الرقابة النووية: لا مؤشرات على تغير أو زيادة في الخلفية الإشعاعية بمصر    نسب تنفيذ تقترب من الاكتمال.. رئيس "إجيماك" يتفقد محطتي NDHPS بالدلتا الجديدة    انخفاض الطلب على حديد التسليح محليا يدفع لنمو الصادرات 20% فى الربع الأول من 2025    رئيس وزراء باكستان للرئيس الإيراني: الاستفزازات الإسرائيلية الصارخة تهديد خطير للاستقرار الإقليمي والعالمي    ديمبيلي يكشف عن الهدف الأهم فى مسيرته    أتلتيكو مدريد يقترب من ضم نجم دفاع ليفربول    بتواجد عربي.. تفاصيل حفل افتتاح كأس العالم للأندية 2025    وزارة التربية والتعليم تعلن استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة 2025 وتصدر تعليمات صارمة لضمان الانضباط    السعودية تنشئ غرفة عمليات خاصة وتضع خطة متكاملة لخدمة الحجاج الإيرانيين    وزير الأوقاف يفتتح المقر الجديد لنقابة القراء بحلمية الزيتون    جهاد حرب: 3 سيناريوهات محتملة للتصعيد الإيراني الإسرائيلي    اليوم بدء عرض مسلسل "فات الميعاد"    «الصحة» تُصدر تحذيرات وقائية تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف    مولينا: متحمسون لانطلاقة المونديال ومستعدون لمواجهة باريس سان جيرمان    الزمالك يفكر في استعادة مهاجمه السابق    لتفقد المنشآت الرياضية.. وزير الشباب يزور جامعة الإسكندرية- صور    تعاون بين «إيتيدا» وجامعة العريش لبناء القدرات الرقمية لأبناء شمال سيناء    امتحانات الثانوية العامة.. الصحة تعتمد خطة تأمين أكثر من 800 ألف طالب    توريد 225 ألف طن قمح للشون والصوامع بكفر الشيخ    بريطانيا تنفي تقديم الدعم لإسرائيل في الهجوم على إيران    جامعة سيناء تعلن فتح باب القبول لطلاب الثانوية العامة وما يعادلها بفرعي القنطرة والعريش    ب"فستان جريء".. أحدث ظهور ل ميرنا جميل والجمهور يغازلها (صور)    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    لطلاب الثانوية العامة.. نصائح لتعزيز القدرة على المذاكرة دون إرهاق    السجن المؤبد ل5 متهمين بقضية داعش سوهاج وإدراجهم بقوائم الإرهاب    تخفيف عقوبة السجن المشدد ل متهم بالشروع في القتل ب المنيا    إزالة 60 حالة تعد على مساحة 37 ألف م2 وتنظيم حملة لإزالة الإشغالات بأسوان    خبير اقتصادي: الدولة المصرية تتعامل بمرونة واستباقية مع أي تطورات جيوسياسية    «التعليم العالي» تنظم حفل تخرج للوافدين من المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية    جامعة جنوب الوادي تشارك في الملتقى العلمي الثاني لوحدة البرامج المهنية بأسيوط    والد طفلة البحيرة: استجابة رئيس الوزراء لعلاج ابنتى أعادت لنا الحياة    رئيس جامعة القاهرة يهنئ عميدة كلية الإعلام الأسبق بجائزة «أطوار بهجت»    بعد توصية ميدو.. أزمة في الزمالك بسبب طارق حامد (خاص)    إعلام عبرى: نقل طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أثينا مع بدء هجوم إيران    17 شهيدا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة    فضل صيام أول أيام العام الهجري الجديد    أهم أخبار الكويت