المصالح المتبادلة، والتعاون الثنائي وإقامة المشروعات المشتركة هي اللغة التي يتحدث بها العالم ويعرفها بوصفها اللغة المعتمدة علي المستوي الدولي في كل مكان وزمان، ...، بوصفها الروابط القوية والأسس الثابتة التي تقوم عليها العلاقات بين الدول والشعوب، وهي الضمان الحقيقي والثابت لاستمرار هذه العلاقات وتحسنها باستمرار. وهذه هي اللغة التي تتحدث بها مصر الآن، ومنذ فترة ليست بالقليلة مع دول العالم المختلفة، وهي الدافع والهدف وراء كل الزيارات التي يقوم بها الرئيس مبارك للخارج وهي الهدف وراء كل اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها مع زعماء العالم في تلك الزيارات.. وانطلاقاً من ذلك، وتأسيساً عليه تأتي زيارة الرئيس مبارك Proxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=07لحالية لإيطاليا، واللقاءات والمباحثات المهمة التي عقدها ويعقدها مع الرئيس الإيطالي نابوليتانو ومع رئيس الوزراء بيرلسكوني. وفي هذا الإطار أيضاً تصب المباحثات واللقاءات التي يجريها الوفد المرافق للرئيس، والذي يضم وزراء الخارجية، والتعاون الدولي، والإعلام، والصناعة والتجارة، والزراعة..كما تصب أيضاً جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها اليوم بين البلدين في جميع المجالات والتي اشتملت علي 42 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع أوجه التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا. وزيارة الرئيس مبارك الحالية لروما والتي بدأت بالأمس بلقاء واجتماع مطول مع الرئيس الإيطالي، وتستكمل اليوم بقمة مع بيرلسكوني، تأتي بوصفها القمة الاستراتيجية الثالثة بين القاهرةوروما، والتي انطلقت عام 8002 لتعلن عن بدء الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، وشهدت إعلاناً مشتركاً من مبارك وبيرلسكوني خلال اجتماعهما في العاصمة الإيطالية، ثم عقدت بعد ذلك القمة الثانية للشراكة الاستراتيجية في العام الماضي 9002 في شرم الشيخ، وتعقد القمة الثالثة اليوم. ووصول العلاقات الثنائية بين البلدين إلي مستوي العلاقات الاستراتيجية يؤكد في حقيقته النمو الكبير الذي وصلت إليه هذه العلاقات وتميزها في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية بين الشعبين وحجم المصالح والصداقة الذي يوثق هذه العلاقات ويعززها، في ظل الصداقة المتميزة التي تربط الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء بيرلسكوني والتقدير المشترك والمتبادل بينهما. والموضوعات المطروحة علي مائدة البحث خلال لقاءات واجتماعات الرئيس في روما متنوعة ومتعددة وتشمل علي المستوي السياسي قضية السلام في الشرق الأوسط والمحاولات الرامية لإعادة إحيائها وإطلاقها من جديد علي أساس حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وما يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي بصفة عامة وإيطاليا بصفة خاصة في هذا المجال. وتتناول أيضاً بحث الموضوعات المتعلقة في القمة القادمة للاتحاد من أجل المتوسط والقضايا المرتبطة بها والمطروحة عليها، والمآزق التي تتعرض لها في حالة إصرار وزير خارجية إسرائيل »ليبرمان« علي حضورها، وكذلك الاتفاق علي ما يتصل بالأراضي الفلسطينية المحتلة والواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما يتم أيضاً استعراض الأوضاع في افريقيا بصفة عامة وحوض النيل، والسودان، ودارفور، والصومال والقرن الافريقي علي وجه الخصوص، وستؤكد مصر علي رؤيتها الواضحة والمحددة في هذا الشأن، وحرصها علي استتباب الأمن والاستقرار في افريقيا، ...، هذا بالإضافة إلي الأوضاع في العراق، والملف الإيراني. كما ستشمل المباحثات في شقها المهم ما يخص المستوي الاقتصادي، والتعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والمشروعات المشتركة، والتعاون الواسع القائم حالياً بين مصر وإيطاليا في تدريب العمالة، ودعم المشروعات الصغيرة، والمتوسطة، وبرامج التعليم، والتعاون السياحي، ...، والتعاون الواسع في مجال التجارة، ...، ومن المعروف أن إيطاليا أصبحت الآن الشريك التجاري الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي، والثانية علي مستوي العالم، كما أنها من أكبر الدول التي تستقبل الصادرات المصرية المتنوعة، كما أن هناك تعاوناً كبيراً في مجالات النقل والطاقة، والبيئة، والبريد، وغيرها. وفي هذا الإطار لابد أن نذكر بوضوح أن العلاقة الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا، هي نموذج جديد ومتميز لعلاقات الصداقة والمصالح بين دول العالم وما يمكن أن يربط الدول من منافع متبادلة تصب لصالح الشعوب. ولابد أن نذكر في هذا السياق لإيطاليا أنها من أوائل الدول التي تضع المصالح المصرية والاحتياجات الحقيقية لمصر موضع الاعتبار، وأنها وافقت وفوراً علي مبادلة الديون المصرية بالمشروعات والاستثمارات المشتركة، كما أنها الدولة الأكثر تعاوناً في مجال تدريب العمالة المصرية وتأهيلها، كما أن لها حجماً كبيراً من الاستثمارات في مصر في جميع المجالات. وهكذا نجد أن زيارة الرئيس مبارك الحالية لإيطاليا ومباحثاته المهمة مع قادتها تأتي تدعيماً وتأكيداً للصداقة والعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الصديقين، وتصب في صالح الشعبين.br