سجل سعر الدولار مقابل الجنيه في الجهاز المصرفي تراجعاً منذ بداية العام الحالي بقيمة 84 قرشا. أكد خبراء الاقتصاد أن هناك عدة أسباب أدت إلي تراجع سعر الدولار في مقابل الجنيه المصري أبرزها وصول إجمالي قيمة تدفقات النقد الأجنبي منذ شهر يناير 2019، وحتي الآن إلي 24.7 مليار دولار مما يؤكد الثقة في أداء الاقتصاد المصري. وأشار الخبراء إلي أنه من ضمن أسباب الارتفاع الكبير للجنيه التحسن في تدفقات النقد الأجنبي من مصادرها المختلفة مثل قناة السويس والسياحة والصادرات وتحويلات المصريين بالخارج. وأكد الخبراء إن أداء الجنيه خالف العديد من التقارير وإستطلاعات رأي أصدرها بعض بنوك استثمار سواء محلية أو عالمية والتي توقعت تراجع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ليصل إلي 19 جنيه والبعض الأخر توقع تجاوز مستوي 19 جنيه خلال العام الحالي. ومن جهته قال فخري الفقي مستشار صندوق النقد الدولي إن أداء الجنيه المصري خالف توقعات بنوك استثمار عالمية كبري مثل جولدن مان ساكس ومورجان إستانلي بالتراجع ونجح في الصعود في إشارة مهمة إلي نجاح خطة الإصلاح الاقتصادي. وأوضح هناك عدة أسباب أدت إلي تراجع سعر الدولار أمام الجنيه تمثلت في تراجع الواردات غير البترولية خلال يناير الماضي بنحو 912 مليون دولار بنسبة 17%، لتبلغ 4.4 مليار دولار مقابل 5.3 مليار دولار خلال يناير 2018. أدوات الدين وأضاف من أبرز أسباب ارتفاع الجنيه أيضا ارتفاع استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية مثل أذون وسندات الخزانة. وأضاف أن حجم استثمارات الأجانب قي أدوات الدين الحكومية ارتفعت إلي 16.8 مليار دولار حتي نهاية شهر أبريل الماضي. وأشار إلي أن إنهاء العمل بآلية تحويل أموال المستثمرين الأجانب أدت إلي زيادة تدفقات النقد الأجنبي إلي البنوك مباشرة وليس إلي البنك المركزي كما كان متبعا في السابق. وأوضح أن مصر نجحت في طرح سندات دولية بقيمة ملياري يورو »ما يعادل 2.24 مليار دولار» في شهر أبريل الماضي. وقال إن البنك المركزي نجح في مد أجل سداد ودائع حصلت عليها مصر من الدول الشقيقة الأمر الذي كان له أثر كبير في زيادة تدفقات النقد الأجنبي. تحويلات المصريين وأكد الفقي أن زيادة تحويلات المصريين في الخارج يعتبر من أبرز أسباب تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه. وأضاف أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت نهاية العام الماضي لتصل إلي 25.5 مليار دولار بنهاية العام الماضي مقابل 24.7 مليار دولار في 2017 بزيادة 778.2 مليون دولار بنسبة 3%.. من جانبه قال د.رشاد عبده الخبير الاقتصادي إن من استمرار ارتفاع حجم احتياطي النقد الأجنبي يعد من أبرز أسباب تراجع سعر الدولار أمام الجنيه. وأضاف أن الاحتياطي النقدي ارتفع إلي أكثر من 44،2 مليار دولار مشيرا إلي أن السبب الرئيسي في زيادة احتياطي النقد الأجنبي ليتجاوز 44.218 مليار دولار في نهاية شهر أبريل الماضي. وأوضح أن التحسن الملحوظ في قطاع السياحة يعد أيضا من ضمن الأسباب التي أدت إلي ارتفاع الجنيه مقابل الدولار. وأضاف أن بيانات البنك المركزي المصري تشير إلي ارتفاع إيرادات البلاد من خلال أول 3 أشهر من العام المالي الجاري بنسبة 45.7% مقارنة بنفس الفترة من العام المالي السابق.. وأوضح أن إيرادات السياحة ارتفعت خلال تلك الفترة لتصل 3.93 مليار دولار مقابل نحو 2.7 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق. حملات المقاطعة وقال إن حملات المقاطعة علي رأسها حملة »خليها تصدي» والتي زادت حدتها عقب خفض الجمارك علي السيارات الأوروبية إلي الصفر، وإدراك المستهلك بالأرباح الضخمة التي يحققها الوكلاء والمستوردون علي حسابهم أدت إلي تراجع في مبيعات السيارات وبالتالي تراجع الطلب علي استيراد السيارات الأمر الذي أدي إلي وفرة في الدولار بالسوق. • محمد صابر