بها زعيم الثغر بأن مجلس الإدارة بأكمله قدم استقالته وأن اللائحة تتيح لهم الرجوع فيها لمدة 7 أيام، وليس من سلطة أحد توقيع شيكات أو صرف مرتبات أو أي معاملات مالية إلي حين وجود مجلس إدارة وهو ما يصيب النادي بالشلل التام وهو ما تم إبلاغ اللاعبين به والذين تقدر قيمة عقودهم مع النادي ب14 مليون جنيه وأضاف جاسر أن النادي يعاني من أزمات مالية خانقة بداية منذ استقالة محمد مصيلحي والذي كان يصرف علي النادي ونهاية بتوقف الدوري والذي ضاعف من المعاناة المادية للإدارة حيث تم تقدير الخسائر المبدئية ب3 ملايين جنيه عبارة عن عقود مبرمة مع رعاة تم إلغاؤها بسبب توقف المسابقة. مشيرا إلي توقف مشروع إنشاء شركة رياضية لفريق الكرة والتي كان المجلس السابق قبل استقالته قد بدأ في اتخاذ إجراءات قانونية لإنشائها تمهيدا للانضمام لدوري المحترفين يتم تطبيقه. الكابتن محمد عمر مدير الكرة الجديد للاتحاد أكد لنا أن لديه أملا كبيرا في انتشال النادي من عثرته من خلال تعيين مجلس إدارة جديد بقيادة شخصية سكندرية قادرة علي الصرف علي الفريق وتسيير أموره إلي حين عقد الانتخابات المقرر لها شهر سبتمبر القادم من خلال الجمعية العمومية للنادي إضافة إلي دعم المجلس القومي للرياضة ودعم المجلس الأعلي للقوات المسلحة والذي وعد به الحاكم العسكري للإسكندرية. كان الحاكم العسكري للإسكندرية اللواء نبيل فهمي قد اتخذ قرارا بعودة الكابتن محمد عامر مديرا فنيا لزعيم الثغر ويعاونه الكابتن محمد نور ابن النادي والكابتن محمد عمر نجم النادي مديرا للكرة. لم يختلف كلام نصر أبوالحسن رئيس النادي الإسماعيلي عمن سبقوه عندما قال: نعاني من أزمة مالية منذ فترة طويلة قبل قيام الثورة لأن الإيرادات أقل بكثير من المصروفات خاصة في ظل عجز أبناء الإسماعيلية من المقتدرين أو رجال الأعمال في دعم النادي بشكل كاف ينقذه من الإفلاس.. وبعد الثورة وتوقف الدوري زاد الطين بلة نتيجة اضطرارنا إلي دفع مرتبات العاملين بالنادي والأجهزة الفنية والطبية إضافة للاعبين دون وجود دخل حقيقي نعتمد عليه في ظل غياب الدخل الجماهيري. علمت «روزاليوسف» من رئيس النادي أن ميزانية الفريق الأول للنادي الإسماعيلي كانت 20 مليون جنيه وزادت إلي 25 مليون جنيه بعد عودة حسني عبدربه وأضاف أبوالحسن أنه برغم كل الصعوبات المادية التي تواجه النادي إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التوقف عن دعم الفريق للمنافسة علي البطولات وهو ما تعودت عليه جماهير الدراويش ولن ترضي عنه بديلا وطالب بأن يرفع التليفزيون يده عن الأندية ويترك لها حرية تسويق المباريات تليفزيونيا وفضائيا بالمشاركة مع اتحاد الكرة مما يجلب المزيد من الأرباح. رئيس الإسماعيلي اقترح أن يتم وضع سقف لميزانيات فريق الكرة بالأندية يقدر بحوالي 20 مليون جنيه لكل فريق ويتم متابعة أوجه الصرف عن طريق الجهاز المركزي للمحاسبات واتحاد الكرة علي أن يمنع النادي الذي يتجاوز سقف الإنفاق المحدد من تسجيل اللاعبين في الاتحاد. المستشار أسامة الصعيدي عضو مجلس إدارة نادي المقاولون العرب أوضح أن الشركة ميزانيتها من المال العام، ولذلك كانت ومازال لديها سقف محدد في شراء اللاعبين وهو ما يحرم النادي من شراء لاعبين متميزين نظرا لارتفاع أسعارهم بعد مزايدة الأندية الأخري ولا يتبقي سوي لاعبين من الفئة الثالثة والرابعة لا يستطيعون الإضافة للنادي ولهذا السبب اتجهت إدارة المقاولون إلي تطبيق سياسة جديدة لترشيد الإنفاق تتمثل في الاكتفاء الذاتي تدريجيا عن طريق الاستعانة بأبناء قطاع الناشئين المتميز والذي صدر 9 من أبنائه للمنتخبات في جميع المراحل السنية. وأضاف الصعيدي أن مجلس الإدارة اتفق علي مراجعة عقود اللاعبين في نهاية الموسم وتعديلها بما يتوافق مع سياسة النادي في هذه المرحلة. حازم خيرت مدير شركة الكرة بوادي دجلة تحدث قائلا: إن الدوري المصري يدار بطريقة خاطئة تماما والدليل أن الأندية المصرية كلها بلا استثناء تخسر بينما الأندية في العالم سواء علي مستوي الممتاز أو حتي الدرجة الثانية تجني أرباحا من كرة القدم لأنهم أدركوا أنها صناعة وقاموا باستغلالها بالشكل الأمثل، وأضاف أن تطبيق دوري المحترفين في مصر دون أن يصحح مسار المنظومة الرياضية المصرية بأكملها لن يكون حلا لأزمات الأندية المالية والدليل أن ناديا كوادي دجلة أنشئ علي أسس احترافية فهو مملوك لشركة تدير كرة القدم ولكنه كباقي الأندية المصرية لا يجني أرباحا لأن المنظومة فاسدة. وطالب خيرت اتحاد الكرة بمنح الأندية حقوقها في التسويق الفضائي للوفاء بالتزاماتها، واتهم أعضاء الاتحاد بالتسويف والتقاعس عن تحصيل الأموال المستحقة مجاملة للقنوات الفضائية التي يعملون بها والمدينة للاتحاد. وأكد أن نادي دجلة يدعم اتجاها قويا داخل الجمعية العمومية لسحب الثقة من اتحاد الكرة وأن 33 ناديا يساندون دجلة.