بات ضرورياً ونحن في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر أن نعي جيداً أننا أمام خطر مُحدق وشيك الوقوع سوف يلحق هذا الخطر بمصرنا الحبيبة أشد الأضرار، وإن كان هذا الخطر الداهم سوف يلحق أبلغ الأضرار بمصر فليس معني ذلك أن مصر سوف تموت فلن يحدث ذلك أبداً !! نعم قد تمرض مصر ولكن سرعان ما تشفي وتعود مصر الشامخة بتاريخها وموقعها الجغرافي وثقافتها !! إذاً ما هو الخطر الذي يلحق بمصر حالياً والذي يشكل ضرراً مستقبلاً قد تمرض معه مصر كثيراً ؟ الخطر من وجهة نظري هو ضياع هيبة الدولة وأمام ضياع تلك الهيبة باتت الدولة في حالة فراغ أمني وآخر فراغ سياسي. أما عن الفراغ الأمني فقد وضح جلياً من خلال وقوفها مكتوفة الأيدي أمام أعمال البلطجة والاحتكام للغة السلاح وقد ظهر ذلك جلياً في أحداث كثيرة بمدن مصر تم فيها إشاعة الفوضي والتخريب وترويع المواطنين هذا بخلاف المظاهرات الفئوية والمعتدين علي حرمة الطرق العامة وجرائم السرقات العادية أو بالإكراه والتي ترتكب يومياً وجرائم النصب وغسل الأموال تحت مسمي الاستثمار وكثير من الجرائم الحديثة والمستجدة علي مجتمعنا والتي تحتاج إلي الكثير من المقالات وكل ذلك نتاج فقدان الثقه في استعادة الدولة لهيبتها ودورها في فرض الانضباط والأمن من خلال تطبيق نصوص القانون المعطلة والتي تحتاج إلي التنفيذ فقط!! فنحن لسنا في احتياج تشريعات ونصوص تجريمية جديدة بقدر ما نحتاج إلي تفعيل النصوص القائمة وتطبيقها بحزم علي من تسول له نفسه العبث بأمن مصر ومواطنيها!! وأما عن الفراغ السياسي فحدث ولاحرج فالكل علي المسرح السياسي يتسابق من أجل الحصول علي النصيب الأكبر من الكعكة دون النظر إلي الحالة المترهلة والمذرية التي عليها البلاد حالياً والتي سوف تنذر بعواقب وخيمة سوف تطول معها الفترة المرَضيه لمصرنا الحبيبة !! فالملعب السياسي حالياً انحسر في مجرد حوارات سياسية دخل معها المواطن المصري في حالة توهان من سيحكم مصر ومن سوف يسيطر علي البرلمان ومن الرئيس القادم لوزراء مصر وهل سيتربع التيار الديني علي قمة الهرم السياسي أم التيار الليبرالي أم هناك تيارات أخري سوف تظهر علي المسرح الكل ينشغل حالياً في النظر إلي أشخاص بعينهم وأيضا قوي سياسية وأحزاب دون النظر إلي الهدف الأسمي وهو إنقاذ مصر وشفائها إقتصادياً وإجتماعياً!! فمصر تتألم لأن هناك يدا خفيه تريد العبث بها وهذه اليد لا تريد بناء مصر الجديدة فهل هناك من يشعر بهذا الألم اللعين يا أرض الكنانة وهل من مصري بحق يسأل نفسه لماذا تتألمين يا مصر؟! من هنا بات ضرورياً أن نعي جميعاً أن مصر في خطر ولن يقف ضد هذا الخطر سوي عودة هيبة الدولة من خلال عودة الثقة للجهاز الأمني وتوحيد القوي السياسية نحو هدف واحد هو إعلاء قيمة الوطن دون النظر إلي الأطماع الشخصية. وفي النهاية " قد تمرض مصر قليلاً لكنها لن تموت فإرادة الله وحمايته لها تحول دون تحقيق ذلك وأصالة شعبها وقيمة ترابها تأبي إلا أن نموت جميعاً من أجل أن تحيا مصر".