لا تزال الدول الأوربية تواصل دعم الاتفاق النووي الإيراني، وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا الدول الثلاث الموقعة علي الاتفاق النووي مع ايران عام 2015،، وتحاول هذه الدول الوفاء بتعهداتها بحماية المصالح الاقتصادية الإيرانية علي الرغم من العقوبات الأمريكية، إلا أن جهودها لا تزال محاطة بالفشل، مما دعا إيران التهديد بالتنصل من بعض بنود الاتفاق النووي،، في حال لم تقم أوروبا بدورها المطلوب.فيما تسعي الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب إلي مواصلة الضغوط علي إيران من أجل إجبارها علي التفاوض حول اتفاق نووي جديد، وسط مخاوف من تتحول التوترات الأخيرة إلي إعلان للحرب. علي خطي التهديد والوعيد، حطّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بروكسل،الاسبوع الماضي في زيارة مفاجئة، التقي نظراءه الاوربيين، آملاً بإظهار وحدة بين الأوروبيين والأميركيين ضدّ إيران وبرنامجها النووي، لكنه مني بخيبة أمل بعد فشله في تغيير مواقف القادة الأوروبيين الذين يخشون من توجه الولاياتالمتحدةوإيران نحو الحرب،خاصة بعدما أعطت الولاياتالمتحدة بعداً عسكرياً للتوترات الدبلوماسية، مع إرسالها سفن هجومية وبطاريات صواريخ »باتريوت» وقاذفات قنابل إلي الخليج ووصل الأمرإلي حد انتقاد بريطانيا وفرنسا وألمانيا علناً المقاربة الأميركية المتشددة حيال المسألة. فقد اعلن جيريمي هانت وزير الخارجية البريطاني إنه يخشي أن يؤدي التصعيد غير المتعمد من الولاياتالمتحدةوإيران إلي اندلاع صراع - وهو بيان جريء يوجه المسؤولية بشكل متساوٍ إلي كل من واشنطن وطهران. وأشارت »واشنطن بوست» إلي أن فيديريكا موجريني ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي التي ذهبت إلي موقف أكثر تشددا بعد اجتماعها مع بومبيو. وقالت: »يجب أن يكون الموقف الأكثر مسؤولية الذي ينبغي اتخاذه هو أقصي درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد علي الجانب العسكري». ونحن بحاجة إلي التأكد من أننا لن نعيد وضع إيران علي طريق إعادة التسلح النووي، كما اكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعد اجتماعه مع بومبيو إن برلين »لا تزال تنظر للاتفاق النووي كأساس لعدم امتلاك إيران لأسلحة نووية في المستقبل، ونري في ذلك بعداً وجودياً بالنسبة لأمننا».وانضمّ وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان إلي منتقدي الولاياتالمتحدة بالقول إن خطوة واشنطن بالتصعيد ضد إيران »لا تلائمنا». وقالت الصحيفة ان الوزراء الاوربيين لم يسمحوا لامريكا بتحقيق نصر رمزي وهو الحصول علي موافقة اوروبا علي تحركاتها الاخيرة ضد ايران. واكدت الصحيفة إن الأوروبيين اكدوا إنهم يخشون سلوك كل من إيران وإدارة ترامب. ورغم ان القادة الأوروبيين يتفقون مع الولاياتالمتحدة علي أن برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية وسلوكها يمثلان مشكلة. الا انهم يختلفون حول ما إذا كان هذا يعني أن الاتفاق النووي ينبغي إلغاؤه. وتري صحيفة »نيويورك تايمز» الأمريكية إن ذكريات غزو العراق الكارثية، توحد الأوروبيين الآن في معارضة ما يعتبره الكثيرون توجه واشنطن لإثارة حرب مع إيران..وقالت كوري شاك، وهي مسئولة سابقة في البنتاجون: إن كل حكومة أوروبية تعتقد أن التهديد المتزايد الذي نراه من إيران الآن هو رد فعل علي انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني. ويعتقدون أن الولاياتالمتحدة هي المُستفِزة، وقلقون من تحركات واشنطن من أجل تقديم ذريعة لهجوم أمريكي علي إيران. فيما اكد توماس فالاسيك، مدير كارنيجي أوروبا وسفير سلوفاكي سابق لدي الناتو، إن ما يجري الآن بعيد كل البعد عن النقاش الذي سبق حرب العراق عام 2003، والذي قسم أوروبا إلي قسمين. هذه هي حالة كل الحكومات الأوروبية التي تقول لواشنطن إن هذا جنون، وقد يكون هذا هو سبب تراجع نبرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما علق مؤخرا بإنه يأمل ألا تكون الولاياتالمتحدة في طريقها إلي حرب مع إيران.. في حين يري بعض المحللين ان الإدارة الأمريكية علي يقين بأن خطوة الحرب لن تقتصر علي إيران.وستتعرض مصالحها بالمنطقة للتدمير حال نشوب الحرب مع إيران. وأن الإدارة الأمريكية تستخدم ترامب في رفع سقف مؤشرات الحرب لتحقيق أهداف أخري، وأشاروا إلي أن فشل الإدارة الأمريكية في أفغانستانوالعراق وسوريا يجعلها تعيد حساباتها، خاصة أن الأمر يحتمل أن يشمل العديد من الجبهات والدول، في حين أن الاتحاد الأوربي غير متحمس لدخول مثل هذه الحرب وأكدوا أن معظم الدول أيقنت أن سياسية ترامب لا تحمل الاستقرار للمنطقة، وأنه يقوم بالابتزاز والتعامل بمبدأ حجم المقابل الذي سيجنيه، حيث يتعامل مع الدول العربية علي أنها »مصارف للأموال»، يجني منها ما يريد. فهو ليس لديه أي تجارب سياسية، وأن المستشارين الذين يقدمون له النصائح هم أقرب إلي إسرائيل، ويقنعونه بأن الحرب ضد إيران ضرورية لخدمة إسرائيل.