بات ضرورياً في إطار هذه الظروف الحياتية الخطيرة التي تمر بها مصرنا الحبيبة الآن أن نعي جيداً أننا بحق في خطر وأن البلاد علي حافة الهاوية وأن مصر لن تتجاوز تلك المرحلة إلا برجالها الأوفياء الذين يعملون من أجلها لا من أجل شيء آخر غير ذلك !! فمصر تريد الآن من يريد العيش فيها بحلوها ومرها لا من يريد حلو العيش فيها فقط ليكون له سكنا مطمئنا في بلد آخر يحلو له ختام حياته فيها !! وبعبارة أخري مصر تحتاج إلي رجال يعيشون فيها من أجل شرف الموت بأرضها الطاهرة وهؤلاء الرجال الذين يعون جيداً معني وقيمة تراب مصر هم القادرون علي العبور بمصر في تلك المرحلة الخطيرة إلي بر الأمان !! وتعالوا نعرج معاً في ظل هذا الإطار الذي نتحدث فيه إلي الإعلام ودوره في تلك المرحلة وهو الدور الأهم علي الإطلاق سيما في تلك المرحلة الانتقالية التي تحتاج إلي إعلام يحافظ علي تلك الثورة العظيمة ويحميها من أصحاب الأجندات الخاصة الذين يحاولون اختطاف ثمارها سواء من أجل مصالح خاصة بهم أو من أجل صالح آخرين والمقصود بذلك دول أخري تريد أن تكون مصر كذلك !! وفي إطار الحديث عن دور الإعلام دعونا نطرح معاً عدة أسئلة ونترك الإجابة عنها للقارئ للوصول لما إذا كان الإعلام في مصر يلعب الدور المنوط به لحماية تلك الثورة أم أن الإعلام يقوم بدور آخر غير ذلك!! وأما عن تلك الأسئلة فهي تتحدث عن غاية الإعلام حالياً ومن الذي يدير الحوار الاعلامي عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومع من يدار هذا الحوار ؟ ومن هم أصحاب الأقلام عبر وسائل الإعلام المقرؤة؟ وهل يعمل الإعلام من أجل نفسه فقط ؟ وبمعني أخر هل تُعبر كل قناة إعلامية عن صاحبها ؟ وهل يتحدث كل اعلامي عن نفسه ويأتي بمن يتحدث لصالح هذا أو ذاك ؟ وهل من مصلحة الإعلام أن تكون اللغة السائدة والتي يتم إبرازها إعلاميا هي لغة الصوت العالي ؟ أم أن الإعلام يعلم أن له دورا أخري يحتاج أن يلعبه في هذا الوقت الهام التي تمر به مصرنا الحبيبة وهو دور يحتاج ثقافة خاصة لدي من يدير الحوار الاعلامي ومن يخاطب بهذا الحوار وهي ثقافة البناء التي تحتاج رجالاً كما سبق أن ذكرت يحدوهم دائماً وأبداً حلو العيش بمصرنا الحبيبة من أجل الموت بها ولن تتحقق تلك الثقافة إلا بهؤلاء الرجال من إعلاميي مصر الذين يتوجهون بالإعلام نحو ما تريده مصر الآن فلا يكون الحديث الاعلامي إلا في مقام التخصص فيكون هناك خبراء متخصصون يتحدثون عن كيفية استغلال تلك الثورة في رسم خارطة طريق للإنسان المصري مستقبلا في جميع المناحي الحياتية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وقانونيا فالشعب يريد حوارات إعلامية من متخصصين في هذه المجالات يعلمون بما يتحدثون وأن تكون لديهم أفكار تصبو دائماً وأبداً إلي تحقيق هدف واحد وهو نحو مصر الأفضل !! وفي النهاية فالشعب يريد إعلاما جيداً يعمل جاهداً من أجل مصر وحدها فقط ليكون طارداً لثمة إعلام يعمل من أجل أهداف أخري ليس من بينها مصر !!