اعرب الدكتور كمال الجنزوري وجميع أعضاء مجلس الوزراء عن بالغ الأسف وعميق الاستنكار للاعتداء الذي تعرض له مبني المجمع العلمي صباح أمس وتعمد اضرام النيران فيه من جانب المتظاهرين. دون ادني حس وطني بمسئولية كل مواطن مصري عن الحفاظ علي رموز حضارة وتاريخ هذا الوطن. وذكر بيان اصدره مجلس الوزراء أمس: لقد فقدت مصر صباح اليوم كنزا من كنوز تراثها القومي وتاريخها الفريد نتيجة اضرام المتظاهرين النيران في مبني المجمع العلمي عن عمد بعد علمهم بما يحتويه من درر فريدة من الوثائق والخرائط والمقتنيات التي لايمكن تعويضها بأي حال من الاحوال ومن بينها النسخة الاصلية من كتاب وصف مصر ومجموعة لا تعوض من الخرائط والوثائق التاريخية حافظت اجيال مصر المتعاقبة عليها في هذا المبني العريق علي مدي مائتين وثلاثة عشر عاما, حيث تأسس المجمع العلمي في أغسطس عام1798, ابان الحملة الفرنسية. وأضاف: إن ما يزيد من الأسف والحزن العلمي وشدة الاستنكار ان يأتي احراق المجمع العلمي وما يحتويه من تراث تاريخي لن يعوض وكصرح يمثل رمزا فريدا لحضارة مصر توثيقا تراثيا لتاريخها الذي بهر العالم اجمع منذ فجر التاريخ وحتي يومنا هذا, وأن يأتي هذا الفعل علي يد قلة هدفها النيل من حضارة وتاريخ هذا الوطن. وقال البيان ان مجلس الوزراء يوجه هذا البلاغ إلي الأمة المصرية باسرها ليكون كل مصري ومصرية علي أرض هذا الوطن عينا حارسة وحامية لتاريخنا وتراثنا إلي جانب مؤسسات الدولة وسلطاتها. وأكد رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة ستتعقب كل من قام بهذه التجاوزات في حق الوطن وحق الشعب المصري في اغلبيته الساحقة والتي هي براء من مثل هذه الممارسات التي لايمكن ان تعبر عن هذا الشعب العظيم, تاريخ المجمع العلمي كتب:عبدالرحمن سالم كارثة لتراث مصر الحضاري بكل المقاييس هي التي خلفها احتراق المجمع العلمي علي خلفية أحداث مجلس الوزراءأهمية مبني المجمع العلمي الذي احترق في الأحداث لاترجع إلي القيمة الأثرية للمبني فقط بل تمتد إلي مئات الألوف من الوثائق والمخطوطات النادرة التي يحويها المجمع العلمي المصري الذي تم إنشاؤه في20 أغسطس عام1798 بقرار من نابليون بونابرت لتوثيق تقدم مصر العلمي ونشر العلم والمعرفة في مصر في مجالات الرياضيات والفيزياء والاقتصاد وبحث ودراسة ونشر أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعي والاقتصاد السياسي والأدب والفنون الجميلة. وفي عام1918 أجريت تعديلات علي هذه الشعب وأصبحت تضم الآداب و الفنون الجميلة وعلم الآثار والعلوم الفلسفية و السياسة و الفيزياء والرياضيات والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. ووفقا لآخر إحصائيات المجمع فإنه يحتوي علي أكثر من200 ألف كتاب ومخطوطة نادرة كماتضم مكتبته أربعين ألف كتاب, أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة, وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام1752, وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام1842, وأطلس ليسوس وهو ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي عهد مصر الأسبق, وقام مركز معلومات مجلس الوزراء المصري, بإدخال هذه المكتبة النادرة علي الحاسب الآلي. شهد المركز أزهي فتراته في فترة النشأة إبان الحملة الفرنسية علي مصر وبمغادرة الفرنسيين مصر العام1801 توقف نشاط المعهد تماما ولم يتبق من مقره القديم, بمنزل إبراهيم كتخدا الملقب بالسناري سوي مخطوطاته التاريخية إلي أن أعلن محمد سعيد باشا والي مصر, إعادة تأسيس المجمع مرة أخري بالإسكندرية وتم إدماج الجمعيتين السابقتين فيه, وضم المجمع العديد من أعضاء المجمع القديم.وفي عام1880 انتقل المجمع إلي القاهرة مرة أخري, وبدأت أنشطته تنتظم بجلسة شهرية, لمناقشات علمية في مجالات الآداب والفنون الجملية, والآثار, والفلسفة, والعلوم الطبيعية والرياضيات, والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي.