في أول اختبار حقيقي في مسيرة الديمقراطية.. كان هذا الخروج الحاشد الذي ضم كل فئات شعب مصر الي اللجان الانتخابية في 9 محافظات للادلاء بأصواتهم.. ولأول مرة كانت نسبة المشاركة في المرحلة الأولي حوالي 26٪.. أيام تاريخية تؤكد تحضر وتمدن شعب مصر بعد ثورة 52 يناير الخالدة واثبت الشعب انه ناضج ومؤهل للديمقراطية ومتشوق لها وانه يستطيع صنع مستقبله بدون أي وصاية خارجية أو داخلية. الكل وقف في طوابير طويلة ولعدة ساعات وسط أمان تام وتأمين كامل من قواتنا المسلحة والشرطة.. اختفت البلطجة والعنف وساد الامن والنظام اللجان الانتخابية تحت اشراف قضائي كامل.. واكد الشعب انه السيد الاوحد الذي يملي ارادته علي الجميع.. وان صوته له قيمة لانه ليس هناك تزوير أو تسويد البطاقات لصالح مرشح الوطني الكل في شوق الي الديقراطية.. وضرب ابناء مصر اروع مثال للوعي السياسي الكامل. الانتخابات عبرت تماما عن ثورة 52 يناير التي نادت بالحرية والديمقراطية وعن كل ما طالبت به الاحزاب والقوي السياسية واصرار من الناخبين علي المشاركة في عرس الديمقراطية.. والنواب الجدد هم الصوت الحقيقي في البرلمان المعبر عن اماني الناس بعد ان ضرب الشعب اروع المثل علي قدرة ابناء مصر علي العبور الي الاحسن بعد سنوات طويلة من الظلم والفساد.. وندعو جميع الاحزاب والقوي السياسية الي تقبل النتائج مهما كانت لتخطي المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر.. التي تطالب بها الشرعية الشعبية والوصول الي نظام ديمقراطي حديث. هذه الانتخابات وكثافة تصويت المصريين بعد اصرار المجلس العسكري علي اجرائها وفق جداولها الزمنية اثبتت ان المجلس العسكري لا يرغب الا في تسليم السلطة لا التمسك بها وكانت كما رأينا في المرحلة الاولي عودة الاستقرار الامني والهدوء النسبي للشارع المصري واذا كانت هناك سلبيات بسيطة لكنها لم تمس صلب العملية الانتخابية وسط تنافس حقيقي.. دون أي تدخل من أي جهة وترك الحكم للشعب المصري في عرس حقيقي للديمقراطية وخروج الاغلبية الصامتة لاول مرة لتمارس حقها الدستوري. وتحية الي رجال القضاء الذين استمروا لمدة 001 ساعة متواصلة لإنجاح هذه الانتخابات وهذا دليل علي القدرة التنظيمية لقضاة مصر. لقد اصبح المصري صانع مستقبله.