اليوم السبت 14 يونيو 2025    ثقافة الإسماعيلية تنفذ أنشطة متنوعة لتعزيز الوعي البيئي وتنمية مهارات النشء    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ومؤسسة "شجرة التوت" يطلقان فعاليات منصة "القدرة على الفن - Artability HUB"    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    مصرع شاب سقط من الطابق الرابع بكرداسة    باستخدام المنظار.. استئصال جذري لكلى مريض مصاب بورم خبيث في مستشفى المبرة بالمحلة    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    تأجيل محاكمة " أنوسة كوتة" فى قضية سيرك طنطا إلى جلسة يوم 21 من الشهر الحالي    إجرام واستعلاء.. حزب النور يستنكر الهجمات الإسرائيلية على إيران    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    " وزير الطاقة الأميركي " يراقب أي تطورات محتملة للتوترات علي إمدادات النفط العالمية    وكيل تعليم الإسماعيلية يجتمع برؤساء لجان الثانوية العامة    الطبيب الألماني يخطر أحمد حمدي بهذا الأمر    إحالة عامل بتهمة هتك عرض 3 أطفال بمدينة نصر للجنايات    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    جماهير الأهلي توجه رسائل مباشرة ل تريزيجية وهاني قبل مباراة إنتر ميامي (فيديو)    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدگتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة في حوار صريح مع »الأخبار« عن آفاق المستقبل:
نحتاج إلي زعيم يجمع بين الكفاءة وتأييد الرأي العام ضعف النظام وفساده وعدم قدرته علي
نشر في الأخبار يوم 24 - 11 - 2011

الدكتور بطرس غالى أثناء حواره مع حنفى المحلاوى حالة من التركيز من المؤكد أنها سوف تلازمك طوال لقائك مع الدكتور بطرس غالي الأمين العام الاسبق للأمم المتحدة ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.. وهكذا كنت أنا أيضا وخلال مقابلتي له لإجراء حوار طال انتظاره وطوال أكثر من ساعة وفي مكتبه في المجلس القومي لحقوق الإنسان قابلنا أنا وزميلي المصور مناع محمد مرحبا بابتسامة هادئة وترحاب خاص خصنا به رغم أنه - كما علمنا - كان قد رفض اجراء أكثر من حديث أو حوار لأية صحيفة مصرية، بل وأكثر من لقاء تليفزيوني.
رغم كثرة الموضوعات التي صنعتها وتصنعها الأحداث التي تشهدها مصر الآن، إلا أنني حاولت قدر الإمكان ألا أبتعد عما يراه هو صالحا لهذا الحوار، وإن كنت في ذات الوقت قد وضعت لنفسي إطارا محددا تدور فيه الاسئلة.
في البداية، حاولت معرفة رأيه وتعليقه علي ما يحدث في الشارع المصري حالياً.. خاصة وانني قد مررت بسيارة الجريدة بالقرب من ميدان التحرير والذي كان قد امتلأ عن آخره بالمتظاهرين ولليوم الثاني علي التوالي.. وقبل أن نبدأ أدرت جهاز التسجيل للحوار.. وها أنا أنقل تفاصيل ما دار بيني وبينه.
الاستاذ الدكتور بطرس غالي.. أتيت إليك وفي ذهني ثلاثة محاور رأيت أن تحدثنا من خلالها عبر اسئلتي.. المحور الأول والخاص بحقوق الإنسان والذي انت حارس أمين عليها.. والثاني: خاص بالشأن العام.. والثالث: عن المستقبل فبأي منهم نبدأ؟!
