أكتب هذا المقال في اليوم التالي للانتخابات في مرحلتها الأولي ولا شك أن العملية الانتخابية مرت بشكل عام بصورة هادئة بالقياس لما كنا نتخوف منه أن تحدث بلطجة أوعنف أوسقوط ضحايا. والحقيقة أن بعض الرسائل وصلتني تعبر عن تحضر المصريين ووقوفهم بالساعات أمام اللجان في انتظار الادلاء بصوتهم وهوما عبر عن شوق حقيقي لدي جموع المصريين لممارسة ديمقراطية حقيقية رغم كل ما حدث في الايام الماضية من حرب الميادين عباسية وتحرير.. وعموماً سوف أرصد عبر هذه السطور بعض الوقائع التي وصلتني سواء من خلال رسائل أوقصص شخصية وشهادات، أمس آي مساء اليوم الأول وصلتني رسالة من الكاتب والصديق سلمان القلشي يقول :"أنا في الاسكندرية أراقب الانتخابات وأشهد الله انها نظيفة وأن حارسها الجيش رائعاً في التنظيم والحيادية وأن الشعب المصري يقدم درساً آخر للعالم ولنا ويؤكد أننا مازلنا أمامنا الكثير لكي نفهمه" . وهي نفس الرسالة التي وصلتني من صديق آخر في إحدي دوائر القاهرة، أما حديث الخروقات والتجاوزات فقد تكرر علي ألسنة الكثيرين من شهود العيان بل وان واقعة حدثت قبيل دخول المشير طنطاوي علي مدرسة المقريزي بمصر الجديدة صباح الاثنين الماضي كانت فيها المخرجة والمنتجة نجلاء رشدي بطلة الواقعة تقول : كنت واقفة منذ الصباح أمام لجنة مدرسة المقريزي بمصر الجديدة في طابور طويل فيه ما يقرب من ألفي سيدة وظللت واقفة حوالي أربع ساعات علي قدمي ولم أتأفف أنا ومن معي رغم وجود سيدات مسنات وكنا نتكلم في مشهد حضاري رائع وكأننا جئنا من بيت واحد ونعرف بعضنا بعضاً رغم أنني أري هذه الوجوه لأول مرة في حياتي، وللأسف لم يعكر صفونا إلا ظاهرة حصار طرابيزات دعاية حزب الحرية والعدالة لنا حيث فوجئت بعدد من البنات المحجبات صغيرات السن يضعن طرابيزات عليها دعاية الاخوان ويفط كبيرة ينشرها رجال ملتحون علي الرصيف ثم اقتربت منا الفتيات وبدأن يوزعن دعاية الاخوان وحزبهم ورمزهم علي الواقفات، أنا عن نفسي أخذت الدعاية في البداية ولم أعلق حتي وجدت الفتيات يقلن للسيدات الأميات اللائي لا يقرأن ولا يكتبن خذوا رمز كذا وهورمز حزب الاخوان وكان ذلك رداً علي إحداهن وهي تقول للفتاه أنا ما بعرفش أقرا، وهنا جن جنوني خصوصاً بعد أن وجدت ميكرفون يدعولحزب الحرية والعدالة بشكل صريح علي الرصيف المقابل للطابور وهذه مخالفة صريحة وواضحة للقانون ولذلك خرجت من الطابور وذهبت لضباط الشرطة وقلت له إمنع هذه المهزلة . فقال لي مالناش دعوة.. وهنا ذهبت لضابط الجيش الواقف علي بعد خطوات مع جنود من الجيش وقلت له نفس الكلام فقال لي حاضر . بس بعد شوية عشان المشير جاي دلوقت، فصرخت وقلت أنا هاقول للمشير لازم الطرابيزات دي تمشي حالاً . وهنا تصرف الضابط وتحرك نحوهم فحملوا الطرابيزات والدعاية وتحركوا بعيداً فقام الطابور بالتصفيق لي وله وضحكنا وبعد دقائق ظهر المشير وقال لنا عاملين أيه فحكيت له ما حدث فهز رأسه وقال المهم ما تمشوش إلا ما تحطوصوتكم ومشي . وأنا أحكي هذه الواقعة كي أقول أن استخدام الدين والترهيب لمن يقول لا للاخوان كان خطيئة كبري والحل إعمال القانون . انتهت رسالة نجلاء رشدي . ووصلتني رسالة من دمياط من مدير دعاية عصام سلطان في دمياط ومعها فيديوينقل بالصورة ما فعله حزب الحرية والعدالة من سرقة الاستمارات وتسويدها لاسقاط عصام حتي يفوز مرشح الاخوان في الدائرة، أما في كفر الشيخ فكان السلفيون يقفون بميكرفون أمام اللجان وعربات نصف نقل عليها سكر وزيت، وبعض المرشحين وضعوا صورة الشيخ محمد حسان في اعلان واضح انه يدعمهم. كل هذه الخروقات حدثت في المرحلة الأولي ولابد من التحقيق فيها فوراً وبعض المشاهد نقلتها الفضائيات ومواقع النت، لكن عموماً المشهد لا يخلومن إيجابيات المشاركة الحقيقية للمصريين الذين خرجوا ليؤكدوا للعالم انهم يستحقون الديمقراطية يستحقون لقب أنا مصري.. ومرة أخري ومليون.. (أرفع راسك فوق انت مصري)