انتقدت الكاتبة الأمريكية جنيفر روبن, إدارة الرئيس دونالد ترامب لعدم تعاملها بحزم مع إيران, بعد التجربة الصاروخية, التي أجرتها في 29 يناير. وقالت الكاتية في مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست" في مطلع فبراير, إن ترامب رغم أحاديثه الكثيرة, التي ينتقد فيها بحدة إيران، لم يبد ردا حازما على تجربتها الصاروخية الأخيرة، منشغلا فقط بإصدار قرار مثير للجدل حول حظر سفر مواطني سبع دول إسلامية لأمريكا. وأضافت الكاتبة أن ترامب ورط نفسه, عبر قرار الحظر, في معركة لا يمكنه الانتصار فيها مع الكونجرس، ولا مع المحاكم، ولا حتى مع إدارته نفسها، تاركا إيران لتختبره, واختتمت, قائلة :"ها هم (الإيرانيون) يجدونه هدفا سهلا". وكانت إيران أجرت في 29 يناير تجربة لصاروخ باليستي قادر على نقل شحنة من 500 كيلوجرام ويبلغ مداه 300 كيلومتر. وتقول إيران إن صواريخها لا تنتهك قرارات الأممالمتحدة لأنها لأغراض دفاعية وغير مصممة لحمل رؤوس نووية. ومن جانبها, قالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي نكي هيلي إن الإدارة الأمريكية لن تغض النظر عن التجربة الصاروخية الإيرانية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة "ليست ساذجة وستتصرف وفقا لذلك"، معتبرة اختبار إيران صاروخا باليستيا "مرفوض تماما". وأضافت عقب جلسة لمجلس الأمن في 31 يناير -دعت إليها بلادها لبحث التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة- أن العالم سيرى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتحرك بقوة وبصوت عال لفعل كل ما يلزم لحماية الأميركيين والعالم. وقالت هيلي :"هم يعرفون أنه ما كان عليهم القيام بأي إنتاج يتعلق بتجارب صواريخ باليستية تستطيع حمل رؤوس نووية، وتجربتهم الأخيرة جرت على صاروخ أكثر من كاف لحمل مثل هذه الرؤوس". وأضافت أن واشنطن ستتحقق من أن أي دولة تتجاوز الحظر المفروض على إيران بتقديم أي تكنولوجيا تسهّل القيام بمثل هذه التجارب. ومن جهته, قال المندوب البريطاني لدى مجلس الأمن الدولي ماثيو رايكروفت إن إيران لا تزال تلعب دورا يشكل عقبة أمام السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن بريطانيا تتشاور مع الولاياتالمتحدة ودول مجلس الأمن للنظر فيما يمكن فعله إزاء السياسات الإيرانية. وحسب "الجزيرة", ناشد الاتحاد الأوروبي أيضا طهران الامتناع عن القيام بأية نشاطات "تعمق الريبة" مثل إجراء التجارب الصاروخية. أما روسيا, فاعتبرت أن إجراء إيران للتجربة الصاروخية لا ينتهك قرار مجلس الأمن بشأن برنامجها النووي, ورأت أن طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن يهدف إلى "تأجيج الوضع واستخدامها لتحقيق أغراض سياسية". وفي 3 فبراير, أعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة على 13 فردا و12 كيانا إيرانيا يعتقد بارتباطهم بعلاقات بالبرنامج الصاروخي وبدعم "الأنشطة الإرهابية". وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان على موقعها بالإنترنت إن العقوبات تتضمن تجميد مصالح وممتلكات هذه الكيانات وحظر التعامل معها على المواطنين الأميركيين، وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى إيران يتخذ عدد من هذه الكيانات من لبنان والصين والإمارات مقار لها. واعتبرت الوزارة أن دعم إيران المستمر للإرهاب وتطوير برنامجها الصاروخي يشكلان تهديدا للمنطقة ولحلفاء الولاياتالمتحدة حول العالم. وأضافت الوزارة في بيانها أن العقوبات "متسقة تماما" مع التزامات الولاياتالمتحدة وفقا للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران المعروف رسميا باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة". ونقلت "رويترز" عن مسئول أمريكي قوله إن هذه العقوبات مجرد خطوة أولية ضد إيران ردا على سلوكها الاستفزازي. وحسب "الجزيرة" استهدفت العقوبات الجديدة شخصيات وشركات صينية تتهمها واشنطن بالقيام بدور الوساطة في دعم البرنامج الصاروخي الإيراني. كما استهدفت العقوبات الشركات والشخصيات التي تدعم بالمال والتكنولوجيا فيلق القدسالإيراني وحزب الله اللبناني. وحسب وزارة الخزانة الأمريكية, يقع مقر بعض هذه الشخصيات والشركات في لبنان والخليج. ومن جهته، قال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة سوف تستمر في الرد على إيران بما يلزم بعد العقوبات الجديدة. وفي طهران هاجم خطيب الجمعة وعضو مجلس خبراء القيادة أحمد خاتمي الولاياتالمتحدة، وقال إن فرض عقوبات جديدة على إيران خرق صارخ للاتفاق النووي، وأضاف خاتمي أن التجارب الصاروخية الإيرانية تظهر اقتدار بلاده. وتعتبر إيران العقوبات الجديدة خرقا للاتفاق النووي، رغم أن هذه العقوبات لا تشمل شخصيات كبيرة ولا مؤسسات مهمة يمكن أن يشكل استهدافها إزعاجا للنظام في إيران. وفي أول رد فعل دولي على الخطوة، قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إنه يتفهم العقوبات الأميركية على طهران لأن تجربتها البالستية الجديدة تشكل "خرقا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي". ولكن الوزير الألماني حذر من الخلط بين التجربة الصاروخية وبين الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى. وشدد على أن التجربة الصاروخية لا تؤثر في الاتفاق النووي، قائلا :"نحن مستمرون في دعم تطبيق هذا الاتفاق، والولاياتالمتحدة ليس لديها حاليا نية للتشكيك فيه". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن طهران تلعب بالنار، وأشار في تغريدة على موقع "تويتر" في 3 فبراير إلى أن الإيرانيين لا يقدرون كم كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طيبا معهم، مؤكدا أنه لن يكون مثله. وأضاف ترامب أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بالرد على قيام إيران بتجربة صاروخية باليستية, بما فيها توجيه ضربة عسكرية. وردا على ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لا تعبأ بالتهديدات الأمريكية, ولكنها لن تبادر بإشعال حرب.