المحور الرابع
- أنا رأيي أن تضيف محورا رابعا وأراه أهم.. عن السياسية الخارجية.. لانني وجدت أن من عيوب الثورة أنها لم تهتم بالسياسة الخارجية قدر اهتمامها بالسياسة الداخلية وما ارتبط بتغيير نظام الحكم ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم السرقات وانني أري ألا يكون هذا الاهتمام بالمشاكل الداخلية علي حساب اهتمامنا بالخارج.. ومع الأسف مازلنا غير مهتمين بالخارج.. ولماذا؟! لأنني أري أن مشاكل مصر لا يمكن تسويتها إلا من خلال الخارج وهذا معناه أن اهتمامنا بالداخل لا يجب ان يكون علي حساب الاهتمام بالخارج فالسياحة واهميتها اقتصاديا وقد توقفت.. لا يمكن اعادتها إلي مسارها مرة أخري إلا بتصحيح صورة مصر في الخارج لأنك من الناحية الفنية تجد أن المواطن الاوروبي العادي لا يستطيع ان يزور دولة أجنبية إلا من خلال شركة سياحية وشركات السياحة سوف تمتنع عن تقديم اسم مصر.. نظرا لما تمر به من مشاكل من هنا فإننا إن لم نستطع تصحيح صورة مصر في الخارج.. فسوف نفقد ملايين الدولارات سنويا من هذه السياحة وهذه هي اول قضية اساسية. أما الثانية فهي قضية تحويلات المصريين بالخارج والايدي العاملة المصرية هناك ففي ظل هذا الخوف السائد الآن مما يحدث تجد هؤلاء المصريين يلجأون لبنوك غير مصرية.. بل ويحتفظون بهذه الاموال في حساباتهم الخاصة من دون تحويلها.
مشاكل مصر
وهل تري أن إهمالنا الاهتمام بالخارج نابع من تقصير الذين قاموا بهذه الثورة؟! أم من الذين يحيطون بهم؟!
- هذا التقصير مرتبط بأن الاهتمام كان بالداخل فقط.. وأن الاقبال علي حل المشاكل الداخلية هو الذي سوف يعالج مشاكل مصر ومع الأسف فإن مشاكل مصر لن تعالج داخليا لأنها مرتبطة بالخارج.. خذ مثلا قناة السويس تجد أنها مرتبطة بالخارج.. وحتي عندما نكمل ما بدأناه أقول لك أن هناك أيضا الاستثمارات الاجنبية والتي توقفت هي الأخري لارتباطها كذلك بصورة مصر في الداخل.. إذن أصبح لنا مصلحة في الاهتمام بالخارج وبتحسين صورة مصر حتي نستطيع أن نتغلب علي أزمة الثقة الموجودة من قبل الخارج تجاه مصر. والازمة هنا ليست متعلقة بأنهم لا يحبون مصر.. بل بالاوضاع الموجودة الآن.
وهل يمكن لك أن ترسم لنا خريطة لاعادة الاهتمام بالخارج؟
- أنا لا أستطيع ان ارسم هذه الخريطة لماذا؟! لأن هذا الرسم مرتبط بالجهاز التنفيذي.
وأين المشورة؟
ألم تبادر من أجل تقديم مشورتك المهمة في هذا السياق؟!
- المسألة هنا تتعدي المشورة فلابد من العمل الدؤوب وفي كل المجالات ان تحسين صورة مصر يحتاج إلي مجهود كبير كما اننا نريد أن نتفادي الحوادث التي نسمع ونراها في كل لحظة.. وكلها تخيف السائح وتجعله لا يأتي إلينا رغم التخفيضات الهائلة التي لا مثيل لها حتي في جزر سيشل إذن هناك 3 أشياء مهمة تمثل الحل الوحيد لمشاكل مصر.. وهي كما قلت لك السياحة والمدخرات والاستثمارات الاجنبية بالاضافة إلي ضرورة حل مشكلتين اخريين وترتبطان أيضا بالخارج.
مياه النيل
وما طبيعة هاتين المشكلتين؟!
- مشكلة مياه النيل فإلي الان نحن نتصور أن المعاهدة او الاتفاق الذي تم من قبل سوف يحل ذلك.. إنها معاهدات قديمة والدول الافريقية لا تعترف بها.. كما اننا نتصور أن نهر النيل هو نهر مصري.. انها مشكلة.. لها خطورتها وانا شخصيا قد فشلت عندما كنت وزيرا بشأن هذه القضية رغم ما بذلته من مجهود وما قدمته من مشاريع.. مثل ربط كهربة اسوان مع كهربة افريقيا وتحويل النيل الي ملاحة داخلية.. وغير ذلك تم من أجل تشجيع الافارقة للتعاون معنا.. وأيضا لم ننجح لاننا غير مهتمين بهذه القضية.
