في تصعيد جديد للتوترات في الخليج، اعترضت ودمرت الدفاعات السعودية فجر أمس صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون الأول فوق مدينة الطائف وكان متجهاً إلي مكةالمكرمة، والآخر فوق مدينة جدة. وقالت صحيفة عكاظ السعودية إن هذا الهجوم السافر يكشف حقيقة التخطيط الإيراني لزعزعة أمن وأمان المعتمرين في ليالي رمضان. وحاول الحوثيون استهداف مكةالمكرمة أكثر من مرة آخرها في يوليو 2017. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أن استهداف منشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية الثلاثاء الماضي كان بداية لعمليات عسكرية ضد 300 هدف حيوي وعسكري. وقال مصدر عسكري حوثي إن الأهداف تشمل مقرات ومنشآت عسكرية في الإمارات والسعودية فضلا عن قواعد تابعة لهما في اليمن.. وفي ظل التوترات التي تشهدها المنطقة منذ بداية مايو الجاري بين إيران من جهة وأمريكا ودول الخليج من جهة أخري، أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار لله أن دول الخليج عززت التنسيق بينها لتوفير إمدادات النفط إلي الأسواق العالمية. ورحب بدعوة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إلي عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في مكةالمكرمة في 30 مايو الجاري. وأكد أن بلاده ستشارك في المحادثات ب»شأن ما تواجهه المنطقة من تداعيات قد تكون خطرة».. جاء ذلك في وقت تعهد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي، مؤكدا أنها مثّلت مشكلة منذ وقت طويل، واتهمها بإشعال الصراعات في الشرق الأوسط. وقال ترامب في مقابلة مع شبكة »فوكس نيوز» الأمريكية »لا أريد حربا مع إيران» لكن لا أريد »إيران نووية» أو »إيران تهددنا». وأضاف أن البنتاجون رصد في بداية رئاسته 15 موقعا لم يكن فيها سوي الحرب وكانت بتحريض من إيران. وهاجم ترامب سلفه الرئيس السابق باراك أوباما بسبب إبرام الاتفاق النووي مع طهران عام 2015 ووصفه بالاتفاق »المرعب». وأشار إلي أن الأموال الضخمة التي تدفقت علي طهران بسبب الاتفاق وصلت إلي 150 مليار دولار. ورأي أن العقوبات المفروضة علي طهران بعد الانسحاب من الاتفاق تؤتي ثمارها، مشيرا إلي أن الاقتصاد الإيراني أصبح »مدمرا».. تأتي تصريحات ترامب بعد ساعات من تغريدة له توعد فيها بتدمير إيران في حال أقدمت علي مهاجمة مصالح بلاده وذلك بعد استهداف قذيفة من طراز »كاتيوشا» المنطقة الخضراء التي تضم سفارات منها الأمريكية ومبان حكومية في العاصمة العراقيةبغداد. وأكدت القيادة المركزية للجيش الأمريكي عدم إصابة أي عنصر أمريكي في الهجوم. وفي تغريدة علي تويتر، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر أنه ليس مع الحرب بين إيران وأمريكا وليس مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع بينهما. وأكد ضرورة أن يرفع الشعب العراقي صوته مندداً بزج العراق بالحرب التي حذر من أنها ستكون »نهاية العراق». من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت أن إذا تعرضت المصالح الأمريكية لهجوم فإن واشنطن سترد وهذا أمر يجب أن يفكر فيه الإيرانيون بتمعن. وأوضح أن الرسالة لإيران هي ألا تقلل من شأن نية الجانب الأمريكي، مشيرا إلي أن الحل هو أن تكف طهران عن أنشطة زعزعة الاستقرار التي تقوم بها في المنطقة.. وفي إيران، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن »ترهات» ترامب عن إبادة بلاده لن تقضي عليها.