بالدموع ودع اهالى بورسعيد الضابط الشهيد كان أمس يوما حزينا في بورسعيد عندما خرجت برجالها ونسائها وشبابها وهم يذرفون الدموع الحاره في جنازة الشهيد النقيب عمرو الغضبان وقد أكتست المدينه بالحزن ولم يعلو فيها صوت أمس علي صوت القرآن الكريم الذي أنبعث من الأماكن العامه حدادا علي روح الشهيد, وقد وصل جثمانه الي بورسعيد بعد ظهر أمس من مدينة العريش ملفوفا بعلم مصر وشارك الألاف في صلاة الجنازه التي أقيمت بمسجد لطفي شباره وشاركت قيادات بورسعيد وقيادات الشرطة والقوات المسلحه وزملاء الفقيد مع الآلاف في تشييع الجنازة وهم يرددون إنا لله وأنا اليه راجعون , وحسبني الله ونعم الوكيل. ولم يكن هناك في مشهد الجنازة أصعب من حال والده المصاب بالصدمه والأصعب من ذلك والدته التي أصرت علي وداعه وتقبيله قبل خروجه من المسجد وبكي الجميع معها في هذا المشهد الصعب. كم كان سرادق العزاء قبلة أهل بورسعيد وأستمر لساعات طويله ليتمكن الجميع من تقديم واجب العزاء والشهيد النقيب عمرو الغضبان توقف عمره عند العام 23 وهو الأبن الوحيد وسط ثلاث بنات هو أصغرهم مع شقيقته الثالثة التوأم وتميز طوال عمره رغم قصره بالخلق الرفيع والمحبه التي يكنها له كل ما يعرفوه بأخلاقه وخفة روحه وقد عرف بالالتزام منذ تخرجه وإيمانه الشديد بوطنه وإستعداده دائما ليفتديه بروحه لإقرار الأمن والسلامه لأبناء مصر كلهم. وقد ألحق للعمل بمنطقة العريش بقوات الأمن المركزي منذ أكثر من عام وتعرض أكثر من مرة لمواقف خطيرة في التعامل مع العصابات المسلحة هناك ورغم الضغوط والتوسلات التي تعرض لها من أسرته وأقاربه لينتقل الي مكان آخر أكثر أمانا بعد أن أدي دوره كاملا في العريش إلا أنه رفض ذلك بشده وصمم علي الاستمرار بمدينة العريش وكم كان غريبا كما يقول العميد عادل الغضبان عم الشهيد أنه كان يتمني الشهاده في سبيل الله وفي سبيل الوطن وفي آخر أجازه له منذ أسبوع فاجأ والدته وهو يودعها قبل الرحيل أنه يتوقع ويستشعر أن هذه آخر أجازه له وأنه سينال الشهاده التي طالما تمناها ومنذ أسبوع قبل حادث استشهاده كان يتصل وبكثافه علي غير العاده بكل أسرته وحتي قبل خروجه الي العملية الاخيرة بعشر دقائق وكأنها كانت رسائل الوداع منه لأسرته..وحياة الشهيد عمرو الغضبان تجسد حياة بطل ترك ورائه لوعه وحزن لا يقدر لكل من عرفوه فقد أتم خطبته علي فتاة أحلامه منذ عام وقام والده منذ فترة قصيره بشراء عش الزوجيه له وبدأ الشهيد في إعداد العش الذي كان ينوي دخوله في صيف العام القادم ولكن عصابات الاجرام قضت علي فرحة أسرة وشاب في عمر الزهور وقد طلب أهل وأقارب الشهيد وجيرانه ومعارفه توصيل رساله لكل المسئولين في مصر بالتعامل في منتهي الشدة والحزم للقضاء علي عصابات الأجرام التي تودي بحياة هؤلاء الشباب الأطهار مثل عمرو الغضبان وأكدوا بأنهم لم تهدأ النيران المشتعله في قلوبهم إلا بعد القبض علي القتله المجرمين وتنفيذ حكم الاعدام فيهم.