وهل عدم نجاحنا راجع لاننا لا نملك آلية التعاون مع الدول الافريقية؟
- لا.. هذه القضية مرتبطة بعدة أشياء بالاضافة إلي أننا كما قلت لك غير مهتمين بها والثقافة السياسية لدينا جعلتنا نهتم بالمشاكل العاجلة وبالتالي لا نستطيع أن نخطط من أجل المشاكل الآجلة بدليل زحام القاهرة وحتي الآن لم نفكر في كيفية تلافي هذا الزحام وكنا نعرف ذلك مسبقا.
أما فيما يخص مشكلة المياه.. فإن الدول الافريقية التي تشاركنا في نهر النيل سوف يحدث بها انفجار سكاني مثل اثيوبيا وبالتالي سوف تحتاج الي كهرباء واقامة السدود وبدلا من الزراعة علي المطر، سيتم استخدام مياه الري من النيل وهناك خطورة أخري ظهرت في السنوات الأخيرة وهي أن بعض الدول الافريقية بدأت في تأجير ملايين الافدنة لشركات ودول أخري من أجل ان تزرعها وهي ايضا تستخدم مياه الري. وأنت تعرف أنني كنت وزيرا من عام 7791 وحتي 1991 ولم أنجح رغم انني عملت المستحيل.
وكيف لنا ان نحل مشكلة المياه مع الدول الافريقية؟!
- انشاء منظمة كالتي أنشئت في نهر الميكونج في أسيا علي أساس اقتسام الملاحة وتوزيع مياه الري والكهرباء مع القيام بمشروعات مشتركة مع هذه الدول تدر عليها دخلا يشجعها علي المشاركة وهذه المشروعات تحتاج إلي مساعدة الامم المتحدة والاتصال بالجانب الامريكي والبنك الدولي.. ولدينا بخلاف ذلك مشكلة خطيرة أخري تتمثل في الانفجار السكاني حيث سيصبح عددنا مائة مليون نسمة علي 7٪ من الاراضي في مصر والباقي أرضا صحراوية لذلك علينا ان نسأل انفسنا الآن.. ما الذي نفكر فيه؟! إنه لابد لنا من التفكير في عدة حلول.. ولا يمكن ان نفعل مثلما فعلت الصين وحتي لا نصطدم بالشريعة.
الانفجار.. الانفجار
وما رؤيتك للخروج من ازمة الانفجار السكاني؟!
- رؤيتي تتمثل في تشجيع الهجرة.. أن أوروبا الآن في حاجة إلي أيد عاملة مدربة.. وهذا يتطلب منا ضرورة الاتفاق مع بعض الدول الاوروبية إلي جانب انشاء معاهد لتدريب ما يتطلبه السوق الأوروبي من عمالة مثلا سائقين وليس بالضرورة اتقان اللغة.. المهم يعرف كيف يتعامل بلغة سهلة في هذه المجتمعات.. وعلينا الاسراع في هذه الخطوة بدلا من افتتاح جامعة جديدة هنا أو هناك، وبالتالي استبدالها بمراكز التدريب بالاتفاق مع فرنسا أو ألمانيا أو اسبانيا وروسيا، كذلك ضرورة تشجيع الكفاءات المصرية او بعضها للعمل ايضا بالخارج مثل الاطباء الي افريقيا وغير ذلك.
وهل ما تنادي به يحتاج إلي ثقافة خاصة؟
- إنه يحتاج إلي وزارة مختصة وإلي استقدام خبراء أجانب لمساعدتنا، ويحتاج كذلك إلي تشجيع من جانب المجتمع نفسه مع ضرورة الاهتمام بهؤلاء المصريين الموجودين فعلاً الآن بالخارج. مثلا أقيم لهم برلمانا ثالثا هنا ويجتمع مرة كل عام وتجري فيه انتخابات.. من هنا نجد هؤلاء سوف يهتمون بالمشاكل المصرية.. وليس بالضرورة برلمانا.. ربما مجلس او أي كيان يربطهم بالوطن.
المشاكل العاجلة فقط
وهل تقدمت بمثل هذه المقترحات من قبل؟!
- قلت ذلك كثيرا حتي وأنا مسئول.
ولماذا لم يتم الاخذ بما ناديت به من افكار مهمة؟!
- لأن العقل المصري مايزال يهتم بالمشاكل العاجلة.. وأنا لا أريد أن اتحدث عن النظام السابق ورغم ذلك أقول لك.. لقد تحدثت في هذا الشأن مع الرئيس السابق.. فقال لي أن الناس لا تجد رغيف العيش.
وهل ما تقوله سببه عيوب أخري مثلا في الثقافة وفي التعليم؟!
- هذا مرتبط بالانفتاح وأنا عندما كنت عضوا بالاتحاد الاشتراكي وقد تركته بعد ذلك.. كونا تجمع الاشتراكية الدولية، وأنشأنا رابطة الاحزاب الافريقية، لقد كنت اريد أن انفتح علي العالم الخارجي، ومن خلال هذا الانفتاح استطيع أن استوعب فوائد العولمة وللاسف لا أحد عندنا عنده فكرة عن هذه العولمة ولا كيف يمكن لنا أن نستفيد منها.
إلي شباب الثورة
وفي تصور سيادتك.. ما هي المدة التي يمكن أن نحقق بعدها رؤيتك هذه؟!
- لا استطيع ان احددها لك ولكن اريد أقول لشباب الثورة أن ما حققتموه شيء طيب ولكن عليكم عدم الالتفات للماضي أو الاهتمام بمن يتم سجنه أو خلافه.. إنها مرحلة وانتهت وعلينا الآن ان ننظر إلي المستقبل.. وحتي عندما تقول لهم ذلك: يقولون لك إنها الثورة المضادة إنني خائف من أن نعلق كل مشاكلنا علي شماعات جاهزة كنا في الماضي نعلق مشاكلنا علي شماعة الاستعمار الانجليزي، ثم شماعة الصهيونية وأخيرا شماعة النفوذ الأمريكي وشماعة الثورة المضادة والفلول.
الثورة المضادة
وهل تتصور وقوف جهات أجنبية وراء نشر لفظ الثورة المضادة؟!
- لا أظن ذلك وبصراحة فإن اهتمامي بالشئون الخارجية بالنسبة لي.. كان علي حساب اهتمامي بالشئون الداخلية لقد كنت مشغولا بكيفية إيصال صوت مصر للعالم الخارجي سواء من خلال رحلاتي المتعددة أو في احاديثي لوسائل الاعلام العالمية.
حقوق الإنسان
نريد أن نعود بالحوار الآن الي المحور الاول عن حقوق الإنسان ونسألك عن مصير هذه الحقوق في مصر.. فماذا تقول؟!
- حقوق الإنسان.. مايزال مفهوما جديداً ويحتاج إلي عمل مستمر حتي نستطيع ان نربط حقوق الانسان بالديمقراطية وتعرف إن كلمة الديمقراطية لم تكن موجودة في ميثاق الامم المتحدة، لقد بدأوا الاهتمام بها عندما انتهت الحرب الباردة وعندما وجدوها أيضا وسيلة للمصالحة، وحدث ذلك مثلا في السلفادور عندما استخدموا الديمقراطية لحل النزاع هناك.
وهل معني ذلك أن هناك علاقة تلازم بين حقوق الانسان والديمقراطية؟
- طبعا.. حقوق الانسان هي ركن من اركان الديمقراطية ليس ذلك فقط، بل إن النظم الديمقراطية هي أقل استعدادا لمواجهة عسكرية وهذا في رأيي غير صحيح ولكنها فكرة سائدة.. أقول لك ايضا أن الديمقراطية مرتبطة كذلك بالتنمية.. وعندما كنت مسئولا عن لجنة بمنظمة اليونسكو خاصة بعلاقة التنمية بالديمقراطية اصدرنا كتابا أثبتنا فيه ان التنمية في حاجة إلي ديمقراطية أو ان الديمقراطية محتاجة إلي تنمية وهنا سؤال يفرض نفسه: هل نبدأ بالتنمية أم بالديمقراطية؟! وللاجابة عليه اقول لك إنها تختلف باختلاف البلاد والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلاد.
