رغم انني لا أعرف أحداً من مرشحي الفردي او القوائم في دائرتي الا انني صممت علي ممارسة حقي الانتخابي لاختيار اتجاه وليس فردا.. وكانت مغامرة شديدة الغرابة! لا أستطيع ان احكي عن مغامرتي في التصويت دون ان اتحدث عن مهزلة مجلس الوزراء والتي بدأت بروايتين في الساعة الواحدة من صباح الجمعة الماضية.. الرواية الاولي تحكي عن مباراة لكرة القدم وسقوط الكرة داخل مجلس الشعب.. وتسلق شاب السور ودخوله المبني عنوة فسارع الجنود خلفه وانهالوا عليه ضربا واخرجوه بعد ان اخذ علقة ساخنة.. فتصاعدت الاحداث وحدث التصادم بين المعتصمين والجنود.. والرواية الثانية والتي جاءت في بيان المجلس العسكري بانه تم التعدي علي ضابط يؤدي واجبه اليومي في المرور علي عناصر التأمين مما أثار حفيظة عناصرالخدمة فتدخلت لفض الحدث.. وان مجموعات من الأفراد والمتظاهرين تجمعت وقامت بالتعدي علي المنشآت الحيوية.. والتراشق بالحجارة وأعيرة الخرطوش وزجاجات المولوتوف مما أسفر عن هدم أحد أسوار مجلس الشعب وتعرض بعض أجزاء مجلس الشوري إلي التدمير وإصابة العديد من الأفراد. علي عكس ماجاء في البيان العسكري من ان عناصر التأمين لم تقم بأي عمل لفض الاعتصام وانها ملتزمة بضبط النفس لأعلي درجة ممكنة وعدم التعدي علي المواطنين أو المعتصمين أو المتظاهرين.. وما صرح به مصدر عسكري من أن العبودي لاعب كرة القدم يعالج بمستشفي المعادي ومصاب بكدمات وجروح سطحية.. قال عضو مجلس الشعب زياد العليمي انه تعرض للسب والضرب.. وقالت سناء شقيقة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح انه تم القبض عليها وتعرضت للضرب والسب خارج وداخل المجلس.. وقد شاهدت علي الفضائيات والفيس بوك فيديوهات وصورا تتحدث عن عنف وقذف بالحجارة والزجاج من شبابيك واسطح مبني مجلس الشعب ومتظاهرين في الشارع يستخدمون الحجارة والمولوتوف !.. لا اعتقد ان ما حدث صدفة خاصة انه حدث بعد انتهاء الجولة الاولي من المرحلة الثانية لانتخاب مجلس الشعب.. والتي كنت احد المصوتين فيها.. فقد تفاءلت خيرا عندما عرفت انني سوف اصوت في مدرسة هدي شعراوي احدي الناشطات في مجال الاستقلال الوطني وحرية المرأة.. ولكن تحول تفاؤلي الي عبوس بعد ان وجدتها في عزبة تبعد عن بيتي كيلو مترات.. ولكي اصل لها يجب أن ادخل من حارة الي اخري وفي شوارع محطمة.. وعند المدرسة وجدت كومة من النساء وطابوراً غير منظم من الرجال.. ومر ما يقرب من نصف ساعة حتي سمح لنا الجنود بالدخول.. لافاجأ بطابور آخر علي السلم من الدورالثاني ينتهي بفصل ضيق بالطابق الثالث مزدحم بالصناديق والموظفين.. فالمدرسة عبارة عن 3 أدوار في كل دور فصلان ضيقان متجاوران وبكل فصل لجنتان.. وعلي السلم شاهدت تجاوزات الدعاية الانتخابية وخاصة من التيار الديني.. وسمعت كيف ان السكان بجوار المدرسة يصوتون بمركز شباب بجوار منزلي.. وعرفت ان السبب في ذلك سوء اختيار من المسئولين للجان وترك الكومبيوتر يحدد اللجان طبقا للرقم القومي! أنا ضد أعتصام مجلس الوزراء وغلقه وأيضا ضد استخدام العنف من أي طرف.. ويبدو اننا لانتعلم من أخطائنا فلم نتعلم مما حدث بشارع محمد محمود وكررنا المأساة امام مجلس الوزراء.. ولم نتعلم من سلبيات المرحلة الاولي لنكررها في المرحلة الثانية!