اسمه الحقيقي: »تنزين جياتسو« لكن اسم الشهرة الذي عرفه العالم به هو: قداسة »الدالاي لاما« الزعيم والأب الروحي لشعب التبت. لقد سبقه في حمل هذه المكانة الدينية 13 دالاي لاما، لكن الأخير والحالي سبقهم في الشهرة العالمية التي حظي بها بعقلانيته ومسالمته ورفضه العنف في سعيه الدائم لنيل استقلال بلاده وحرية شعبه مما استحق تكريمه بمنحه جائزة نوبل للسلام في عام 1989. ».. و إيه المناسبة ؟!« الكتاب الجديد الذي أصدره الدالاي لاما منذ أيام تحت عنوان جاذب للنظر يتساءل فيه: »الإسلام، المسيحية، اليهودية.. كيف يعيشون في سلام؟«. سؤال قديم يتكرر بإلحاح شديد في هذه الأيام، وفي كل مكان، مع تصاعد التطرف الديني بكل ما يعنيه من صراعات دموية لم تترك دولة إلاّ هددت استقرارها، ولا أقلية إلاّ اضطهدتها، ولا قضية سياسية أو إقتصادية أو اجتماعية إلاّ ديّنتها بشكل أو آخر! ورغم قلق الدالاي لاما من اقحام الأديان بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الصراعات الدموية التي لا تتوقف إلاّ لتستأنف بعده عنفها وحصد أرواح ضحاياها، إلاّ أنه يثق في أن حماة تلك الأديان يجب ألاّ ينعزلوا عما يحدث تحت سمعهم وبصرهم والاكتفاء بترف إبداء الحزن والدموع والحسرة علي أبرياء لقوا حتفهم، وتمزقت وتناثرت أجسامهم، تحت شعارات دينية لا صلة ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بحقائق تلك الديانات والملتزمين بتعاليمها. ليس هذا فقط.. بل أضاف الدالاي لاما مطالبا العقلانيين من كل الديانات بالصحوة والتحرك والتجمع من أجل التصدي ضد استغلال الأديان في تحقيق مكاسب شخصية، وطموحات سياسية، وصراعات قبلية وجاهلية. كتاب الدالاي لاما يحدد في البداية انقسام المؤمنين بأديانهم إلي فئتين. فئة تؤمن أن ديانتها هي الصحيحة والوحيدة لإنقاذ البشرية. وفئة تري أن من حق الآخرين الالتزام والتباهي ببعض لا كل تعليمات دياناتهم ما دامت تتشابه مع ديانة هذه الفئة! الدالاي لاما لم يتحمس لهذا التقسيم. وقدم في كتابه حلاً ثالثاً في رسالة يقدمها إلي البشرية بكل دياناتها وطوائفها ومعتقداتها يقترح عليها الموافقة الحقيقية الخفية والمعلنة علي احترام حق كل إنسان في اختيار ديانته ومعتقداته وقيمه الروحانية والاجتماعية والمعيشية، بقدر الاحترام الذي ينتظره من الآخرين لدينه ومعتقداته وقيمه المتعددة. الاقتراح لم يأت بجديد. فما أكثر الذين طالبوا به علي امتداد العقود والقرون الماضية. الجديد فقط الذي فاجأنا به الدالاي لاما هو أنه بعد دراسة متأنية وطويلة لكل الأديان انتهي إلي دعوة البشرية إلي تقبل الحل الذي توصل إليه لإنقاذ البشرية من الأخطار التي تنتظرها اليوم وغداً وبعد غد. قدم الدالاي لاما اقتراحاً جديداً لإنقاذ البشرية من جهة، ولتوفير السلام والاستقرار لأجيالها، من خلال برنامج توصل إليه وحدد بنوده ومزاياه لعل وعسي تأخذ به أو تعدل فيه. .. وللحديث بقية