سؤال صعب
وفيما يخص مصر حاليا.. ما الذي يصلح.. التنمية أولاً أم الديمقراطية؟!
- لا استطيع أن اجيبك علي هذا السؤال.. لأن هناك حالة لخبطة واشياء غير واضحة.
ومن وجهة نظر سيادتك كمفكر سياسي مصري ما الذي تراه صالحا لنا؟! في هذا السياق؟!
- أنا لا استطيع ان ارد بطريقة عامة.. لأن الظروف قد تختلف.. علي الفرض أن الجو العام يؤيد الشركات والاستثمار الاجنبي هنا أقول لك نبدأ بالتنمية.. أما في حالة الانغلاق وعدم قبول التعاون مع الخواجات هنا نبدأ بالديمقراطية.
الانفلات والحقوق
وهل تتصور ان ما يحدث في مصر الآن من انفلات أمني له علاقة بالدعوة لحقوق الإنسان!!
- حقوق الإنسان معناها أن أحمي الانسان ضد الأجهزة الحكومية.. أو ضد شركة من الشركات الكبري.. وهذه الحقوق تختلف باختلاف البلاد.. ودعني اضرب لك مثالا علي ذلك.. المواطن الافريقي لا يعرف هذه الحقوق، وإنما يعرف فقط رئيس قبيلته.. ونفس الوضع نجده في دولة متقدمة تقدما ثقافيا هائلا وهي لبنان فإذا ما حدث خلاف فإن الدرزي يذهب إلي وليد جنبلاط وليس إلي الحكومة والماروني وهكذا.. إذن المسألة الطائفية هنا تلعب دورها.. وتجدها في بلاد أخري مسألة قبلية.
ديمقراطية مصرية
وما الشكل الديمقراطي الذي تتمني ان يكون في مصر؟!
- لقد نجحنا إلي حد ما في ديمقراطية ما قبل عام 2591.. وقد حضرت هذه الفترة وأنا طالب بل وشاركت في انتخاب أخي وابن عمي في الفجالة والمرج.. إذن تعدد الاحزاب في مصر قد يصلح.
وماذا عن رؤية سيادتك لمستقبل مصر في الداخل وفي الخارج؟!
- جاءني أمس أو أول أمس وفد اعلامي من سلوفنيا بالطائرة ولمدة 42 ساعة من أجل أن يسألونني عن مصر بعد 5 سنوات.. ماذا ستكون؟! قلت لهم 5 ملايين زيادة!
وهل هذا التصور يخيفك؟!
- طبعا.. والسبب هو اهتمامنا فقط بالمشاكل العاجلة علي حساب غيرها بل والمشاكل الهامشية.. ونترك المشاكل الحقيقية.. ليس ذلك فقط، بل هناك التيار الاصولي وهو تيار مغلق، سوف يسعي لغلق الابواب ونحن كما ذكرت لك نحتاج إلي الخارج من أجل التقدم.
الخوف من المستقبل
إذن.. هل انت خائف علي مستقبل مصر؟!
- اخاف دائما علي مستقبل مصر، وليس من الان واخاف علي صورتها في الخارج.. لقد كانت لنا من قبل سياسة قوية لسببين: الاول لعبنا دورا مؤثرا في تصفية الاستعمار مع الدول الافريقية.. ولا تنس أنه عندما تم الاعلان عن قيام الامم المتحدة كانت هناك 3 دول افريقية هي مصر واثيوبيا وليبيريا، والان اصبحنا 05 دولة، ليس ذلك فقط بل كان لمصر تواجد سياسي كبير في افريقيا لانها ساعدت حركات التحرير عن طريق الخبراء والاسلحة وكذلك شاركنا في انشاء حركة عدم الانحياز.
