كتبت: شيماء محمد "يبدو أن إيران تلعب بالنار وحان الوقت لإيقافها".. كانت تلك إحدى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حرب كلامية بينه وبين المسئوليين الإيرانيين عقب إعلان إيران عن تجربتها الصاروخية الجديدة. منذ أن أعلنت إيران عن تجربة إطلاق صاروخ باليستي جديد، وبدأت آثارها تظهر وتحدث الكثير من الجلبة والتساؤلات، لتنطلق عقب ذلك حرب تصريحات من جانب الطرفين الأمريكي والإيراني. فالجانب الأمريكي يصر على أن قيام إيران بتطوير صواريخ باليستية، يعتبر انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن خاصة القرار رقم 2231 الذي يحظر على إيران تطوير أي صواريخ لمدة ثماني سنوات من تاريخ عقد الاتفاق النووي. وهذا ما تنكره إيران جملة وتفصيلًا، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن تطويرنا للأسلحة الدفاعية غير مشمول بقرارات مجلس الأمن أو الاتفاق النووى، طالما تستخدم للدفاع وليس الهجوم على أي بلد، مؤكدًا على أن التجربة لا تحمل أي رؤوس نووية. استنكار دولي وبعيدًا عن الولاياتالمتحدة، استنكرت عدة دول أوروبية تجربة إيران الإخيرة، فمثلًا فرنسا اعتبرتها تجربة مثيرة للقلق وخطوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بينما اعتبرها "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطوة عدائية من الجانب الإيراني، ودعا في تغريدة على حسابه على موقع تويتر الرئيس "ترامب" لاتخاذ إجراءات مشددة تجاه طهران. ترحيب روسي وعلى العكس تمامًا جاء التعليق من الجانب الروسي مُرحبًا بتلك التجربة، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن "تجربة إيران الصاروخية من حقها ولا تتعارض مع أي قرار من قرارات مجلس الأمن". ومنذ إعلان طهران عن تلك التجربة، وحتى الآن، لم تهدأ نبرة التهديدات من الجانبين الأمريكى والإيراني، حيث صرح وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، أن تطوير المنظومة الصاروخية حق من حقوق طهران المشروعة، ولا يستطيع أحد المساومة عليه سواء من الجانب الأمريكي أو غيره. عقوبات ثم تحولت التهديدات الشفهية إلى عقوبات أقرتها الولاياتالمتحدة على عدة كيانات وشخصيات إيرانية في كلا من لبنان والصين، معللة ذلك بأنم هم من يمدون إيران بالأموال اللازمة لتطوير منظومتها الصاروخية، وجاء الرد الإيراني على تلك العقوبات بإجراء أكبر مناورة عسكرية تضم جميع الأسلحة والصواريخ الإيرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أثناء تلك المناورة، عن كشفها لأول مرة عن منجزاتها التسليحية الجديدة والتي تشمل عدة صواريخ منها (صاروخ فجر 5 وميثاق 3). وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمى" بأن ترامب يتخذ موقف عدائي تجاه طهران، و كان ظاهرًا منذ بداية ترشحه. وأضاف "قاسمي" أن كل ما له علاقة بالشؤون الصاروخية والداخلية لإيران مرتبط بالحكومة والشعب والسيادة الإيرانية ولا يهمنا موقف الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أنه منذ ثلاثة عقود ماضية وإيران تشهد الكثير من تلك التصريحات والمواقف العدائية الأمريكية. وأشار إلى أن العقوبات الأخيرة التي اتخذها ترامب سنقابلها بإجراءات خاصة وسنفرض عقوبات على شخصيات أمريكية كتلك التي تدعم المجموعات التكفيرية مثل داعش والكيان الصهيوني، وسيتم الإعلان عن تلك القائمة قريبًا. المرشد يخرج عن صمته جاء تصريح المرشد الأعلى لإيران على خامنئى، مفاجأة للقيادة الأمريكية، حيث قال أثناء استقباله لعدد من القادة العسكريين اليوم في مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي - أحد أفرع قوات الحرس الثوري: إن "الشعب الإيراني لا يكترث للتهديدات الأمريكية، وسيرد عليها في مسيرات الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية"، لكنه لم يفسر كيفية الرد. وأضاف أنه "ترامب" يعكس الوجه الحقيقي والقبيح للولايات المتحدةالأمريكية، مؤكدًا أن إيران لابد أن تشكر أوباما على دعمه للفتن والحروب في الشرق الأوسط ودعم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ووقوفه بجانب المخربين بالداخل الإيراني في 2009 .