من المنتظر ان يقوم الرئيس حسني مبارك بزيارة رسمية لايطاليا يوم الثلاثاء المقبل للمشاركة في قمة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وايطاليا وسوف يصاحب الرئيس مبارك وفد كبير من وزراء الاقتصاد والتجارة والصناعة ونخبة كبيرة من رجال الاعمال المصريين. وتعتبر علاقات الصداقة الوطيدة التي تربط الدولتين احد أبرز أسباب تعزيز التعاون بين الجانبين حيث تسعي دائما كل من مصر وايطاليا الي تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة ويتمثل ذلك في دعم تواجد الشركات الايطالية في مصر فضلا عن الاتفاقيات الاخيرة التي تم توقيعها بين الجانبين في هذا الخصوص. وتعكس زيارة الرئيس مبارك المنتظرة لروما مدي العلاقات المتميزة بين البلدين والتعاون القائم سواء فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تحتل اولوية هامة بالنسبة للجانبين في اطار القمة الثنائية التي تتم كل عام والتي استضافتها مصر في مايو الماضي بشرم الشيخ بينما يجري الان الاعداد للقمة الثالثة المنتظرة في روما يوم الثلاثاء المقبل حيث تأتي اجتماعات هذه القمة من خلال الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني خلال القمة التي عقدت في العام الماضي للارتقاء بمستوي العلاقات الثنائية الي مستوي الشراكة الاستراتيجية التي تعطي اولوية للتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها من ناحية وايضا مواصلة التشاور السياسي بين القيادتين حول القضايا الاقليمية والدولية. وقد شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وايطاليا خلال الفترة الاخيرة نقلة كبيرة وتدعيما كبيرا في مختلف المجالات ، فقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين اكثر من 6 مليارات يورو. وقد اكد الزعيمان خلال القمة الاخيرة علي التزامهما المشترك تجاه القضايا الاقليمية والدولية وعزمهما علي تعزيز علاقات المشاركة الاستراتيجية بين البلدين ومن المنتظر ان يشهد الرئيسان خلال القمة المقبلة علي توقيع عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدين في عدة مجالات تجارية واقتصادية وصناعية وعلميةوان تتناول المباحثات العلاقات الثنائية بين مصر وايطاليا وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وذلك في ضوء الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين الجانبين. ومن المنتظر أن تتناول المباحثات قضايا الوضع الراهن في منطقة الشرق الاوسط وخاصة القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام بالاضافة الي الاوضاع في العراق ولبنان والسودان والصومال والوضع في منطقة الخليج اتصالا بالملف النووي الايراني. وقد أعرب الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو عن سعادته لزيارة الرئيس حسني مبارك المرتقبة لروما. وفي إطار العلاقات المتميزة بين الدولتين والحرص المتبادل علي التشاور حول القضايا الاقليمية والدولية فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية تري الحكومة الايطالية ان مصر دولة رئيسية وهامة اقليميا ودوليا وخاصة في الشرق الاوسط ومنطقة البحر المتوسط والقارة الافريقية والعالم الاسلامي حيث تقوم بدور بارز من اجل احتواء الازمات وتسوية المنازعات في ضوء دورها القيادي وموقعها المتميز كما تتبني مصر دبوماسية تسعي الي تحقيق الاستقرار والتوصل الي سلام شامل وعادل وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأشاد سيلفيو برلوسكوني رئيس وزراء ايطاليا بالدور الكبير الذي تلعبه مصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة وفي جهود البحث عن حلول لأزمات المنطقة الساخنة في الشرق الاوسط والخليج العربي وشدد برلوسكوني علي الرؤية الصائبة للرئيس مبارك مشيدا بجهوده الدبلوماسية التي تؤدي الي قرارات جيدة تواجه كافة النزاعات حيث ان الجميع يعترف بخبرة وحنكة الرئيس مبارك الكبيرة. ويري المراقبون ان إيطاليا علي قناعة تامة بوجهة النظر المصرية وانها تحرص دائما إلي الاطلاع عليها فيما يتعلق بجميع المشاكل الساخنة