مللت الكتابة عن المليونيات وتوابعها وعن ميدان التحرير وأحداثه لأن زمن القراءة وليّ وأصبحت الكتابة في الفن والرياضة لها صدي كبير لدي القراء واخترت اليوم الكتابة عن الزمالك وماذا فعل به الزمن؟ لا أدري لماذا نادي الزمالك هو الوحيد في مصر المبتلي بأولاده دائما قبل أعدائه.. أحشاؤه تخرج الي الاعلام بكل انواعه.. الكل يتسابق في صراع الفضائيات علي نشر هذه الأخبار.. ومنذ زمن بعيد والنادي يعاني من أولاده.. مجرد أن يخرج ابن الزمالك من النادي إلا وفتح ابواب جهنم عليه. وعلي من بداخله. ولا أدري لماذا الزمالك بالذات وليس الأندية الأخري. إنه يعاني بقسوة من الجحود ونكران الجميل. أولاده جرجروه الي المحاكم.. الكل خلف خلاف.. البعض يعتقد أنه علي صواب.. والآخر علي خطأ.. الكل يطعن في الآخر ويعتقد انه الملاك الطاهر والآخر هو الشيطان الرجيم.. لقد حولوا النادي الي خرابة تعشش فيها الغربان وهم سعداء ببطولات الأهلي الواحدة تلو الأخري.. فبدلا من قيادة الزمالك الي منصة البطولات.. قادوه الي منصة القضاء الكل يطعن في الكل.. هذا مزور.. وهذا مختلس.. والضحية فرق النادي ومشجعوه. حتي الكابتن حسن شحاتة أحسن مدير فني مصري علي مر العصور يرفض حتي الآن التوقيع علي عقد تدريب الفريق. وترك الاشاعات تنهش في جسد النادي.. وكأن الدنيا ناقصة اشاعات.. يا عمي وقع وخلصنا أو اترك الفريق وخلصنا ايضا!! حتي الاحتفال بالمئوية.. شككوا فيها وبعدم قدرة النادي علي الوفاء بها.. وعندما أتوا بأتليتكو مدريد الاسباني.. صرخ اولاد النادي بأنه من فرق المؤخرة في الدوري الاسباني وانه لا يرقي الي مستوي الحدث.. وعندما نجح المهرجان بسبب الجمهور العظيم غضب البعض بسبب عدم دعوته أو التكريم بالشكل الذي يناسبه لدرجة أن البعض قام بمظاهرة ضد قيادات النادي. واستمرارا لسياسة »الكل خلف خلاف«. أتي الدور علي لاعبي كرة القدم. واعلنوا التمرد أو الحصول علي مستحقاتهم.. لم يرحموا النادي في عثراته وانقضوا عليه مثل الذئاب المفترسة.. هذا يهدده بفسخ العقد وهذا باللعب للأهلي والآخر بالسفر الي بلجيكا.. انها فوضي. الكابتن عمرو زكي يتقاضي اكثر من 5 ملايين جنيه في الموسم.. ماذا قدم للنادي من بطولات.. جميع لاعبي الفريق.. ماذا قدموا من بطولات خلال 8 سنوات مضت.. إنها بطولة كأس عرجاء. أليس لديهم احساس.. لقد تبلد احساسهم.. هدفهم المادة.. والمادة فقط بغض النظر عما يعانيه النادي وعما تتحمله جماهيره العظيمة.. يا أولاد الزمالك تعلموا من الأهلي الحب ونكران الذات والحفاظ علي أسرار النادي داخل الغرف المغلقة بدلا من الفضائيات والصحف حتي تحصلوا علي انجازات مثل الأهلي أو علي الأقل مجاراته في بطولاته. قبل الختام.. الكابتن فاروق جعفر نجم الزمالك القديم.. لمن لا يعرفه من جيل الشباب المشجعين لكرة القدم.. عليهم ان يعرفوا الاسم الذي أطلقه عليه استاذنا نجيب المستكاوي.. وهو لقب فاروق أوناسيس.. نسبة الي المليونير اليوناني أوناسيس لأنه كان لا يلعب الا بعد الحصول علي المال واسألوه لماذا هرب الي امريكا للاحتراف في نادي كوزموس الامريكي.. ولكنه فشل وعاد الي الزمالك واخذ حقه بالكامل.. واسألوه لماذا لم يحضر احتفال المئوية.. لأنه كان في الاستديو الذي يتقاضي منه الملايين وفضّل عدم حضور المئوية »البلوشي«.