وماذا عن دور مصر خارجيا؟!
- هذا الدور قد انتهي.. بسبب انتهاء الحرب الباردة وانتهاء دور حركة عدم الانحياز واستقلال البلاد العربية والافريقية ايضا.
استعادة ما فات
من هنا أسأل سيادتك.. وكيف تستعيد مصر دورها الخارجي؟!
- لابد من ارادة سياسية وتأييد من الرأي العام الذي هو الآن غير مهتم خذ مثلا السودان، عندما حدث الانفصال بين شماله وجنوبه بعد الثورة.. لا نجد من يهتم بهذه القضية إذن هناك أمور تخيفك وعندما تتحدث.. يقولون لك، إنها الثورة المضادة.
وهل هناك ارتباط بين ما يتردد الآن عن نفاق الثورة والثورة المضادة؟!
- لا اظن ان كل من ينافق الثورة.. يخاف من الثورة المضادة، لان لدينا مجموعة كبيرة تتميز باللامبالاة، وأخري تؤثر مصالحها الشخصية.
إذن من هنا نجد عدم الاهتمام بمصالح مصر العليا.. فهل هذا صحيح؟
- لا أقول عدم الاهتمام.. بل هناك خطأ في هذا الاهتمام.. فهو اهتمام باشياء سطحية وكذلك الاهتمام بالماضي فنحن قد تخلصنا من النظام السابق والمجموعة الفاسدة وعلينا الانتقال بعد ذلك إلي الخطوة التالية والتي تؤدي بنا الي المستقبل.. والعودة إلي الماضي يعتبر مرضا ويعود كذلك إلي الاصولية.. فنحن في عام 1102 ونعيش في ظل ثورة تكنولوجية ومعلوماتية وطبية كبيرة.
هل ما يحدث في الشارع المصري هو استخدام خاطئ لمبدأ حقوق الإنسان؟!
- أريد أن أقول لك أنهم غير مدركين لمعني حقوق الانسان.. إنه مايزال مفهوما جديدا وفي حاجة إلي المزيد من المجهود وثقافة معينة كما يحتاج إلي وقت كبير.
الإنسان والتنمية
وما أهمية ان يسود مفهوم حقوق الإنسان في منظومة تنمية المجتمع؟!
- أولا سوف يساهم في الانفتاح علي العالم الخارجي.. واحترام الآخر.. بدليل أنك حين تكون مريضا تذهب إلي الطبيب الخواجة وتستسلم من اجل ان يعالجك ليس ذلك فقط، بل إن أكثر ما يهتم به شباب مصر الآن هي كرة القدم.. وقد استقدمنا خبيرا ومدربا أجنبيا لهذه المهمة.
وهل في تصورك أن هذه النظرة ترجع إلي نقص ثقافة قبول الآخر.. أم لخوف استمر طويلا؟
-سواء كان خوفاً او نقصا في الثقافة او كان تيارا اصوليا كيف لا نتعامل مع كل هؤلاء إنسانيا؟! وعايز أقولك إن مصدر كل ذلك ناتج عن انغلاق وعدم قدرة التغلب علي تأثير التيار الاصولي.
وهل ذلك يندرج تحت مقولة »الدين أفيون الشعوب«؟!
- أنا لا اقول ذلك.. إياك.. تريد ان تجر قدمي.
الفقر وسوء التربية
ولماذا لا تقول ان من بين هذه الاسباب غير الفقر سوء التربية وتخلف التعليم؟!
- طبعا من غير شك ان التربية داخل الاسرة فيها خطأ وبالنسبة للتعليم.. عندما أنشأنا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 0691 اشترطنا ألا يزيد عدد الطلاب عن 05 أو 06 طالبا، فماذا بها من اعداد اليوم؟! لقد أصبحوا 3 آلاف طالبا.
مسئولية السابقين
وما هي مسئولية النظام السابق عما نحن نعاني منه الآن؟!
