في جريمة تهزّ الأركان وتكشف عن خيانة الأمانة، أسدلت محكمة جنايات الزقازيق الستار على قضية مؤلمة، بطلها معلم خان شرف مهنته، وضحيتها طالبة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها. القضية التي تحوّلت من قاعة درس خصوصي إلى أروقة المحاكم، انتهت بصدور حكم بالسجن 10 سنوات على معلم اعتدى على طالبته وتسبب في حملها، في واحدة من أبشع صور استغلال السلطة والثقة. خيانة الأمانة.. قصة درس تحول إلى كابوس لطالما كان المعلم رمزًا للعلم والأخلاق، ومصدرًا للثقة والأمان في نفوس الطلاب وأولياء أمورهم. لكن في مدينة العاشر من رمضان، تحطمت هذه الصورة المثالية على صخرة واقع مرير. كانت الطالبة "ج.أ"، البالغة من العمر 16 عامًا، تسعى كغيرها من الطلاب إلى التفوق الدراسي، فقررت عائلتها الاستعانة بمعلم متخصص ليساعدها في فهم دروسها. وقع الاختيار على المتهم "أ.ع" (43 عامًا)، وهو مدرس مقيم بمركز الزقازيق، ليقوم بإعطائها دروسًا خصوصية. لم تكن الفتاة تدرك أن من وثقت به عائلتها ليعلّمها، سيستغل براءتها وصغر سنها أبشع استغلال، فبعيدًا عن أعين الرقابة، وفي فضاء منزله، استغل المعلم سلطته ك"مُربٍّ" ليعتدي جنسيًا على الفتاة، دون استخدام قوة أو تهديد، مستغلًا هشاشة وضعها النفسي والثقة المطلقة التي منحتها إياه، لم تكن الجريمة وليدة لحظة عابرة، بل كانت نتيجة استغلال ممنهج لأضعف الروابط وأقدسها، رابطة المعلم بتلميذه. - حمل ينهي مستقبلًا واعدًا لم تتوقف المأساة عند حدود الاعتداء، بل امتدت لتخلّف عواقب وخيمة: حمل الفتاة. هذه النتيجة الصادمة كانت بمثابة صدمة مزدوجة، كشفت عن حجم الجريمة، وأسدلت الستار على أي أمل في أن يكون الاعتداء مجرد لحظة عابرة من الضعف. وتحولت أحلام الفتاة ومستقبلها الدراسي إلى كابوس، وجعلها تحمل نتيجة جريمة لم تكن طرفًا فيها سوى كونها الضحية. لم يعد همها النجاح في الامتحانات، بل مواجهة واقع قاسٍ وصدمة نفسية لا يمكن أن تندمل بسهولة. بعد اكتشاف العائلة للجريمة المروعة، تحولت القضية من سر مؤلم إلى قضية رأي عام. تقدمت العائلة ببلاغ للجهات المختصة، وبناءً على التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، تم إحالة المتهم "أ.ع" إلى المحاكمة الجنائية بتهمة التعدي على المجني عليها "ج.أ" والتسبب في حملها. - العدالة تنتصر.. حكم رادع يحمي المجتمع بعد تحقيق موسّع، ورد في أمر الإحالة أن المتهم اعتدى على المجني عليها جنسيًا، ما أدى إلى حملها. وبعد جلسات محاكمة، وبإجماع آراء أعضائها، أصدرت محكمة جنايات الزقازيق الاستئنافية، برئاسة المستشار أحمد سليمان الجمل، حكمًا قاطعًا بالسجن لمدة 10 سنوات على المعلم. - دور الأهل في مراقبة الأبناء هذا الحكم ليس مجرد عقوبة، بل هو رسالة واضحة للمجتمع، تؤكد أن أي خيانة للأمانة أو استغلال للسلطة لن يمر دون عقاب رادع. وتسلط القضية الضوء على ضرورة الحذر وتأكيد دور الأهل في مراقبة أبنائهم، خاصة في الدروس الخصوصية، التي أصبحت في بعض الأحيان مساحة خالية من الرقابة، مما قد يجعلها مرتعًا لمثل هذه الجرائم البشعة.