بروكسل - وكالات الأنباء: رغم تعرضهم لخسائر كبيرة في الانتخابات الأوروبية بقي المحافظون والاشتراكيون أكبر كتلتين في البرلمان الأوروبي مع احتواء تقدم اليمين الشعبوي المتطرف الذي حقق نتائج متقدمة في فرنساوإيطاليا في حين يلتقي القادة الأوروبيون اليوم لبحث الخلافات حول تعيينات المناصب الأساسية في الاتحاد. وحسب تقديرات أولية بقي الحزب الشعبي الأوروبي (يمين مؤيد لأوروبا) القوة الأولي في البرلمان لكنه يشغل حاليا 179 مقعدا مقابل 216 قبل الانتخابات. وجاء الاشتراكيون الديمقراطيون في المرتبة الثانية بعد حصولهم علي 150 مقعدا مقابل 185 في الدورة السابقة. وبقي الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديمقراطيون القوتين الرئيسيتين في البرلمان لكنهما فقدتا قدرتهما علي تشكيل أغلبية بمفردهما من أجل تمرير نصوص تشريعية.وأصبح يتحتم عليهما مشاورة دعاة حماية البيئة الذين ارتفع عدد مقاعدهم من 52 إلي 70 بفضل نتائجهم الجيدة في فرنسا وألمانيا، والليبراليين بما فيهم حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين حصلوا علي 107 مقاعد مقابل 69 في البرلمان السابق. وخسر ماكرون أحد القادة الأكثر تمسكا بتعميق البناء الأوروبي، هذه الانتخابات أمام حزب التجمع الوطني اليميني القومي الذي تقوده مارين لوبن في نتيجة يمكن أن تؤثر علي تطلعاته للقارة العجوز. ودعا التجمع الوطني علي الفور إلي »تشكيل مجموعة قوية» في البرلمان تضم المشككين في جدوي الوحدة الأوروبية. وتأمل لوبن تشكيل تحالف يضم الأحزاب القومية والمشككة في أوروبا والشعبوية مع حزب الرابطة بقيادة ماتيو سالفيني الذي تصدر، كما كان متوقعا، النتائج في إيطاليا بحصوله علي حوالي 30% من الأصوات. وتشير التوقعات إلي أن كتلتهم ستشغل 58 مقعدا مقابل 37 في البرلمان الحالي. لكن من الصعب التكهن بتقارب مع المجموعة الشعبوية التي تضم حركة خمس نجوم الإيطالية ويتوقع أن ينضم إليها حزب بريكست المعادي لأوروبا الذي فاز ب31،8 % من الأصوات في بريطانيا، بسبب الخلافات العميقة بين المجموعتين. وتراجع عدد مقاعد اليسار المتطرف من 52 إلي 38 مقعدا. وفي اليونان، أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أنه سيدعو إلي انتخابات مبكرة الشهر المقبل بعد الانتكاسة التي مني بها في الانتخابات الأوروبية والبلدية علي السواء.. وتشير الأرقام إلي أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية هي الأعلي، منذ عشرين عاما، وبلغت 51%.. وعلي مدار 4 أيام دعي 427 مليون ناخب أوروبي إلي التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات، يلعبون خلالها دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية. ومن المقرر أن يعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اليوم قمة للبحث في التعيينات المقبلة، حيث يطالب قادة الحزب الشعبي الأوروبي معتمدين علي فوزهم، بأن يترأس زعيمهم مانفريد فيبر المحافظ المثير للجدل، المفوضية الأوروبية، وهو ما يرفضه الاشتراكيون الديمقراطيون مما ينذر بمفاوضات طويلة وشاقة في السباق الذي بدأ علي المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية.