«غدر الجارة».. كيف سلبت يد القسوة حياة طفلة في الشرقية؟ (فيديو)

أسدلت محكمة جنايات الزقازيق،اليوم،الستار على جريمة قتل بشعة هزت قلوب الجميع في محافظة الشرقية، حينما سقطت الطفلة «يارا . ه . م» 8 سنوات ضحية للوحشية في أبشع صورها، لتتحول حياة أسرة بسيطة إلى مأساة لا يمكن تصوّرها، عندما فقدت أغلى ما تملك في لحظة غدر.
الواقعة: قسوة لا تُحتمل
في يناير 2024، تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية، بلاغاً يفيد العثور على جثة الطفلة «يارا» البالغة من العمر 8 سنوات،ملقاة فوق سطح منزل مجاور لمنزل أسرتها في إحدى قرى مركز أولاد صقر، وكان الخبر الذي تردد حينها في أرجاء القرية صادما للجميع، وسط تساؤلات عدة منها كيف لطفلة صغيرة في عمر الزهور أن تنقض عليها يد قاسية فتسلب منها حياتها بتلك الطريقة البشعة؟،وكيف يمكن أن تموت الطفلة التي كانت تشع بالحياة في لحظة غرور وقسوة غير مبررة؟
جريمة مستفزة للوجدان
كشفت التحقيقات تفاصيل الجريمة، التي فاقت كل حدود العقل، وكانت المتهمة في تلك الواقعة هي «نانسي.. م» 19 عامًا، ربة منزل، جارة أسرة الطفلة،والغريب في الأمر أن المتهمة قامت باستدراج الطفلة إلى منزلها بحيلة زائفة، إذ أوهمتها بأنها ستكافئها بشيء تحبه، لتبني بذلك حاجزًا من الثقة بين الطفلة والمجرمة، فابتعدت الطفلة عن أسرتها دون أدنى شك.
لكن ما جرى بعدها كان أسوأ من أي كابوس،بمجرد دخول الطفلة إلى منزل الجانية، تحولت الصورة إلى جريمة بشعة، فقد قامت المتهمة بخنق الطفلة باستخدام غطاء رأس نسائي، ثم تركت روح «يارا» تذهب في صمت مؤلم، تاركة وراءها جثة لا يمكن أن تكون قد انتقلت بسلام.
والأكثر صدمة في الأمر أن المتهمة لم تكتفِ بذلك، بل أقدمت على سرقة قرط الطفلة الذهبي، وهو ما يعكس أن جريمة القتل لم تكن مجرد عاطفة فجائية، بل كانت مدفوعة بنية الجشع واللامبالاة بالروح الإنسانية، ثم قامت بالتخلص منها على سطح منزل مجاور لإبعاد الشبهات والشكوك حولها.
إجراءات قانونية حاسمة
أحالت النيابة العامة المتهمة للمحاكمة الجنائية، وتداولت الدعوى بالجلسات، وبجلسة اليوم استمعت هيئة المحكمة لدفاع المتهمة، ومرافعة النيابة العامة التي استفاضت فيها قائلة « أن المجني عليها طفلة لم تنعم بطفولتها، وراحت ضحية من أجل حفنة من المال، وانظروا إلى والدتها المبطونة والتي تعاني من مرض خبيث، ووالدها المغترب خارج البلاد من أجل السعي على الزرق، لتأتي المتهمة متلبدة من المشاعر منعدمة الرحمة، وقد أبصرت المجني عليها تلهو، وقد وسوس لها الشيطان واستدرجت المجني عليها وسرقت قرطها الذهبي وأنهت حياتها، وقد تركت الأمان لمن تفوح منه روح الغدر والخسة، وقامت بخنقها وكتم أنفاسها مصرة على أفعالها».
واستكملت النيابة مرافعتها في تلك القضية قائلة «أن المتهمة لم تترك ضحيتها إلا أن فاضت روحها إلى بارئها، ولم ينتهي بها الأمر إلى ذلك الحد بل تخلصت من جثتها بطريقة بشعة بأن حملتها وصعدت بها إلى سطح العقار، وألقت بها من أعلى المنزل إلى السطح المجاور معتقدة زوال الشبهات عنها، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد ارتكبت واقعة نكراء تجردت فيها من كل مشاعر الإنسانية، وطالبت النيابة العامة توقيع أقصى العقوبة على المتهمة وهى الإعدام شنقاً، لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه إرتكاب مثل تلك الجرائم».
القاضي للمتهمة: أنتي أكثر من ظلم نفسه في هذه القاعة
وقبل صدور الحكم وجه رئيس المحكمة كلماته للمتهمة قائلاً:« وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، فأنتي أكثر من ظلم نفسه في هذه القاعة، فالمجني عليها كانت بمثابة عصفور من عصافير الجنة، وأن والداها ووالدتها ثكلى ومكلوم ولكن في النهاية سوف تأخذ بأيديهم إلى الجنة، أما أنتي فأكثر من ظلم نفسه بنفسه».
إحالة أوراق القضية لفضيلة مفتي الديار المصرية
قررت محكمة جنايات الزقازيق،برئاسة المستشار أسامة أحمد الحلواني، وعضوية المستشارين إسلام منصور الحفناوي،وهاني صلاح الدين الخواجة، ومحمود محمد غنيم، وأمانة سر أحمد نصر،وإسلام محجوب، وبإجماع الآراء بإحالة أوراق القضية رقم 2001 لسنة 2024 جنايات أولاد صقر، والمقيدة برقم 163 لسنة 2024 كلي شمال الزقازيق،والمتهم فيها ربة منزل بقتل طفلة لسرقة قرطها الذهبي بإحدي قري مركز أولاد صقر، لفضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي بشأن إعدامها، وحددت هيئة المحكمة جلسة اليوم الثاني من دور فبراير للنطق بالحكم.
فرحة أسرة المجني عليها بعد الحكم
شهد محيط محكمة جنايات الزقازيق،زغاريد ودموع منهمرة من قبل أسرة الطفلة المجني عليها تعبيراً عن فرحتهم بقرار إحالة أوراق المتهمة لفضيلة المفتي، مؤكدين ثقتهم الكبيرة في قضاء مصر العادل والناجز، وقال والد المجني عليها اليوم تهدأ ابنتي في قبرها بعد رجوع حقها وسوف نأخذ عزائها، مقدماً الشكر للقضاء المصري الشامخ.