أتابع وأنا موجود في أثينا مع الاولمبياد الخاص تفاعلات الشارع الرياضي المصري.. بل وتعرفت الي حد كبير علي الخريطة التي يمكن أن تتحرك فيها الأحداث في الايام القادمة.. جميعا علي يقين بأن المناهضين للائحة ال8 سنوات يتحركون في الخفاء ويضعون لأجندة " دغدغة " مشاعر الجماهير وربط قرار ال8 سنوات بروابط شخصية والخلط الفج والكذب بين الفرد والمؤسسة لخلق أجواء هي صورة طبق الأصل من " أجندة " فلول النظام السابق الذين قاموا ويقاومون التحول من الدكتاتورية والادارة الأبدية الي تداول السلطة وتجديد دماء الأفكار وتدفقها بين أجيال متنوعة.. والدولة ممثلة في المجلس العسكري الاعلي ورئاسة الوزراء مسئولة مباشرة عن حماية ديمقراطية الرياضة من منظومة المصالح والاسترزاق التي سوف تفتح أبواقها الاعلامية لتتحدث في فروع وهوامش وتضلل الرأي العام لتبعده عن أصل وجوهر الموضوع.. وسوف يتحدثون في البرامج عن تضارب قرارات ومواقف المجلس القومي للرياضة ما بين لائحة معدلة سابقة ولائحة معدلة حالية ويجعلون منها الأصل في القضية للوصول الي أجواء تؤدي في النهاية الي اجهاض أكثر القرارات جرأة وثورية في تاريخ الرياضة المصرية. وأيضا سوف يلعبون علي مشاعر الجماهير الطيبة ويقولون أن اللائحة صدرت من أجل ناد واحد ولرجل واحد.. وهو ادعاء باطل واكذوبة تريد أن تثير المشاعر لانه لو أفترضنا ان الاهلي سوف يخسر شخصية محترمة مثل حسن حمدي، فان ذلك لا يعني ان الاهلي يفتقر الي شخصيات محترمة اخري موهوبة اداريا وتنتظر فرصة لكي تعبر عن نفسها. ثم أن الربط بين الفرد والنادي في حزمة واحدة أمر لا يستقيم في الوعي المعروف عن الجمعية العمومية للاهلي ولا يستقيم حتي مع ألف باء الموضوعية والمنطق لان الرئيس الجديد القادم لن يكون زملكاويا ولا اسماعلاويا ولا يقل حبا وانتماء للاهلي النادي العريق الممتدة جذوره في الارض المصرية يرتوي معها الوطنية والمسئولية الاجتماعية والسياسية وهي مباديء لم يحسن الاهلي في السنوات الاخيرة التعامل معها والتعاطي مع قيمها الكبيرة، رغم أنها المصلحة العامة وتقود مصر نحو منظومة رياضية متكاملة تحكمها الاخلاقيات وفي نفس الوقت تحفظ للاهلي خصوصيته في السعي الدائم للبطولات والالقاب التي لم تغب شمسها عنه أبدا علي مدار تاريخة وقت أن كان نجومه محل حب واعجاب جميع المصريين بكل انتماءاتهم بدون أن يستعين بميليشيات تحمية ولوبي الاعلامي ينفذ مخططات جهنمية في الانتخابات وفي القضايا الخلافية حتي أصبحت الرياضة المصرية "خلية سامة " تديرها المصالح ويغيب عنها القانون وتفسد الضمائر.. والهدف معروف أن تبقي هذه المنظومة تسترزق وتجمع الثروات وتواصل شراء ما تستطيع من الذمم. وفي هذا الاطار لابد أن نشير الي أن الحديث عن الاهلي يعكس تقديرا منا لدوره وتأثيره ولانه بالتأكيد أفضل من غيره لان الاندية الاخري شبه غائبة عن مجمتعها والكتابة عنها نوع من أنواع الثرثرة التي لا طائل منها، وهي بالفعل سوف تستفيد من بند ال8 سنوات ربما تتغير دورتها الدموية وتستفيد من تداول السلطة وما تخلقه من منافسة. وقد يسأل سائل : لماذا لا تتحفنا بكلمتين عن الزمالك؟!.. أعتقد أن