انعقد المؤتمر السنوي الثاني لقسم الباثولوجي تحت رعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية الطب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، بمشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب. شهد المؤتمر حضور الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ممثلًا عن العميد، الدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور محمد هجرس، مستشار العميد للحوكمة، الدكتور هاله نجيب رئيس القسم إلى جانب أساتذة القسم ولفيف من الحضور. وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عمر عزام حرص الكلية على دعم كافة الأقسام الأكاديمية والبحثية بما يعزز دور قصر العيني في خدمة المريض والمجتمع، مثمنًا ما يحققه قسم الباثولوجي من إنجازات متتابعة في مجال التشخيص والبحث العلمي. وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر يعكس التزام الكلية بتطوير التعليم الطبي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين التخصصات المختلفة بما يحقق الاستفادة القصوى للمرضى والطلاب على حد سواء. ثم ألقت الأستاذة الدكتورة هاله نجيب كلمتها، معربة عن فخرها بانعقاد المؤتمر في رحاب قصر العيني، مؤكدة أن تاريخ الكلية يمثل جزءًا أصيلًا من تاريخ مصر وحضارتها الإنسانية. وأضافت أن قسم الباثولوجي منذ نشأته ظل "همزة الوصل بين المريض والطبيب، وبيتًا للعلم والدقة والانضباط والإخلاص"، مشيرة إلى أن القسم خرّج أجيالًا من الأطباء والعلماء الذين حملوا رسالته داخل مصر وخارجها. واستعرضت الدكتورة هالة أبرز إنجازات القسم، وفي مقدمتها إعادة هيكلة متحف الباثولوجي وتحديث مقتنياته ليصبح مركزًا علميًا مرجعيًا فريدًا، والشروع في افتتاح وحدة Molecular Pathology لدراسة الأمراض على مستوى الجزيئات وتشخيصها بدقة وفق أحدث الأساليب العالمية، فضلًا عن التوسع في استخدام الباثولوجي الرقمي والتشخيص الجزيئي بما يواكب مفهوم الطب الدقيق. كما أشارت إلى تجديد كتاب القسم في إطار خطة تطوير المناهج، وإلى الجهود المبذولة للسيطرة على المدد الزمنية لتشخيص الحالات وتطوير الوحدات التخصصية المختلفة بما يخدم البحث العلمي والتعليم الطبي. وأكدت أن هذه الإنجازات ما هي إلا ثمرة تعاون وجهد جماعي بين الأساتذة والباحثين والطلاب، مضيفة: "نحن لا ننظر إلى الوراء إلا بعين الاعتزاز، وننظر إلى الأمام بعين الأمل والطموح، مستندين إلى إرث عظيم غرسه أساتذتنا الرواد، ومؤمنين برسالتنا نحو المستقبل." وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسات علمية وحلقات نقاشية حول أحدث التطورات في علم الباثولوجي، إلى جانب تكريم الرواد الذين أسهموا في تأسيس القسم وبناء مكانته العلمية المرموقة. وفي ختام المؤتمر، طرح القسم رؤيته المستقبلية التي تستهدف تعزيز مكانته كمركز إقليمي للتميز في مجال الباثولوجي، من خلال التوسع في الوحدات التخصصية وتطوير المعمل الرقمي بأحدث التقنيات، وإصدار إحصاءات سنوية للأمراض وعلى رأسها السرطان دعمًا للمبادرات الصحية الوطنية، فضلًا عن التعاون مع الجامعات الأجنبية عبر الإشراف المشترك وتبادل الباحثين، وإنشاء مركز بحثي للباثولوجيا الرقمية يخدم شباب الباحثين في الجامعات المصرية. كما أكد القسم حرصه على أن يكون ركيزة أساسية في ترسيخ مفهوم الطب الدقيق Precision Medicine، بما يضع قصر العيني في مصاف المؤسسات الطبية الرائدة إقليميًا ودوليًا.