ماذا تفعل ياابن بلدي يامصري وأنت الشاب الرائع وابن البلد والصعيدي والمتدين والمتمدن، ماذا تفعل يا أبي يا أخي يا زوجي يا ابني.. يامن عشنا في حماية شهامتكم ومصريتكم ورجولتكم. ماذا تفعل إذا قادك قدرك للمشاركة في أنبل عمل وطني علي وجه الدنيا وهو الثورة من أجل وطنك.. الثورة علي الطُغاة الذين حكموا بلدك بالحديد والنار.. وأفسدوها وعاثوا فيها خرابا، وأذاقوا شعبك مُر العيش، والفقر والجهل والمرض.. ماذا تفعل لو أوقعوا بك في عرض الطريق.. وأوسعوك سحلا وضربا بالعصي الغليظة، وركلا بالأحذية، وانتهاكا لكرامتك بالسب البشع والمنافي لكل قيمة ودين.. ثم لم يكتفوا بذلك فجردوك من ملابسك وكشفوا عورتك وانتهكوا حرمتك علي الملأ وأمام الكاميرات وعلي مشهد من العالم ؟.. ثم ماذا تفعل إذا ماسحبوك لمكان ما وانتهكوا جسدك بحجة أنهم يكشفون علي رجولتك ؟ ثم ماذا تفعل إذا مازادوا فاعتقلوا إلي جوارك أمك المحترمة بحجة أنها شاركت في ثورة الوطن.. أمك التي لا أم لك إلا هي ولا كرامة لك إلا كرامتها.. ولا احترام لنفسك إلا باحترامك والآخرين لها ثم أوسوعوها ركلا في الجسد المحرّم ولطما علي الوجه الكريم! وماذا تفعل إذا جلبوا لك أختك العزيزة النفس الكريمة الأصل المتفوقة العلم والواعية بحلم الوطن والمنتسبة لأشرف ثورة أذهلت العالم بسلميتها وإنسانيتها وحضارتها، جلبوها لك عارية الجسد والصدر، مختذلة الكرامة، متورمة الوجه والجسد، منكسرة الضلوع والنفس، ثم أرغموها علي خلع ملابسها بحجة كشف عذريتها ؟ ماذا تقولون يا شهامة أوطاننا، وياخير رجالنا، ومصدر إطمئناننا لمن استهان بحُرمة أجسادنا وأنفُسنا وأوطاننا ؟ ماذا تقولون لأهل تيارات انصرفوا مجتمعين عن التدخل لإنقاذ كرامة الوطن المسلوبة دون كلمة اعتراض؟ لقد قالت محكمة القضاء الإداري كلمتها في حكمها التاريخي والحقوقي الإنساني بإلزام المجلس العسكري بوقف عمليات كشف العذرية.. مؤكدة أن ماحدث يخالف الدستور، ويعد انتهاكا لحرمة جسد الأنثي وعدوانا علي كرامتها. وبقي أن أقول لكل من يسول له شيطانه في المستقبل مثل هذا الفعل المنافي للفضيلة والأخلاق والحقوق الآدمية ، وتقول لهم معي كل بنات مصر وسيداتها الشريفات.. لاتشاركوا في رمي المحصنات كما أمركم الله ولاتغتابوا المجاهدات من الثوار وقد اختارهم الله للنيابة عنكم في مقاومة الظُلم، ولاتتهموهن في أعراضهن ، لأنهن غاية عزكم وعزمكم وكرامتكم واحترامكم لأديانكم! اليوم.. أقولها كامرأة مصرية تؤمن بدينها وحقها وكرامتها ووطنها وقدرتها وإيمانها بثورتنا.. لن نخاف أبدا ممن جردونا من ملابسنا، لن نخاف ممن عروا بطوننا وصدورنا ولحمنا.. البطون التي حملتكم شهورا، والصدور التي أرضعتكم عمرا ،واللحم الذي منحكم حق الحياة يوما ! لن نخاف ممن حاولوا تعريتنا نحن.. فتعرت أخلاقهم وقيمهم ورجولتهم هم ! ولن نخاف من تيارات جعلت من أجسادنا محط النظر وتهمة الخطأ ورجس الشياطين، تيارات صدرت جهلها بالدين إلي البسطاء، فأوهموهم أن وجود المرأة خطيئة، وأن جسدها زلة، وأن صوتها ونفسها عورة، وأطلقوا عليها جياعهم، مع أنهم لم يخجلوا يوما من انتهازية استغلال أصوات المرأة الانتخابية.. والتي عندما استصرختهم من أجل إنقاذها ممن عروا جسدها أداروا لها ظهورهم، ونسوا مبادئهم، بل واتهموها بأنها ليست الضحية، بل بأنها الجانية لأنها سمحت لنفسها بالبقاء في شارع الثورة. أقول لكم ان هذه المرأة والفتاة المصرية الحُرة هي سيدة الوطن وسيدتكم.. مهما أنكرتم وتنكرتم وسيحاسبكم الله يوما علي ابتزازكم. مسك الكلام .. إلي بعض مدعي الرجولة.. نريد الكشف علي رجولتكم !