جمال الغىطانى أول أمس اتصل سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة بالدكتور صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب المصرية أنه يتقدم بمبادرة إلي مصر صاحبة الفضل العلمي والدور الرائد في الوطن العربي لبناء المجمع العلمي الذي دمره الحريق في نفس الموقع.. وتزويده بامكانيات العصر. ليس هذا فقط إنما سيقدم المجموعات النادرة التي يمتلكها إلي المجمع الجديد هدية منه. قال إنه يعرف المقتنيات التي احترقت خاصة الكتب النادرة. وأن مكتبته الخاصة تضم نسخا من نفس الطبعات التي اندثرت في الحريق، وأنه سيقدمها كلها إلي المجمع بعد إعادة بنائه في نفس الموقع، قال سموه عبر الهاتف للدكتور صابر عرب إنها الفرصة السانحة لرد بعض من الجميل تجاه بلد تلقي فيه العلم، وفضله علي الثقافة العربية الكبير، سبق للدكتور سلطان أن قام بعدة مبادرات ثقافية في مصر، منها بناء دار الوثائق في عين الصيرة وسوف تفتتح في العام القادم. وبناء مقر حديث للجمعية المصرية التاريخية في مدينة نصر، كذلك مقر اتحاد المؤرخين العرب، واتحاد الاثريين العرب، وتقديم دعم لميزانية اتحاد الكتاب قدره عشرون مليون جنيه لعلاج الأدباء. الشارقة لها دور ثقافي عميق، لم يعد يقتصر علي الخليج فقط، إنما يمتد إلي الوطن العربي كله، ومنذ اسبوعين أقيم معرض الكتاب الذي أصبح معلما مهما علي خريطة الثقافة العربية، ويرجع هذا إلي تكوينه الخاص، وإلي العصر الذي تلقي فيه العلم في مصر خلال الستينيات، وتخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة، نفس الكلية التي تخرج فيها الفنان صلاح السعدني، والفنان عادل إمام، ومنذ عامين أقام معرضا في الجامعة الأمريكية لبعض من مقتنياته الفنية، وقد فوجئت بأصول لوحات عالمية لم أعرفها إلا في كتب الفن، بعضها يتجاوز قيمته عشرات الملايين من الدولارات. أما القيمة الفنية فلا تقدر بمال، وقد جري اختيارها برهافة ووعي. هذا الموقف النبيل تجاه مصر نموذج ايجابي للروح العربية الأصيلة التي نأمل في أن تعم وأن نراها في آخرين. تحية لرجل الدولة، للمثقف لمبادرته التي اتخذها خلال رحلته العلاجية في أوروبا.