الشعب المصري العظيم أراد الحياة بحرية وديمقراطية فلابد أن يستجيب القدر.. نجح الشعب بكل طوائفه وأطيافه السياسية في تجاوز كل الخلافات والتفت حول لجان الانتخابات في 9 محافظات بينها القاهرة والاسكندرية ليسطر اول خط ديمقراطي في مسيرته المستقبلية.. خرج الناس جميعا شبابا وشابات.. رجالا ونساء.. شيوخا و"شيخات".. مرضي وأصحاء إلي صناديق الاقتراع ليقول كل منهم نعم من أجل مصر.. نعم خرجنا جميعا من أجل الاستقرار وإعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه بدون فساد او إفساد.. خرج كل فرد ليختار من يمثله بحرية كاملة في برلمان الغد. الشعب المصري خلع رداء الحزن ليرتدي ثياب عرس الديمقراطية.. لأول مرة أري طوابير طويلة قد تصل في بعضها الي مئات الامتار وانتظر لساعات طويلة بدون تململ ولا زهق.. الناس في وجوههم بشر وفرح مصرين علي الادلاء بأصواتهم بعد أن كانوا من قبل يتركون اللجان والصناديق وبطاقات الاقتراع ليسودها غيرهم نيابة عنهم.. ذلك لأنهم أحسوا أن خروجهم للإدلاء بأصواتهم هو الضمانة الحقيقية لتحول بلادهم من الديكتاتورية او الديمقراطية المزيفة إلي الديمقراطية الحقيقية. الشعب المصري نجح في بداية المسيرة الديمقراطية ووضع اول لبنة في برلمان ما بعد الثورة.. برلمان حر اختاره الشعب بكامل إرادته.. ونجاح الشعب المصري في هذه المرة كان مضاعفا ذلك لعدم وجود حكومة فعلية في البلاد - فحكومة شرف مستقيلة فعليا.. وحكومة الجنزوري لم يتم تشكيلها إلي الآن - وقد أظهر الشعب للعالم كله معدنه الحقيقي الراقي الذي نفذ به ثورته البيضاء.. واليوم ينفذ به انتخابات برلمانه بحرية ونزاهة. والتحية واجبة إلي رجال القضاء ورجال الشرطة وأبناء قواتنا المسلحة والمجلس العسكري الذين تحملوا المسئولية بشجاعة منقطعة النظير ولم يبخل احد منهم بجهد ولم يهرب أي منهم من مسئوليته الملقاة علي عاتقه من الشعب.. وكان تلاحم الناخبين والمرشحين والمراقبين للانتخابات من منظمات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين وممثلي أجهزة الإعلام مع رجال الشرطة والقوات المسلحة رائعا وفي صورة قل أن تجد لها نظيرا في العالم كله. ورغم بعض السقطات الإدارية من تأخير وصول أوراق التصويت إلي اللجان او تأخر وصول بعض القضاة إلي لجانهم بسبب سوء الاحوال الجوية او لأسباب اخري إلي جانب بعض صور الدعاية أمام اللجان من أنصار بعض الأحزاب إلا أنها لم ولن تشوه الصورة الحضارية الرائعة التي جرت بها العملية الانتخابية في اليوم الأول من المرحلة الأولي وفي دوائر ملتهبة طوال تاريخها الإنتخابي وليس في هذه المرة فقط. كلمات حرة مباشرة : راهنت علي نجاح انتخابات البرلمان قبل إجرائها ولم يكن ذلك عن فهلوة او قراءة للغيب ولكن بعدما حدث من صور حضارية في انتخابات نقابات الصحفيين والمحامين والمهندسين والتي جرت جميعها قبل انتخابات البرلمان بأيام قليلة لذلك كسبت الرهان علي وعي الشعب المصري ورقيه وحبه لبلده الجديرة دائما بأن نعشقها.