- أقولك ان مبارك لم يكن يقبل التجديد ولا يميل اليه، كما انه كان يريد كل شيء بدون تغيير ونحن نعيش في عالم يتغير كل ثانية وفي كل المجالات... عندك مثلا دولة مثل كوريا وقد زرتها كثيرا ودرست هناك.. ورغم انها منقسمة شمالية وجنوبية.. فقد اصبحت أحسن دولة في العالم.
وهل في تصور سيادتك أن سياسة الجمود والميل لعدم التغيير كانت مقصودة؟!
- الجمود غير مقصود هو راجع إلي أن الحكومات المختلفة لم تكن صاحبة فكر واغلبها متخلف لانها لا تملك الثقافة التي تساعدك علي الانفتاح. ورغم انني أدعي ان الثقافة مهمة ولكنها عنصر اضافي يساعدك علي نظرتك للآخر.. وفي حين الانغلاق يجعلك متخلفا من هنا أري اننا مازلنا نمتلك مفاهيم خاطئة ولم نحاول أن نتغلب عليها.
زعيم جديد
ما هي أعظم خطيئة ارتكبها النظام السابق؟!
- إهماله لقضية المياه.
وما السبب الذي عجل بسقوط النظام السابق؟!
- لا أريد أن اعلق علي هذا الموضوع.
استاذنا الدكتور اننا بهذا السؤال نريد معرفة.. شهادتك للتاريخ؟!
- بعد فترة صمت طالت أكثر من اللازم قال: أن البيانات الموجودة لدي الآن غير كافية.. مما يجعلني لا استطيع أن اجيب علي سؤالك، كما اننا لن نتمكن من الحصول علي هذه البيانات إلا بعد ربما عشرين عاماً وكلها وثائق مهمة.
وعندما يسألك أحد الاجانب مثل هذا السؤال فماذا كنت تقول له؟!
- وبعد فترة صمت أخري قال: ان هناك عناصر مختلفة منها أولا ضعف النظام وفساده وعدم قدرته علي التأقلم مع الثورة الفكرية الموجودة وكلها اسباب ساهمت في سقوط النظام السابق.
مرحلة انتقالية
وماذا عن توصيفك لما يحدث في مصر الآن؟!
- أننا نعيش مرحلة انتقالية ومع الاسف قد تستغرق عاما او عامين حتي نصل إلي نوع من الاستقرار، وحتي نستطيع إعادة بناء ما تم تدميره.
وماذا عن رؤيتك الخاصة للوسائل التي يمكن عن طريقها الخروج مما نحن فيه؟!
- لا أريد أن أرد علي هذا السؤال.
ارجوك
- انها مسألة محرجة ومن أجل ذلك لا اريد أن اجيب.
معالي الامين العام.. إننا نريد من السؤال السابق معرفة رأيك من أجل التاريخ.. فماذا تقول؟!
- لقد ألفت كتابا ولم انشره بعد وقلت فيه إننا في حاجة إلي زعيم يجمع بين الكفاءة وتأييد الرأي العام.
وهل رؤيتك هذه صدرت عن قناعة شخصية؟
- أيوه.. ولمدة انتقالية.. ومن أجل أن يتم اعادة الاوضاع إلي ما كانت عليه.. والظروف التي نمر بها الآن يمكن ان تجعل التحرك بطيئا ولكن هذا الفرعون الجديد يمكن ان يجعل الامور تتحرك بشكل سريع.
العمل والاستقرار
نريد أن تدلنا علي ملامح طريق الخروج مما نحن فيه؟
- مطلوب اولا المزيد من العمل والاستقرار والانفتاح علي العالم حتي نتعرف علي ما في العالم من تجارب تدفعنا إلي التقدم وحتي نعرف اننا لسنا وحدنا الذين نتعرض لمثل هذه المشاكل كما أن هناك مناطق في العالم تمر بظروف اخطر مما نحن فيه الآن.. وكما قلت لك من قبل المطلوب والآن المزيد من العمل، وهذا هو الحل السحري للخروج مما نحن فيه اضف إلي ذلك تشجيع الهجرة إلي الخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.