تعجز الكلمات عن التعبير عندما أحاول وصف الاحداث الحزينة المؤسفة التي دارت علي ارض مصر خلال الشهور الماضية وتناقلتها وكالات الانباء ووسائل الاعلام العربية والعالمية والتي تبدأ عادة باعتصامات سلمية وتنتهي دائما بتصادم بين المواطنين وقوات الامن من الشرطة والجيش وتسفر خلال كل حدث عن سقوط العديد من الشهداء واصابة المئات من المواطنين. قلوب كل المصريين تنفطر ودموعهم تتساقط وهم يتابعون احداث العنف والشغب.. محاولات اقتحام وزارة الداخلية والسفارة الاسرائيلية.. احداث البالون وماسبيرو واخيرا ما حدث امام مجلس الوزراء وفي شارع القصر العيني والشيخ ريحان والتي تمت خلالها اخطر جريمة في التاريخ المصري الحديث وهي احراق المجمع العلمي بما يضمه من كنوز العلم والمعرفة.. هذا المجمع الذي قدمه لمصر القائد الفرنسي نابليون بونابرت عام 8971 كهدية ثمينة لتوثيق مصر العلمي ونشر الثقافة وحفظ الاحداث التاريخية ووضع به مئات الالاف من الوثائق التي تم جمعها علي مدار اكثر من 002 سنة المجمع العلمي احرقه ابناء مصر بأيديهم.. لأنهم ليسوا مواطنين أسوياء فهم شباب مغيب عاش تحت خط الفقر بالمناطق العشوائية.. نتاج لنظام حكم فاسد اهمله ليكون قنبلة موقوتة تستخدم في اي وقت لمن يدفع ويريد الشر بمصر. متي سنعرف اين ومتي يكون الاعتصام مجديا ولا يكون الثغرة التي ينفذ منها المخربون الي متي ستفشل في فض الاعتصام بالطرق الصحيحة لتفادي وقوع ضحايا؟ اين ذهبت الاخلاق والقيم التي صاحبت ثورة 52 يناير وأبهرت العالم كله؟.