وسط اهتمام عربي ودولي، وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح علي وثيقة تنازله عن السلطة طبقا للمبادرة الخليجية.. تم التوقيع في الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مما يفتح الباب امام حل للازمة المستمرة منذ عشرة اشهر في اليمن. وتنص المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي في ابريل الماضي علي انتقال السلطة من الرئيس الذي استمر في الحكم لاكثر من ثلاثة عقود الي نائبه وعلي تشكيل حكومة وحدة وطنية وادارة مرحلة انتقالية يتم خلالها الحوار من أجل حل المشاكل الرئيسية في اليمن. وسبق لصالح ان اكد اكثر من مرة موافقته علي المبادرة لكنه تراجع في كل مرة مشترطا الاتفاق علي آلية تنفيذية أولا.. واستمر حتي امس وضع اللمسات الاخيرة علي آلية التنفيذ وعلي وثيقة الضمانات التي تؤمن الحصانة لصالح والمقربين منه. وكانت المفاوضات حول »الالية التنفيذية المزمنة« كما تسمي في اليمن. تصطدم- بحسب مصادر سياسية- بميل صالح الي تسليم سلطاته الي نائبه مع البقاء رئيسا ولو شرفيا الي حين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. كما كان يتحفظ علي اي إعادة هيكلة جذرية للقوات المسلحة التي يتولي اقاربه فيها مناصب حساسة.. وأكد مسئولون بالحزب الحاكم أن صالح سيوقع علي المبادرة وانه لن يتراجع كما أعرف مراقبون عن تفاؤلهم ازاء حدوث تلك الخطوة.. وكان مبعوث الاممالمتحدة جمال بن عمر تمكن بدعم امريكي وأوروبي من التوصل الي تسوية لتنفيذ الاتفاق الخليجي. وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية »سبأ« ان صالح تلقي اتصالا هاتفيا من سكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون لشكره علي »حرصه علي الخروج من الازمة بطريقة سلمية« ويري محللون انه لا يمكن لطرف »السلطة أو المعارضة أو الثوار« حسم المعركة علي الأرض.. مما يجعل الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج الي حالة الجمود المستمرة في اليمن منذ يناير الماضي.. وتجددت الاشتباكات في شمال صنعاء امس بين المسلحين القبليين المعارضين لصالح والقوات الموالية له.. في حي الحصبة.. معقل شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الاحمر.. كما دوت انفجارات في حي الصوفان المجاور.