اجابتي واضحة لمن يتابعون حركة الرياضة المصرية ولا ينجرفون وراء تعصبهم.. أما هؤلاء " الدراويش " الذين لا يسمعون ولا يرون ولا يتنفسون الا تعصبهم.. أقول لهم أن الزمالك نادي أفتقد " شخصيته " منذ أن دخلة الذين لم يضيفوا له شيئا وبحثوا فقط عما سيضيفه الزمالك لهم ماليا وأدبياوأعلاميا.. ودافعوا عن أنفسهم أولا وثانية وثالثا ثم دافعوا عن ناديهم اذا ما اتتهم الفرصة لذلك.. وقع الزمالك تحت قبضة " الغرباء " عنه فأصبحت شخصيته " ممسوخة " ولا تعرف له رأسا من قدم، .. وتنتظر منه موقفا ولا قرارا.. ولذلك أنا أعتبر ما صنعه فريق الكرة الحالي بمدربه المميز حسام حسن معجزة.. ولو أن ظهره مسنودا بقوة وأمان من ناد له شخصية لما أسقط نفسه من قمة الدوري.. كل ذلك يجعل من الحديث عن رد فعل الزمالك للائحة ال8 سنوات مضيعة للوقت فهو لا يعنيه ذلك واذا أراد ان يقول رأيا فهو من باب الرغبة في ان يقول لنا " ياناس انا لسة موجود " هذا بالطبع مع تقديرنا لاي دور وطني قام به النادي في اي حقبة من تاريخه وهو ناديبدأ مسيرته بكفاح مباشر ضد الاستعمار وكان عهد قياداته الشريفة مركز ثقل كبير ضاع الآن. وكان ظنه أيضا انه سوف يستفيد من ال8 سنوات ويتوقع أن يأتي الحل لمعضلة من هذه اللائحة الجديدة. ويبقي الحديث عن المجلس القومي للرياضة.. وقد تمنيت لو كنت في القاهرة وكتبت يوميا ضد موقفه " المائع " من قرار الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بسحب الثقة من مجلس الادارة.. لأعرف ماذا يريد المجلس القوم بالضبط.. حيث سعي من قبل الي التخلص من هذا الاتحاد وعندما حانت لحظة الخلاص الشرعي بدون تشكيك في تدخل حكومي خرج علينا ليقول أن الاجماع غير صحيح ثم انه -أي المجلس- سوف يأخذ رأي الاتحاد الدولي..لا أفهم ابعاد موقف المجلس القومي في شأن اتحاد الكرة.. لكني أفهم بوضوح موقفه من اللائحة المعدلة للمرة الثانية.. ومجرد التعديل مرتين في فترة زمنية قصيرة " عيب" اداري، وكان يجب أن يشمل التعديل الأول كل شيء، بلا حسابات ولا توازنات، الا ان مسئولي المجلس وانا شاهد مباشر علي ذلك- كانوا يرون انه من امتداد ال8 سنوات الي الاندية حتي يكون التغيير شاملا وله قيمة فعلية.. الاانهم وقتها لم يتحلوا بالشجاعة وخافوا من الاهلي، وللأسف هذا الخوف لم يقتصر علي المجلس القومي فقط، بل امتد الي الجهات الأعلي.. وهي مصيبة وفضيحة وقصور شديد في قراءة الواقع حتي شجع ذلك البعض علي النصب والتهديد والاحتماء بالجماهير والجرأة الفجة في تضليل الناس ونشر الفساد نهارا جهارا.. وكثيرا ما صرخنا من هول هذا الفساد والضلال الذي استوطن منطقة الجبلاية كلها دون ان يتحرك أحد، رغم ان الدولة الجديدة هي راعية الاصلاح بعد الثورة فكيف تري معنا الفساد ولا تصلحه؟ الان الثورة قضت تماما علي الخوف.. ولا يعني ذلك أن نتحول الي الفوضي كبديل.. بل شعب حضاري مثلنا من المفترض انه يملك القدرة علي الفرز.. وشجعت الثورة ومبادئها وتحولاتها الجديدة المجلس القومي لكي يصدر لائحة الثورة، فليس منطقيا أن يهتم الدستور والقانون بأسس الديمقراطية علي المستوي العام ثم نطبق نحن دستورا آخر في الرياضة.