في المنطقة وخاصة مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي حيث يري المراقبون ان موقف روما في التعامل مع الاطراف الفلسطينية لا يزال في قالب اوروبي يبحث عن دور فعال لتحريك الموقف ودفعه الي طريق التفاوض بين أطراف الصراع دون التورط في قضايا فرعية قد تحيد بالموقف الراهن عن مسار السلام الدائم والعادل لصالح شعوب المنطقة كما ان ايطاليا تتفهم تماما مدي قلق الرئيس مبارك لخطورة استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة وهي نفس المخاوف التي اعرب عنها الرئيس مبارك ايضا بشأن محاولات تهويد القدس والصراعات اليومية التي تشهدها ساحة المسجد الاقصي التي لا تستفز مشاعر الفلسطينيين والعرب فحسب بل تستفز مشاعر كل العالم الاسلامي. وعبر جان فرانكو فيني رئيس مجلس النواب الايطالي وأحد زعماء حزب الاغلبية عن ترحيبة الكبير بزيارة الرئيس مبارك المنتظرة لايطاليا واشاد بالدور المحوري الذي تقوم به مصر من اجل الحوار والتعاون مؤكدا علي أهمية الدور الاستراتيجي الذي تقوم به مصر في اطار عملية السلام في الشرق الاوسط والحوار بين الفصائل الفلسطينية. ويري المراقبون ان استقرار أي دولة هو الضمان الاساسي لجذب الاستثمارات ولاستمرارية العلاقات الاقتصادية والتجارية. وبهذا المعني فإن الموقف المشجع الذي نشأ بفضل الالتزام الدائم للرئيس مبارك قد أسهم بلا شك في تدعيم تصور رجال الاعمال الايطاليين لمصر كبلد صديق وقادر علي تقديم فرص للإستثمار والتعاون المستقر مع توقعات بمزيد من النمو علي المدي الطويل وان العلاقات بين البلدين تتزايد بشكل تدريجي علي الرغم من الازمة المالية العالمية لم يتأثر حجم التبادل التجاري بينهما بل تضاعف خلال الفترة الاخيرة وزاد عدد الشركات الايطالية التي تعمل في مصر. وقد اصبحت العلاقات المصرية الايطالية بفضل السياسة الحكيمة للرئيس مبارك أحد أسس التعاون الاورومتوسطي ومثالا يحتذي به في العلاقات الثنائية بين شمال وجنوب المتوسط فمؤشرات حجم التبادل التجاري تشير الي زيادة مستمرة حيث تخطي 5 مليارات يورو كما سار تطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين عاملا كبيرا لاتخاذ موقف موحد ازاء القضايا الاقليمية والدولية بالاضافة الي التقدم الملموس علي الصعيد الاقتصادي حيث تعد ايطاليا أكبر شريك تجاري لمصر في أوروبا ومن أكبر المستثمرين بمجالات متعددة منها الطاقة والبنوك والخدمات كما تعد مصر مستثمرا كبيرا في ايطاليا. ويري رئيس اتحاد الصناعات الايطالية ان الشركات الايطالية تقدر الفرص الكبيرة المقدمة من العمل والإصلاح والتجديد الذي تقوم به حاليا الحكومة المصرية لتدعيم الروابط بين الشركات الايطالية والسوق المصرية في لحظة يقدم فيها اقتصاد البلاد فرصا للإستثمار والتعاون هامة للغاية فمصر تمثل بالفعل سوقا يبشر بتوقعات كبيرة في النمو ليس فقط من الناحية التجارية ولكن أيضا وبصفة خاصة من الشراكة الصناعية. وأداؤها الاقتصادي بالفعل في تحسن مستمر. ومنذ سنوات والحكومة المصرية تقوم بتنفيذ خطة للإصلاحات بهدف تدعيم السوق الداخلية وحث النمو الاقتصادي ويمثل معدل نمو إجمالي الناتج القومي إحدي النتائج الأولي الواضحة لهذه السياسة وقد استطاع رجال الأعمال الإيطاليون إدراك أهمية الفرص المقدمة من مصر بفضل هذا العمل الايجابي من التجديد والتحديث الذي بدأته الحكومة المصرية. وقد أتاحت ايطاليا لمصر منحا لا ترد بقيمة 503 ملايين دولار لتمويل انشاء عدد من المشروعات من أهمها مشروع معهد البحوث الطبية بجامعة الاسكندرية ومشروع للرعاية الصحية في المناطق الريفية بمحافظتي الدقهلية والبحيرة - مشروع التحكم المركزي لشبكة مياه القاهرة الكبري - مشروع تجديد شبكة مياه الاسكندرية - مشروع حماية البيئة بواحة سيوه ووادي الريان بالفيوم. وقرض ميسر 008 مليون دولار وقروض ميسرة لتمويل عدد من المشروعات منها مشروع محطة كهرباء أسيوط - مشروع تنقية المياه بالجبل الأصفر - مشروع قناطر إسنا - مشروع محطة كهرباء دمنهور - مشروع محطة توليد القوي بشرم الشيخ - مشروع سد ومفيض دمياط.