هذا هو عنوان الكتاب الذي صدر في طبعته الثامنة للدكتور راغب السرجاني الاستاذ بطب القاهرة ويوزع مجانا في المساجد الكبري والنسخة التي بين يدي حصلت عليها بعد اداء صلاة الجمعة الماضية بمسجد دار الارقم بمدينة نصر. يقول الكاتب لا اعتقد ان هناك قضية اثارت اختلافا بين المفكرين وصراعا بين المحللين في زماننا المعاصر مثل قضية الشيعة! فالبعض ينظر إلي حركتهم علي انها اسمي ايات النضال وانهم نجحوا في قيادة الامة الاسلامية في زمن قلّ فيه الزعماء واخرون يرونهم أبعد الطوائف عن الحق واسرع الفرق إلي الضلال، بل ان فريقا - ليس بالقليل - يكفرهم ويخرجهم من ملة الإسلام!! ثم يستطرد الكاتب في مقدمته قائلا: اننا قبل ان نتطوع بانتقاد المهاجمين أو المدافعين عن الشيعة لابد ان نفهم اولا من هم الشيعة وما جذورهم وما الخلفية العقائدية والفقهية لهم وما تاريخهم وما واقعهم وما اهدافهم واحلامهم وهنا نستطيع ان ندلي برأينا علي بصيرة فعلماء الاصول يقولون ان الحكم علي الشيء فرع من تصوره بمعني اننا لا نستطيع الحكم علي امر من الأمور دون ان نتصوره أو نفهمه. يتطرق الكاتب إلي اصول الشيعة مؤكدا خطأ ما اشتهر عند الناس من انهم هم الذين تشيعوا لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه مدللا علي ذلك بانه لو كان اتباع علي هم الشيعة فهذا يعني ان اتباع معاوية هم السنة وهذا ما لم يقل به احد. ويقول ان الشيعة يرتبطون بسيدنا الحسين رضي الله عنه اكثر من ارتباطهم بسيدنا علي حيث يحتفلون بذكري استشهاده ولا يحتفلون بذكري استشهاد ابيه، والفرقة التي نشأت بعد استشهاد الحسين لم تكن إلا فرقة سياسية تعترض علي الحكم الاموي ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن اهل السنة وما كان القادة الاوائل الذين يزعم الشيعة انهم الأئمة الشيعية إلا رجال من السنة يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السنة. اذن هي فرقة اعترضت علي الحكم الاموي حيث كرر زيد بن علي زين العابدين فعلة جده الحسين في خلافة هشام بن عبدالملك وانتهي الامر بقتله وقام اتباعه بتأسيس مذهب الزيدية نسبة إليه وهو مذهب يتفق مع اهل السنة في كل شيء إلا في تفضيل »علي« علي الخلفاء الراشدين الثلاثة الاوائل، واتباع هذا المذهب منتشرون في اليمن وهم اقرب الشيعة إلي السنة. ايضا الرافضة الذين عرفوا بهذا الاسم بعد أن رفضوا الترحم علي ابي بكر وعمر كما ترحم عليهما زيد بن علي وانشقوا عنه وظهر منهم بعد ذلك من اسس مذهب الاثنا عشرية اكبر مذاهب الشيعة. المهم ان دعوات الاعتراض علي الحكام امويين كانوا أو عباسيين كانت دعوات سياسية وليس بينها اسباب عقائدية كما في منهاج الشيعة الان وهي الدعوات التي وجدت لها مدي واسعا جدا في منطقة فارس في ايران حاليا حيث كان كثير من سكانها يشعرون بالحسرة لذهاب دولتهم الفارسية الضخمة وانصهارها داخل الدولة الاسلامية وكانوا يرون انفسهم اعلي نسبا واعمق تاريخا من العرب المسلمين وظهر قيمة ما يسمي بالشعوبية وهي الانتماء لشعب معين وليس للاسلام واظهر بعضهم حبا جارفا لجذوره الفارسية بكل ما فيهم حتي النار التي كانوا يعبدون. وهكذا اتحدت جهود الشعوبيين الفارسيين مع طائفة الطالبيين الذين طالبوا بحصر الخلافة بين آل البيت، ليتكون كيان جديد بدأ يتبلور ككيان مستقل.. ليس سياسيا فقط بل دينيا ايضا. والحديث يتواصل.