السؤال الذى يفرض نفسه الآن هو : هل يمكن أن يمر موضوع لافتات الخيانة التى كتبت ضد نادى الزمالك مرور الكرام؟ هل فعلها الصغار وسيقع فيها الكبار؟ وهل هى جريمة ترقى إلى تهمة تكدير السلم العام للمصريين، أم هى جنحة مباشرة؟، أم قضية رياضية تحولت إلى قضية سياسية خطيرة؟ ■ أو هى أخطر من ذلك لأنها تحمل فى طياتها قضية عنصرية ودينية، وترقى إلى اتهام الآخرين بالخيانة العظمى التى تستحق الإعدام. وقد تتبع هذه الأسئلة، أسئلة أخرى تدور حول لماذا هذا الصمت الرهيب؟ ولماذا هذا الضعف من الاتحاد المسؤول؟ ولماذا سمح المسؤولون عن الأمن بدخول هذه اليافطات المسيئة مع أنهم لا يتساهلون فى دخول زجاجات المياه المعدنية وعلب عصائر الفواكه، فكيف إذن دخلت هذه اليافطات؟ هل دخلت فى الليلة السابقة على المباراة؟ أسئلة لن نجد لها أجوبة ولا حتى يوم القيامة، لأنه باختصار لا أحد يهتم! حضرات القراء.. فى ظنى أن أضعف الإيمان فى مثل هذه الموضوعات الخطيرة أن يفعل بعضنا ما يفعله العرب عند الاعتداءات الإسرائيلية من الشجب والاحتجاج إلى إصدار بيانات عنترية تعترض على ما تم يوم المباراة. لم نقرأ كلمة واحدة تحمل عبارة من عبارات الشجب، سكتت إدارة الأهلى عن الكلام المباح وغير المباح، ونقلت المسؤولية إلى مرتكبى هذه الأفعال، فقط زاد احترامى للمهندس القيعى - الذى أكنُ له كل تقدير واحترام، حيث أعلن عدم رضاه عما حدث وللأسف كان رأيه شخصياً ولا يمثل النادى الأهلى. أما اتحاد الكرة فقد اتعزّم وشاط الهواء وسدد خارج المرمى، مجرد شوطة هايفة انتهت بغرامة أهيف، والحقيقة أننى لم أكن انتظر تحركاً إيجابياً لا من الاتحاد ولا من لجنة المسابقات المسؤولة والضعيفة، لأن رئيسها دائماً يقول إنه يتحرك على ضوء لائحة لا يستطيع أن يخرج عنها، يا سلام يعنى ماذا كان سيحدث لو أخذ قراراً أشد ورفعه للاتحاد ووضعه فى وضع محرج، ولكن كيف يفعل ذلك وهو سعيد بهذا المنصب الذى وضعوه فيه، ولم يكن يتوقعه وأنا دائماً رأيى فى الرجال أنه إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يملأ مكانه وإذا كان يخاف فلا يستحق أن يستمر فى موقعه. وطالما قالوا وقلت معهم إن أكبر نقطة ضعف فى هذا الاتحاد هى لجانه، وإن الاتحاد عبارة عن تروس أهمها هذه اللجان، فبالله عليكم لماذا لا يختارون رؤساء اللجان أقوياء خصوصاً أن بعضها يحاكم أندية مصر ويحاكم اللاعبين النجوم. لماذا لا يختارون أناساً لهم «طلة وهيبة».. أسماؤهم مجرد ذكرها يجعل الذين يفكرون فى الخطأ يتوقفون عنه، مطلوب ناس أصحاب قرار لا أشخاص يمسكون العصا من المنتصف، ولعلى أتساءل الآن عن أسباب تمسك الكابتن مجدى عبدالغنى برئاسة لجنة شؤون اللاعبين ربما سببه عدم قناعته برؤساء اللجان الحاليين. لماذا لا يختارون شخصيات عامة لها ثقلها من المحايدين، الذين يحبون كرة القدم ويريدون تقديم خدمات لها بكل حب؟ اللجان هى قلب الاتحاد النابض الذى يحتاج إلى دم طازج قد يصله من خلال مثل هذه الشخصيات. حضرات القراء.. هناك سؤال يتردد وهو: لماذا يخاف الاتحاد من الأندية؟ وهو سؤال ينطبق على كل الاتحادات السابقة؟ وكيف يمكن أن يرتدى الاتحاد ثوب الشجاعة للمواجهة، متى سيتقمص شخصية أسد ثائر أو نمر مفترس، ومتى ستختفى عنه روح الغزال الذى يخاف من خياله. الشجاعة مطلوبة فى كل مكان دون كباية «بوظة» أو شفطة «سبرتو» ولا شوية «كُلة» بضم الكاف، هذا هو مفهوم الشجاعة بوجه عام، متى تأتى وكيف تظهر؟ علمى علملك والعلم عند الله سبحانه وتعالى. عزيزى القارئ.. تُرى من الذى فكر وهندس ومخمخ وأخرج هذه اللافتات. هل هو إنسان عبقرى موهوب أم هو إنسان فى صورة شيطان هداه تفكيره الجهنمى إلى كتابة هذا الكلام الذى يعنى الاحتقار وعدم احترام المنافس. ما تم يراه البعض أنه قتل مع سبق الإصرار والترصد، ويحمل كماً هائلاً من الكراهية والحقد على المنافس. عزيزى القارئ.. حسن المستكاوى نشرح للقراء تاريخ الناديين، ومنه ظهر أن الذى أسس نادى (المختلط) الزمالك كان بلجيكياً، والذى أسس نادى الأهلى إنجليزياً كما اتضح من الصورة التى نشرها بجريدة «الشروق». ويتبقى السؤال.. نحن وكرة القدم إلى أين؟ هل سيكون ما حدث هو آخر الأحداث أم أن القادم أشد.. هل سيغلق الملف؟ أم ستزداد الأمواج داخلياً فى المدرجات وفى أقسام الشرطة وخارجياً فى الفيفا. ويا حضرات عقلاء وحكماء الأهلى والزمالك هوه صحيح حضراتكم فين!! ملحوظة: أى تعليق لا يعجبه هذا المقال إذن صاحبه يوافق على ما حدث. مشاعر ■ الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء.. جميل أن يهتم بالمجتمع المدنى بلقاءاته مع المجلس المصرى للشؤون الأفريقية والمجلس المصرى للشؤون الأوروبية.. لى عتاب رقيق، وهو لماذا يطلب لقاء المجلس المصرى للشؤون الأفريقية الذى يقوم بدور كبير.. يمكن الرجوع إلى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزيرة فايزة أبوالنجا لمعرفة هذا الدور.. مطلوب تقوية دور مؤسسات المجتمع المدنى بأفريقيا وتعظيم دور المجلس.. هل هناك أمل فى لقاء؟.. ■ الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد الجديد.. جاء بأحلام واسعة فهل سيكون نقطة تحول فى تاريخه.. هل سيساعده الوفديون والمتعاطفون معهم، والأهم هل تريد الحكومة والحزب الوطنى تعاظم دور الحزب؟ الأيام ستثبت ذلك أو العكس. ■ الدهشورى حرب/ زاهر/ أبوريدة.. خالص الشكر على مبادرة اللواء حرب بإتمام الصلح بين زاهر وأبوريدة، كثيرون يرون أنه صلح الذئب على الحمل، وآخرون يرونه «صلح صورى»، وما فى القلب فى القلب.. رأيى أنه خلاف إعلامى فليس بينهما خلاف على المصالح، زاهر لن يرشح نفسه فى الدورة القادمة، وأبوريدة حصل على الدكتوراه بالوصول إلى الفيفا ولا يريد الحصول على الثانوية العامة برئاسة اتحاد كرة القدم.. إذن لماذا الخلاف؟! ■ المستشار مقبل شاكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان.. شىء يدعو للدهشة أن تكون شكاوى منظمات المجتمع المدنى التى تراقب الانتخابات كلها ضد المجلس وليست ضد الحكومة أو الداخلية أو الحزب الوطنى.. واضح أن المجلس أمير وهادئ ومسالم جداً وإلى أقصى درجة. ■ ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك.. أن يكون نادى الزمالك أو لا يكون يتوقف على حسن اختيار لاعبين يعيدون أمجاد وبطولات الزمالك، لو لم يتم ذلك فإن الزمالك سيدور فى حلقة مفرغة يعيش فيها منذ ست سنوات. ■ الإعلامية لميس الحديدى.. اتهمت مؤسسة «روز اليوسف» بأنها تعودت الهجوم عليها وعلى برامجها بسبب مواقفها من الحريات ومطالبتها بإلغاء الطوارئ. وسخرت من أرقام توزيع «روزاليوسف»، وقالت «أنا لو رئيس تحرير أنتحر» مدام لميس يا جراءتك.. يا شجاعتك.. طيب استلقّى وعدك.. بدون مشاعر المؤامرات فى اتحاد الكرة والأهلى والزمالك والإعلام المؤامرات حقيقة تاريخية كوجود الحياة.. منذ خلق الله سبحانه وتعالى العالم وهى لا تتوقف فى كل العصور والأزمنة، فعلها جدنا الكبير قابيل مع جدنا الكبير هابيل، فعلها الملوك من أجدادنا الفراعنة مع بعضهم البعض، فعلها المماليك الذين حكموا مصر مع بعضهم البعض (قصة شجرة الدر)، وفعلها محمد على مع المماليك فى مذبحة القلعة، كانت شيئاً عادياً بين ملوك العصور الوسطى فى أوروبا لأنها كانت الطريق المضمون للوصول إلى السلطة. رأيناها فى الزمن القديم والوسيط والحديث، لا فرق بين إنسان هذا الزمان أو ذاك، فالطبيعة البشرية داخلها غريزة اسمها غريزة المؤامرة. بالطبع ظهرت فى السياسة والحكم أكثر، دول تتآمر ضد دول، حكومات ضد حكومات، رؤساء ضد رؤساء، شعوب ضد شعوب، أجناس ضد أجناس، ديانات ضد ديانات. حضرات القراء... الشك ونظرية المؤامرة نسمعهما فى جمل مفيدة ليل نهار.. ما فى إنسان تقابله وتسأله عن سبب غضبه أو زعله إلا وحدثك عن المؤامرة التى حدثت له، لا تفرق مع غنى أو متوسط أو فقير، إنسان فى بداية الحياة أو فى أواخرها. قد يراها البعض طوال أربع وعشرين ساعة واثنى عشر شهرا وثلاثمائة وخمسة وستين يوماً. عزيزى القارئ.. نظرية المؤامرة نراها أوضح فى الحياة السياسية، وحدوثها حقيقى لأن السياسة تعنى البحث عن السلطة والمال، وفى سبيلهما يفعل الإنسان أى شىء للحصول على أيهما أو الاثنين معاً. وإذا كان ذلك ممكناً فى السياسة التى تتحرر كثيراً من القيم والأخلاقيات فماذا عن كرة القدم.. لعبة «الفير بلاى» أو اللعب النظيف سواء فى الملعب أو خارجه. كرة القدم فى العالم لها منظومة معروفة ومعترف بها فى كل دول العالم، وفى ظنى أنه من المفروض أن تكون منظومة مصر مثلها أو حتى تشبهها. عزيزى القارئ.. تعالى نأخذها من قاصرها ونفترض جدلاً أن لدينا منظومة كروية فعلاً زى بقية العالم أو حتى طشاش منها، المنظومة تشمل إدارة للكرة، وإدارة للأندية، وحكاماً، ولاعبين، وإعلاماً. إذن كيف الحال، موقع هذه المنظومة من نظرية المؤامرة، فهل لدينا فى كرة القدم هذا النوع من المؤامرة. أنا أقول لحضرتك.. فى إدارة كرة القدم، أى الاتحاد، متعدش، فكل ما نقرؤه ونسمعه يؤكد ذلك. نسمع أن رجال الاتحاد ليسوا متفقين والكل حذر من كله، مما يعنى أن النظرية موجودة فعلاً، وقد ظهرت فى أثناء الانتخابات وبعدها. كالخلاف الحاد الذى نشأ بين أبوريدة والهوارى من جهة ومجدى عبدالغنى وأيمن يونس من جهة أخرى، وقيل إن نتيجة الانتخابات ما هى إلا نتاج مؤامرة تمت بعناية وخبث شديدين. ثم ما سمعنا عن خلاف بين الصديقين زاهر وأبوريدة فى شأن انتخابات الاتحاد العربى التى وُصفت بأنها نوع من الخيانة ضد سمير زاهر. وطبعاً حضراتكم لديكم تفاصيل أوسع من التى لدىّ. طيب ماذا يحدث فى عالم التحكيم؟ يشكو الكابتن محمد حسام باستمرار من موقف الزملاء منه ومن مهاجمتهم للجنة فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. مما يشير إلى أن هناك مؤامرات تدار ضد التحكيم المصرى. عايز كمان؟ خذ عندك ما يحدث فى إدارات الأندية مع بعضها البعض، لا تجد ثقة بين جميع إدارات الأندية، مثلاً يرفع مشجعو الأهلى يافطات مسيئة ضد نادى الزمالك ولا تتحرك إدارة الأهلى وتنفى مسؤوليتها وتنفض يديها عن هؤلاء المسيئين، ثم يصل الأمر إلى أن ما تم، ما هو إلا مغامرة دبرها أحد أعضاء النادى. ناهيك عن التآمر الذى يحدث فى حالات بيع اللاعبين أو التنازل عنهم لصالح ناد على حساب ناد آخر. وآخر المنظومة منظومة الإعلام الرياضى، وهنا الكلام لا ينتهى ولا يتوقف. أكيد أكيد حضرتك وحضراتكم لديكم حكاوى وحكاوى وحكاوى وأمثلة وأمثلة وأمثلة. هذا غير ما يحدث بين النقاد الرياضيين من آراء مختلفة يراها كثيرون أنها مؤامرة من ناقد ضد ناديه لأن له انتماء آخر. وفى هذا الموضوع متعدش، الاتهامات للأسف تطال الجميع ولا تستثنى أحداً. حضرات القراء.. ربما تسألنى فى النهاية: إنته عايز تقول إيه بالضبط، يا سيدى؟ ما الكلام على عينك يا تاجر، فعالم كرة القدم الذى تحبه ملىء بالمؤامرات ومكتوب ومصنوع بكل الألوان.. أبيض على أحمر على أصفر على أخضر. وكله موجود، ونراه بطريقة «الثرى دى» التى رأيناها فى فيلم «أفاتار». من فضلك إياك أن تقول لى إن الكلام ده ما بيحصلش لحسن أزعل منك.. لأبيحصل وستين بيحصل.